البرهان..الناجي الوحيد من انقلاب رمضان بقلم د.أمل الكردفاني

البرهان..الناجي الوحيد من انقلاب رمضان بقلم د.أمل الكردفاني


06-17-2020, 05:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592368577&rn=0


Post: #1
Title: البرهان..الناجي الوحيد من انقلاب رمضان بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-17-2020, 05:36 AM

05:36 AM June, 16 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




هناك شخصان ورطا هذا البلد ورطات دمرته وستدمره؛ الترابي، الذي اقترف كل آثام النظام السابق، هو وقبيله، ثم ساعده حظه، فأفلت من الاستمرار في القبض على السلطة، لينجو من الحساب. البشير لم يحكم طوال فترة الترابي، وهي الفترة التي ترتبت عليها كل بلاوي السودان، إذ دعم الإرهاب، وجاء الترابي ببن لادن وصدر المقاتلين لأفغانستان، والجزائر ومصر، وحول حرب الجنوب من حرب سياسية، إلى حرب دينية جهادية، فوجدت الحركة الشعبية دعماً واسعاً من كنائس العالم ودول الغرب..كان الترابي ينفذ سياسات موجهة (فهو ليس أحمقا بل ذكي جدا) ، فبدأ بالتمكين، والذي دمر الخدمة المدنية، وأقال الخبرات وأخر السودان عن التقدم. بعد ذلك اقاله البشير، وفي عام ٢٠٠٥ تلقى الترابي تهنئة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن شخصياً، كما حدث وجاءت طائرة الموساد الإسرائيلي لدعم قدح الدم . فمن يقدمون خدمات جليلة للدول الغربية ينالون حقهم من التشريف. اتصل بوش الابن بجون قرنق والترابي (رغم أن الترابي لم يكن في السلطة ولا علاقة له باتفاقية نيفاشا)، ولم يتصل بوش بالبشير، رغم أن البشير لم يرسل بن لادن إلى افغانستان وكان الترابي هو المشرف على كل بلاوي الارهاب وعلاقات السودان المشبوهة مع حماس وإيران. وأما البشير فكان دلدول ساي، حتى المفاصلة، مع ذلك فبوش بجلالة قدره اتصل بشخص بدون سلطة وهو الترابي، فقد حقق الأهداف المطلوبة..هل هذا غريب؟ أبداً فبريطانيا العظمى اعتذرت للإرهابي بلحاج، تخيل أن رئيس وزراء بريطانيا بجلالة قدره يعتذر لسجن بلحاج (الذي اقترف جرائم دموية يشيب لها الولدان) ثم يرسلونه لليبيا، يقوم بلحاج في ليبيا بإنشاء مليشيات ويبدأ في عرقلة التحول الدموقراطي. أمريكا لم تكتف بالاعتذار لعملائها من الإرهابيين، لقد أرسلت طائرة خاصة واعادت أصحاب الخوذات البيضاء في أدلب سوريا إلى أمريكا ومنحتهم جوازات أمريكية، اكتب فقط على قوقل أصحاب الخوذات أو القبعات البيضاء وستتفاجأ بعمليات ذبح المدنيين التي قاموا بها. جبهة النصر تم تأمين ترحيلها من أدلب بالمارينز الأمريكي، وهم أساساً قد تم تدريبهم بيد القوات الأمريكية في بعض دول الخليج...فهل فهمت لماذا اتصل بوش مهنئاً الترابي بوضع حجر أساس فصل الجنوب، لم يتصل بالبشير وهو رئيس الدولة، ولا بباقي الأحزاب السياسية، لا بالصادق ولا الميرغني، بل بالترابي الذي كان قد تم تجريده من كل السلطات، ولكن بعد فوات الأوان. ورث البشير كل تركة الترابي ثم شال الشيلة في النهاية.
وها هو قوش يفعل ذات الأمر، قوش استبدل الإسلاميين بالشيوعيين، فكل التعيينات التي تمت بالمخالفة لقانون الخدمة المدني، تمت ليس لانتقال السودان لدولة قانون ومؤسسات ومساواة وحقوق، بل لتمكين جديد، هو تمكين الشيوعيين، والشيوعيون هم أساسا لا يؤمنون بالدموقراطية، بل هم لا ولن يصلوا للسلطة عبر الانتخابات ، فهذا مستحيل. ولذلك سيكون من مصلحة الشيوعيين استيلاء العسكر على السلطة وأن يكونوا هم أيضا لاعبين أساسيين كما فعلوا مع نميري. والشيوعيون هم الوجه الآخر للكيزان. سواء من حيث القمع والتسلط وتاريخهم الدموي شاهد على ذلك أو دعمهم للدكتاتوريات والعسكر، أو كما قال عبد الخالق: لو طبق العسكر الاشتراكية فنحن معهم.
اليوم أدخل قوش السودان كله في ورطة، خلق تجمع الوهميين وجعل الشيوعيين واجهة رغم أن الحزب الشيوعي لم يفقد خلال هذه الثورة قياديا واحداً. وكان اغلب المقتولين من الحركة الإسلامية (أليس هذا غريباً). وبدأت محاولات تحويل من قاموا بانقلاب رمضان لملائكة وشهداء، وهذا كذب. من قاموا بذلك الانقلاب عساكر ضد عساكر، لو نجحوا لأعدموا خصومهم. ولذلك من سواخر القوانين الجنائية أن جريمة الشروع في قلب نظام الحكم، لا يمكن أن ينص عليها بغير شروع (أي جريمة لم تكتمل) فلو اكتملت لأصبح الانقلابي رئيساً وامتنعت معاقبته...
احد العساكر خرج في التلفزيون وقال بأن البرهان شارك في انقلاب رمضان...
كان من المفروض أن تكون تلك بطولة يشار إليها بالبنان لو تحقق أمران:
الأمر الأول: لو كان انقلابيو رمضان ليسوا عساكر بإيدولوجيات يسارية.
الأمر الثاني: لو كان البرهان قد ظهر اسمه في ذلك الوقت وتمت تبرأته أو إدانته وهرب.
لكن البرهان كان الناجي الوحيد في ذلك الوقت..
بضعاً وعشرين ضابطاً تمت تصفيتهم جسدياً ولا تعرف قبورهم حتى الآن.
والبرهان هو الناجي الوحيد؟!!!
الناجي..
الوحيد...
الناجي ماذا؟
الناجي...الوحيد...؟ (غمزة بالعين اليمنى)..
ماذا يدبر لهذا البلد؟