حمدوك و علوق الشدة.. بقلم خليل محمد سليمان

حمدوك و علوق الشدة.. بقلم خليل محمد سليمان


06-23-2020, 04:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592882475&rn=0


Post: #1
Title: حمدوك و علوق الشدة.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-23-2020, 04:21 AM

04:21 AM June, 22 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




بيان مجلس الوزراء، و المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير هو مثل علوق الشدة.

اعتقد من حيث الوقت لقد اخذت الحكومة فرصتها لتبرهن للشعب انها في جادة الطريق، حتي لا يلتبس الامر.. نعم خلل الثلاثين سنة لا يمكن إصلاحه في سنة او اثنتين او ثلاث، بل تكمن الجدية في السير علي تراك الثورة، بشكل واضح لا يخطئه مُبصر.

سَلم الشعب السوداني العظيم امر ثورته لتجمع المهنيين، الذي بدوره مثل اكبر خِدعة في تاريخ الثورات السودانية حيث كان يمثل واجهة لأحزاب خربة، تصارعت حتي إنكشفت عوراتها.

لماذا الدعوة في البيان لوحدة تجمع المهنيين؟

و ما المطلوب منه ان يفعل؟

تجمع المهنيين مات، و شبع موت في وجدان الشعب كايقونة للثورة، الإعتراف بالامر الواقع، و التعاطي معه افيد من التمادي في التدليس.

علي التجمع ان يذهب بعيداً عن السلطة التنفيذية، لإعادة البناء النقابي، بشكل يعيد للخدمة المدنية رونقها، و صدارتها لقيادة البلاد نحو التقدم بالإنتاج، و العمل.

حتي الحرية والتغيير نفسها الآن اصبحت بلا رصيد مُحترم، حيث جاءت بالعواطلية، و المتسكعين، و الفشلة علي مستوى حيواتهم الشخصية، فماذا ننتظر منهم! و كأن القصر قهوة في احد ازقة السوق العربي!

المرحلة تتطلب رجال دولة اقوياء بمعنى الكلمة، يتركوا مصالحهم الذاتية جانباً، و الامراض الحزبية، للعبور بالوطن الي بر آمن بعده يكون التنافس علي السلطة بالطرق الديمقراطية " و الحشاش يملا شبكتو"

كان حمدوك الرجل الانسب، و لا يزال إن اراد ان يلتحم مع الحاضنة الفعلية للثورة، وهي الشارع الذي اجمع علي فشل حكومة النشطاء، و العواطلية.

قلناها الف مرة من اول يوم .. يجب مراجعة اداء الوزراء بشكل يومي، لأن الفترة الإنتقالية محدودة، و الثواني، و الدقائق من عمرها غالية، و تُعتبر اللبنة الاساسية لمستقبل البلاد في الإنتقال إلي الحكم المدني الديمقراطي، و التغيير الشامل.

إقالة وزير فاشل او حتي حل الحكومة بكاملها لا يمثل هزيمة للثورة، لو فعلاً من كانوا في سدة الحكم انجبتهم الثورة بحق..لكنا رأينا مشهد يختلف عن هذا العبث.

حتي الآن ملف العدالة صفر كبيير، و لم تُحدد جريمة واحدة لمحاكمة رموز النظام البائد، حيث مات ما يقارب النصف مليون إنسان في إقليم واحد، و تخريب الإقتصاد، بالنهب الممنهج، و الفساد، و تجريف الحياة السياسية، و وضع البلاد علي لائحة الإرهاب، لعمري الاخيرة وحدها جديرة بالذهاب بكل سدنة النظام الهالك إلي حبال المشانق.

في العراق الذي حكمه صدام لأكثر من ثلاثة عقود ساقته جريمة واحدة الي حبل المشنقة راح ضحيتها ابرياء لا يتجاوز عددهم الثلاثين.

هذه المعلومة هدية لساكني القصر، و انا مسؤول عنها..

اقسم بالله العظيم يتم توفير و سائل إتصال للمعتقلين في كوبر حسب رغباتهم، و تصل رسائلهم لمن يريدون!

عن اي حكومة ثورة نتحدث؟

ينط واحد يقول اصلاً الحكومة تفتقر للذراع الامني التي تمكنها من القبضة علي امر الدولة.

ح انط واقول له لماذا فرطتم في الوثيقة الدستورية التي اسست لكل هذا الهراء؟

للأسف هرب الجميع إلي الامام من ملف الجيش، و قوى الامن، لنقف الآن امام مشهد لا نُحسد عليه، نتيجة للضعف، و التهافت علي السلطة المعطونة بدماء الشهداء.

اعتقد عمليات الترقيع غير مجدية، و لا تزال جذوة الثورة متقدة.

الامر يحتاج الي جراحة مؤلمة، تفصل بين الاحزاب، و الحكومة الإنتقالية، و تذهب بكل العواطلية، و المتسكعين حيث جاءوا.

تحرير حمدوك من هذه البركة الآسنة لا يُعتبر إنقلاب علي الثورة، بل يطلق يديه من تقاطعات الاحزاب، و محاصصاتها القذرة التي لا تشبه روح هذه الثورة العظيمة.

اخيراً .. الي صحاب القلوب الضعيفة، و الايادي المرتجفة الذين يخشون عودة الكيزان، الشعب قد قال كلمته، و هو قادر علي لجمهم الي يوم الدين، و غداً لناظره قريب!

الضعف كما نبهنا مبكراً يزيد المشهد تعقيداً يصعب التعامل معه في المستقبل، و ستكون مضاعفاته باقية في جسد الوطن لعقود.

الحسم ثم الحسم، فالثورة التي تلين قناتها، تصبح لقمة سائغة في ايدي الإنتهازيين، و الرجرجة، والدهماء.

ننتظر قرارات قوية من حمدوك تزيل الشك باليقين في الشارع المحتقن، والمُلتهب، و 30 يونيو قاب قوسين او ادنى.

شاء من شاء، و ابى من ابى هذه الثورة لا يمكن ان تخبوء جذوتها دون تحقيق اهدافها مهما كلفت من اثمان.

علوق الشدة يا حمدوك لا تجدي نفعاً..

خليل محمد سليمان