جيشنا نَفَسه قصير .. و انقلاب يونيو مهدت له مذكرة فبراير كتبه محمد سمنّور

جيشنا نَفَسه قصير .. و انقلاب يونيو مهدت له مذكرة فبراير كتبه محمد سمنّور


06-27-2020, 07:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593282011&rn=0


Post: #1
Title: جيشنا نَفَسه قصير .. و انقلاب يونيو مهدت له مذكرة فبراير كتبه محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 06-27-2020, 07:20 PM

07:20 PM June, 27 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ربما لان هذه طبيعة الشخصية السودانية،
ربما كانت هذه هي السمة الاضعف في شخصيتنا،
السوداني اشتهر في الخارج بامانته ونزاهته واخلاصه وانه (دغري)،
ولكن نحن مشهورين بقصر النَفَس،
لدينا استعجال وطبيعة ثورية،
لذلك استغرب الناس في الخارج كيف ثار السودانيون برغم مزاعم فشل الربيع العربي،
لكن السؤال هو كيف صبر السودانيون علي الانقاذ كل تلك السنين؟
ساجاوبكم في نهاية المقال.

الانقاذ كانت دائما تخشي من قصر نَفَس الجيش،
وكان هناك سؤال يؤرقهم دائما:
هل تحميهم الديمقراطية ام البندقية؟
الاسلاميون كانت لديهم خطط للتحول نحو الديمقراطية،
وذلك لانهم جربوا ان يكونوا حزبا سياسيا ونجحوا نجاحا نسبيا،
وكان الترابي وحواريوه يزعمون انهم ظلوا يدفعون نحو الديمقراطية،
ولكن العسكر كانوا يماطلون،
الترابي قال ان مجلس قيادة الثورة حلّ نفسه بعد "مجابدة شديدة"،
مع ان هذا كان متفق عليه من الأول،
وذكر المرحوم غازي سليمان ان الترابي قال له انه اتفق معهم ان يسجن
اسبوعين فسجنو ستة اشهر،
وعندما حصلت المفاصلة قال اهل المنشية ان القصر خشي من ان يسحب البساط من
تحت رجليه،
وذلك بجعل انتخاب الولاة انتخابا مباشرا عملا بمبدأ الفدرالية.

الحقيقة ان الاسلاميين كان لديهم هاجس البيانات رقم واحد،
وذلك لانهم هم انفسهم جاءوا في الظلام،
ولا اظن ان الأمر كان بسبب تشبث البشير بمقعده،
بل انهم كان يرون في المكوّن العسكري ضمان لاستمراريتهم.
في 89 كان الضباط الاسلاميون في الجيش قلة قليلة،
ولكن بعد 30 عام من الاحلال والابدال لا يمكن ان نقول ذلك،
في فبراير 89 اصدر الجيش مذكرة عكست مدي تململه من السلطة القائمة،
وقبيل 30 يونيو كان انقلاب الزبير محمد صالح الذي فشل،
بعدها حذر الامن السلطات من مغبة حدوث انقلاب،
ومع ذلك حدث الانقلاب!
تبين للناس فيما بعد ان وراءه الحركة الاسلامية،
وبالمناسبة آن الأوان لكي اجيب علي السؤال،
لماذا صبر السودانيون رغم قصر نَفَسهم كل ذلك الدهر علي الأنقاذ،
في اعتقادي لانهم خدعوا الشعب باسم الدين،
استغلوا التدين الفطري للسودانيين،
لكن البعض عرفهم من اول وهلة،
كانت هناك مقالة مشهورة يتداولها البعض،
كنوا يقولون عن الاسلاميين:
دفعوا الناس الي المساجد،
وهم خشوا السوق،
بالفعل:
كانوا ينهبون ويسرقون ويتمتعون باسم الدين،
حكي لنا البعض عن احدهم في اوئل حكم الانقاذ،
قالوا له لماذا تترك عربتك (الليلي علوي) شغالة بعد ان تنزل منها؟
فانت بهذا تهدر الوقود،
قال لهم دعوها فهي تسبح الله وتكبره،
تقول "الله اكبر الله اكبر،
كان البعض يعاتبهم:
هل قبل ان تأتوننا لم نكن مسلمين،
ألم نكن نعرف ان الله اكبر،
وقد سمعت مرة باذني في اذاعة الجيش الشعبي لتحرير السودان:
قال المذيع: شابكننا الله اكبر الله اكبر،
نحن ذاتوا بنقول الله اكبر،
وقد كتب احد المغتاظين منهم علي عربته:
(الله اكبر القديمة)
يعني ليست التي يرائي بها الكيزان.

المهم ان الاسلاميين جاءوا اذن مرتدين الكاكي،
اختلف الناس في الايام الأولي: "هل هؤلاء الرجال جبهة"
فيما بعد اعترف الترابي انهم عملوا خدعة،
وانطوت تلك الخدعة علي ذهاب الترابي حبيسا الي السجن،
وذهاب البشير رئيسا الي القصر،
ولكن الشئ الذي ساعد في استمرار الانقلاب ان الاسلاميين كانوا علي درجة من التنظيم،
حتي الآن لا خوف علي الثورة،
لا خوف طالما ظل الناس متوحدين وعلي درجة عالية من التنظيم،
وطالما ظلوا هم الاعلي صوتا والاكثر تأثيرا،
ولكن كيف ذلك؟
سنحاول ان نجيب في مقالاتنا القادمة.