ميتينها بتاعة حسين خوجلي: دابو جا البطلق أمكم بقلم عبد الله علي إبراهيم

ميتينها بتاعة حسين خوجلي: دابو جا البطلق أمكم بقلم عبد الله علي إبراهيم


06-18-2020, 05:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592455121&rn=0


Post: #1
Title: ميتينها بتاعة حسين خوجلي: دابو جا البطلق أمكم بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 06-18-2020, 05:38 AM

05:38 AM June, 17 2020

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




ذاع مقال أخير لكمال عابدين عن منشأ كلمة "ميتينكم" التي استنج بها حسين خوجلي في حديث له على قناة "أم درمان" في يوم زنق. وقال كمال كان منشأ الكلمة في أم درمان الخليفة عبد الله. فقد أمر الخليفة أن يكون دفن الميت في بيته. فمتى ما عرض أحدهم بيته للبيع كان سعره ب"ميتينو" أقل منه بلا ميتين. فالبيت بدافنته يخرب سوقه.
حكاية أصل كلمة "ميتين" طريفة. وقلت لصديق تعليقاً عليها إنني أرغب أن أعرف سوق العقار في أم درمان الخليفة عبد الله. علماً بأن أحياء المدينة كانت جهادية-قبلية مما قد يحد من "سلعية" البيوت.
ولكن وافقت القصة استجد لي في علم مناشيء الكلمات والعبارات. فكنت أدمنت باباً اسمه "عن اللغة" على الصفحة مجلة النيويورك تايمز التي تأتي صحبة عدد الأحد الأسبوعي. وكاتبه هو وليام سافير المحرر بالنيويورك تايمز بعد أن خدم ككاتب لخطابات الرئيس نيكسون. ويعرض فيه كل أسبوع لفنون اللغة نحوها، واستخدامات ألفاظها، وأصول الكلمات والعبارات. ويعرف العلم الذي يتقصى تلك ألأصول ب"eytmolgy". فمن مباحث سافير في منشأ الكلمة ما أورده عن كلمة "أها!" (Aha!) للاستغراب. فقال إن أول ظهورها كان في 1380 على قلم الكاتب الإنجليزي جفري شوسر مؤلف "حكايات كانتبري". ثم ظهرت عند شكسبير في 1600. وذاع سافير وصار من أوسع الكتاب جمهرة قراء.

والمتربص ألأكبر بنسب الكلمات والعبارات عندنا هو شوقي بدري. وهو يحسن هذا الفن على أنه يلقي بما عنده منه في خزائنه عفوا خلال مطولاته. فأذكر له مبحثه في العبارات السائرة: "العين بحسين" و "تاني تجي الحملة" و"أموت ركن".
ف"العين بحسين" راجع إلى طبيب العيون حسين أحمد حسن. وصحيحها "العين بى البيغلب حسين". وهو في الدعاء على صاحب العين الحاسدة يصيبه ما لا يقوى دكتور حسين على علاجه.
و"تاني تجي الحملة" راجع إلى الدخولية التي كان خفراء البلدية يأخذون البهائم الضالة إليها. وتبقى البهيمة حتى يأتي صاحبها فيعود بها بعد الغرامة المقررة.
و"أموت ركن" راجعة إلى ركن صينية الباسطة. ولما كانت الصينية عادة ما توضع مائلة فسيل سكرها إلى الركن. ناهيك من حجم الباسطة في الركن أكبر من غيره. وكان يقال لمن يريد شراء باسطة" موت ركن".
ولا أعرف من سبق شوقي إلى هذا الفن مثل جده بابكر بدري في كتبه عن الأمثال الشعبية. فكان يرد أحياناً قصة المثل الذي جاء به. واذكر أنني استثمرت في كتاباتي بعض قصص أمثاله هذه.
فجاء بالمثل "دابو جا البطلق أمكم". وهو عن رجل كان يحب العسكرة (الرقص) في حلقات المديح. ولم ينفع معه الهداي. فاجتمع عليه أبناؤه وقالوا له أن يمتنع عن حضور حلقات المديح أو طلقوا منه أمهم. فرضخ زمناً. وسمع يوماً صوت الطار في الحلة. فاندفع خارجاً من الباب لحلقة المداحين قائلاً لابنائه: "دابو جا البطلق أمكم".
وحاء بالمثل "التمباك في دنقلا". وكان يصدع به ذو جنة في أم درمان على آخر عهد المهدية. ومعلوم أن المهدية كانت حرمت شراب السجائر وسف التمباك. ثم سقطت دنقلا في يد الغزاة الإنجليز. وخرج البكوتي (التبغ باصنافه وكذلك المريسة) من غملته المهدوية. والمثل يقال في دنو أجل الشيء وتغير الحال إلى غير الحال.
أرغب أن أرى شباباً من كتابنا يؤنسونا باللغة التي جعلناها رجوما لبعضنا البعض . . . وبس,

الكاتب الإنجليزي جفري شوسر أول من قال "Aha!"