التأثير غير المرئي لمؤتمر أصدقاء السودان بقلم محمد حسن فرج الله

التأثير غير المرئي لمؤتمر أصدقاء السودان بقلم محمد حسن فرج الله


06-25-2020, 09:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593117342&rn=0


Post: #1
Title: التأثير غير المرئي لمؤتمر أصدقاء السودان بقلم محمد حسن فرج الله
Author: محمد حسن فرج الله
Date: 06-25-2020, 09:35 PM

09:35 PM June, 25 2020

سودانيز اون لاين
محمد حسن فرج الله- السعوديه
مكتبتى
رابط مختصر





(١) أتديّن و أتبيّن ..!
بمجرد انتهاء الجلسة الأولي للمؤتمر سارع المتشائمون بعقد مقارنة مجحفة بين القيمة المبدئية للمنح ( 5 مليار دولار ) و بين حجم ديون السودان 60 مليار دولار ...!، و الإجحاف يكمن في إستسهال القفز علي مخازي ستين عاما من سوء التدبير في جلسة مؤتمر واحد ، و الحياة ليست بهذه البساطة تأكيداً .
قصة السودان مع الديون قصة طويلة ، و لكنها ابتدأت بصورة جدية مع الرئيس السابق جعفر نميري ( غفر الله له ) الذي كان أول من استسهلها للدرجة التي جعلت الناس يُروجون حول ذلك قصص غريبة ، تحدثت احداها عن أنه كان يُرسل وزير خارجيته في جولات خارجية لطلب الديون ، و عندما يسمع بعودته يقطع اي اجتماع مهما كانت اهميته و يخرج ليسأله: ( ها.. سبع و لا ضبع ..؟ ) ، بل رده علي من طلب منه أن يتريث في طلب الديون كان: ( والله ندين و نتبين .. من ما الله خلقك شفت ليك دولة دخلوها السجن عشان ما خلّصت دين ...!)
المؤتمر لم يسقط كل الديون ، و لكنه قطعاً سيفتح الطريق لوضعها علي طاولة النقاش و سيمهد الطريق للمعالجات و اعادة الجدولة و تخطي اعاقتها للحصول علي التمويل من الصناديق المالية و المؤسسات الدولية.

(٢) لا إنقلاب في الأفق القريب
المؤتمر سيتسبب في اجهاض المقامرات العسكرية و وأد فكرة الأنقلاب العسكري ، كل دولة دعمت الحكومة المدنية مالياً لن تقبل بأي انقلاب علي الاقل قبل اكتمال الفترة الانتقالية.

(٣) نهاية الحصار
المؤتمر إشارة بتدشين المعاملات المالية و البنكية العالمية وانتهاء الحصار الاقتصادي فعلياً.

(٣) ٣٠ يونيو .. كل عام وانتم بخير..!
ستفقد مليونية ٣٠ يونيو زخمها ، المؤتمر احيا الأمل في التغيير الايجابي و أثبت أن الحكومة الانتقالية تجيد الأداء في ملعب السياسة الخارجي علي الأقل.

(٤) خارج القائمة
ستعجل برفع اسم السودان من قائمة الارهاب ، ربما خلال اسبوع ، الغريب ان المبلغ الذي دفعته امريكا ( ٣٠٠ مليون ) هو نفس ما سيدفعه السودان كتعويضات ..! ، يبدوا ان ترمب يريد توظيف التصر المعنوي في موضوع التعويضات داخلياً ..!

(٥) الكورونا تلاحق المؤتمر ..!
ربما لو عُقد المؤتمر في غير ظروف الكورونا و ما القته من ظلال سالبة علي الاقتصاد العالمي لكانت نتائجه اعظم و مردوده المالي مضاعفاً ، ولكن هذا ما جرت به المقادير و لربما صح قول شوقي علي لسان أحد ابطال مسرحياته الشعرية:
لا تلم كفي إذا السيف نبا
صحّ مني العزم و الدهر أبي..!

هل تُري يستدير الزمان كهيئته و نشهد زمناً يعقد فيه السودان مؤتمراً للمانحين بقاعة الصداقة لدعم الدول المتعثرة بعد أن باع سيفه في سوق ( البنك الدولي ) كما باعه الحاردلو في سوق القضارف و وثق لذلك بقصيدته المشهورة:
بعد أُم بُوح .........،، تقطِط جامّة العدّاد
بعت أبْ نامة في سوق القضارف بي تلاتة أمداد
إن جادت معاك بي خيط العنكبوت تنقاد
وإن فِسلت ...........تقطِّع سلسل الحداد