خطوات في سوح الوطن لتصحيح المسار بقلم حسن موسى أحمد

خطوات في سوح الوطن لتصحيح المسار بقلم حسن موسى أحمد


06-23-2020, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592933972&rn=1


Post: #1
Title: خطوات في سوح الوطن لتصحيح المسار بقلم حسن موسى أحمد
Author: حسن موسى أحمد
Date: 06-23-2020, 06:39 PM
Parent: #0

06:39 PM June, 23 2020

سودانيز اون لاين
حسن موسى أحمد-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





ومشيناها خُطىً كُتبت علينا ، فكانت ثورة كاملة الدسم كماً وكيفاً ؛ لكن مخرجاتها كانت منقوصة الخطط والبرامج والمسار، ولاترقى لطموحات الشعب ، فـتتسارع خُطى الأيام لتصل بنا إلى بعض من شعاراتها التي صدحنا بها أهازيجاً وغناءً وهتافًا ، حرية سلام وعدالة ، فالسلام خطوة نحوالأمن والاستقرار والتنمية ، وهو الأساس لبناء مستقبل زاهر وواعد باذن الله .
إن مفاوضات السلام في جوبا تسير بخطى حثيثة إلى غاياتها المرتجاة ، وصرح ياسرعرمان بأن ما أُنجز خلال فترة الاربعة اشهر الماضية لم ينجز من قبل في ظل مفاوضات نظام الحكم البائد ، فنتمني أن ينضم إلى ركب مفاوضات السلام كل من القائد عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور ، وهذه فرصة ذهبية بعد أن سقط هرم الانقاذ الزائف ، والفرصة متاحة للجميع لصنع السلام والبناء.
إن الذي ينقصنا كثير والذي نصبو إليه عظيم و كبير ، فعلى سبيل المثال ، إن المواطن البسيط يريد أبسط متطلبات الحياة ، توفير رغيف العيش والوقود والدواء ورخاء الأسعار في الوقت الراهن ، لكن الملاحظ أن السوق لا رقابة عليه ، والأسعار كأنها في عجلة من أمرها وخطواتها تزيد يوم بعد يوم ، بل وفي كل لحظة وثانية ، وعجلتها تتقدم إلى الأمام بوتيرة مخيفة ولا كابح يوقفها و كأنها في سباق مع جائحة كرونا ، والحكومة وحاضنتها (قحت ) لا يرف لهما طرف ولا عين ، ولاتحركا ساكنا ، كأن الأمر لا يعنيهما . وضعاف النفوس ممن يضاربون بقوت الشعب يستغلون انشغال الكل بالحالة الصحية للوطن وجائحة كرونا فيتمادون في غيهم وتيههم . كما أن نهاية الشهرعلى بعد خطوات ، و أيام معدودة ويأتي يوم الثلاثين من يونيو ، وتأتي معه قائمة المرتبات لموظفي الدولة ، ربما تحمل معها مفاجآت جديدة ، مع العلم أن هناك بعض الولايات حتى الأن لم تسلَم مرتبات الموظفين المعدلة بنظام الزيادة الجديدة لشهر مايو المنصرم ، كانوا في انتظار فرحتهم إسوة بزملائهم ، لكن فرحتهم لم تكتمل ولن تكتمل ؛ لأن تمساح السوق سوف يلتهمها بل صار غولاً يبتلع الكنوز المدخرة في ظل البطالة والجائحة والحظر ، كما أن شعار ( العدالة ) مازال يراوح مكانه ولم يتقدم إلى الامام بالاقتصاص للشهداء و كل المُعتدى عليهم والذين عُذبوا في السجون .
وفي ظل رهق الحياة واللهث وراء لقمة العيش قد تجعلنا لا نرى ماتم انجازه في هذه الفترة ؛ رغم العوائق والصعاب والاشواك في مؤطئ خطواتنا ، ودمار ثلاثين عاماً لا يمكن اصلاحه بين ليلة وضحاها ، لكن هناك الأمل ، والانجازات تحدث عن نفسها ، فالحرية كانت أول شعارات الثورة ؛ والآن هي أهم الانجازات ، (حرية ) صداها تردده كل السوح والميادين هتافاً ، نعم هي الحرية التي نتنفسها الآن شذاً وعبيراً حتى الثمالة ، في الصحف ، والأجهزة الاعلامية ، تلك الحرية التي كانت مسلوبة في ذلك العهد البائد ، حيث كانت آلة قمع الجهاز الأمني وتنمرهم وتنمر كل من كان قيادي او حزبي او نافذ او في أي موقع مؤسسي كانت غطرستهم وتنمرهم وسطوتهم و تهديدهم ووعيدهم يؤرق مضاجعنا ، ومن الانجازات أيضاً توقف الحرب وهي مقدمة للسلام ، وهناك انجازات لجنة إزالة التمكين ، ثم تحويل ملفات رموزالنظام البائد للنيابة للبت في المحاكمات , وزيادة موازنة التعلم والصحة ، وبفضل الله كان خريف العام الماضي ناجحاُ أدى إلى إنتاج وفير جداً من القمح لأول مرة في تاريخ السودان ، هذا غيض من فيض . وحتماً المواطن صانع الثورة يستطيع الصبر على الحكومة إلى أن تحقق طموحاته لأنه في كل يوم يرى معالم الفساد و الافساد والدمار تتكشف أمام ناظريه بوجهها الكالح .
يوم الثلاثين من يونيو يسرع بخطاه ؛ ليذكرنا بتاريخ الأنقاذ المرير، لكنه أصبح في مزبلة لا تاريخ لها ، بعد أن عصفت به رياح ثورتنا بما اشتهينا ، فاقتلعت جذور ذلك النبت الشيطاني المسمى زيفاً بالانقاذ ، إن الثلاثين من يونيوفي العام 2019 يعد نصراً حقيقيا ًلنا فكانت مليونية الانتصار للثوار والشهداء ، فالمجد للآلاف تهدر في الشوارع كالسيول ، فبرغم التضيق والتنكليل والقطع المتعمد لخدمة الانترنت من قبل المجلس العسكري ، في تلك الأيام الحزينة ذات الجرح العميق في صدر وطننا الحبيب ؛ والتي أعقبت فض الاعتصام ، خرجت مليونية النصر ، فاذهلت العسكرين وانقلبت الموازين لصالح الشارع الهادر بخطواته الثابتة فأثنت العسكرين لمطالب الثوار ، ثم مواصلة الحوار للتوقيع على الوثيقة . وخلاصة القول هناك نجاح واخفاقات من الحكومة وحاضنتها (قحت ) ، وهناك خطوات و دعوات لتصحيح المسار في عدة جوانب منها تشكيل المجلس التشريعي وتعين الولاة المدنيين ، إصلاح الأجهزة الأمنية والشرطية .
ويوم الثلاثين من يونيو دعـوة لمليونية ، وهناك أكثر من جهة تتبنى هذه المليونية ، ونحن في مناخ الحرية نستمع للجميع ، وخطوات المليونية تقترب من سُوح وميادين الوطن وتحمل أكثر من رسالة ، وهل تُسمع الرسالة ؟؟ وأقول
إياك أعني واسمعي يا جارة
بقلم //// حسن موسى أحمد

[email protected]