مخطط ل (غزوة بدر) ..الارهاب المحتمل هكذا نواجهه كتبه محمد سمنّور

مخطط ل (غزوة بدر) ..الارهاب المحتمل هكذا نواجهه كتبه محمد سمنّور


06-16-2020, 10:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592342116&rn=0


Post: #1
Title: مخطط ل (غزوة بدر) ..الارهاب المحتمل هكذا نواجهه كتبه محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 06-16-2020, 10:15 PM

10:15 PM June, 16 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



الدولة العميقة ظلت ناشطة منذ سقوط النظام،
اشاعات ودعايات خلال التواصل العادي والاكتروني،
اخبثها هو ما يتعلق بالعنصرية والدين،
رأينا الي ماذا ادي العزف علي وتر العنصرية،
عشرات القتلي سقطوا في عدة مناطق،
ولا زالت الجروح لم تندمل والكسور لم تنجبر،
ثم ان كلاما كثيرا دار حول الدين وايدلوجيا النظام الجديد،
قالوا عن مدير المركز القومي للمناهج ما لم يقله مالك في الخمر،
عشرات الخطب تناولت التخوفات علي الدين والقيم الاسلامية،
النظام السابق كان ذكيا في استغلال الاعلام ومنابر المساجد،
وقد استطاع بهما توطيد سلطته واستدامة شرعييته،
فعلي سبيل المثال الدعوة في المنابر للمشاركة في الانتخابات،
ومعلوم ان كلها كان غشا وتزويرا،
وبعد اتفاقية السلام كُرّس للانفصال من خلال التحذير من العلمانية وكذا وكذا،
كل ذلك من خلال نشر صورة ساذجة عن الدين بانه فقط شعائر وشعارات،
للاسف كانت هذه الصورة الساذجة تنطلي علي الجماهير البسيطة،
لذلك كان النظام البائد يصر حتي اخر نفس علي الشعارات الدينية،
وكان رئيس النظام وقياداته يحرصون علي انهاء خطبهم الجماهيرية بها:

"في سبيل الله قمنا .. نبتغي رفع اللواء"
"لا لدنيا قد عملنا .. نحن للدين فداء"
"فليعد للدين مجده .. او ترق منا الدماء"
"او ترق كل الدماء"
"هي لله هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه"
"شعارنا جهاد نصر شهادة"
لقد غرّروا بهذه الشعارات طلاب الجامعات والثانويات،
ودفعوا مئات الالاف منهم الي سوح القتال،
عشرات الالاف قضوا دفاعا عن ارض هي الآن دولة اجنبية،
في البدء كان قتال الجنوبيين بانهم كفار يتآمرون علي الاسلام،
وكانوا يحتاجون لتلاوة بعض الايات بحماس وصوت عال:

(قاتلوهم يعذبهم الله وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)
(يايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم الي الارض)،
وكذلك بعض الاحاديث النبوية:
(لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، فاذا استنفرتم فانفروا)

لكنهم استخدموا نفس الشعارات في تجييش الشباب للقتال في دارفور،
وهي معروفة انها دار مسلمين،
اليوم يحاول بعضهم تضليل الناس مرة اخري بتلك الشعارات،
وذلك علي غفلة من الحكومة الحالية ومؤسساتها الدينية،
فبالامس اثاروا دعوات العنصرية،
وهاهم يحضّرون للتحريض علي مواجهة السلطة الحالية،
يذكرون معارك صيف العبور والميل اربعين والدبابين،
والشهداء علي عبد الفتاح ومصطفي الطيب ومحمود شريف،
ويقولون ان اخوانهم جاهزون للتحرك ينتظرون الاذن من قادتهم،
ربما ينتظرون اشارة من احد ائمة المساجد المشهورين،
ينتظرونه ان يعلو المنبر ويتلوا عليهم اية سورة الحج بحماس وصوت عال:

(أُذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير)
هذه الاية التي نزلت في زمان معين ومناسبة معينة،
واعطي الله فيها لفئة معينة ان تقاتل اخري معينة،
انها ايات لمناسبات لن تتكرر مرة اخري،
لا يمكن ان تتكرر بدر وأحد والاحزاب وفتح مكة،
الترابي شيخهم يقول ان ليلة القدر نفسها لا تتكرر،
لان انزال القرآن لا يتكرر، بل كان في ليلة لا مثيل لها،
اكتسبت قدرها من قدر القرآن،
والقرآن وصف معارك معينة وماذا حدث فيها،
لكن الكيزان يتحدثون الآن عن (ذات الشوكة)
فهم ينتظرون بدرا اخري تكرارا كبدر الاولي،
ففي بدر لم تكن الاعداد متكافئة،
فهم يريدون التحرك مهما كان،
ما اسهل تبريرهم للباطل باقوال الحق،
وما اسهل ان تنطلي هذه الاباطيل علي بعض البسطاء،
لا زال الناس يتعجبون كيف اطلق الرصاص علي المعتصمين الصائمين القائمين،
وان من اطلقه هم بعض من بني جنسهم ومن نفس ملتهم،
لا عجب، انها تلك الدعاوي الخبيثة التي تلبس الحق بالباطل،
هذا كله مسؤولية وزارة الأوقاف ومجمع الفقه،
لا بد من ان يبصّر الناس ويحذّروا من تلك الدعوات الهدّامة،
ولابد ان ينتبه للخطاب الديني خصوصا منابر المساجد،
لقد سمعت باذني من مكبرات الصوت بالمسجد ينفي اصلا وجود مرض اسمه الكرونا،
الناس يُدعون لاتيان الصلاة كأن شيئا لم يكن،
الداعي يعتقد انه يفعل الصح وانه ينصر دينه،
الناس يصدقون ويثقون في كل ما يقال لهم في المسجد،
يكفي ان يصيح صائح:
"الدين خط احمر"
فيفتكر المصلون ان الدين قد ألغي،
وان الصلاة ستكون جريمة يعاقب عليها القانون،
فاذا صاح آخر:
(من قتل دون دينه فهو شهيد)
لك ان تتخيل ماذا سيكون،
اليس هذه فتنة؟
نكرّر هذه مسئولية وزارة الاوقاف ومجمع الفقه،
ينبغي ان يحارب ذلك الفكر المتطرف بفكر مثله،
وذلك يجب ان يكون بالحكمة والموعظة الحسنة،
انا اتحفظ علي ايداع ذوي الرأي الشاطح السجون،
فهم قبل كل شئ يفعلون ذلك بحسن نيّة،
فبسجنهم تنتشر شطحاتهم اكثر مما كان ينبغي لها،
وهم يظنون انهم يضحون بحريتهم في سبيلها،
والسجن يساعد علي ان تكبر شطحاتهم ليس الا،
هذا ما اظنه حصل لسيد قطب ابراهيم، المنظّر الاخواني،
الفكر يواجه بالفكر،
ولكن ليس بالسكوت،
لان السكوت علامة الرضا.