قدر السودان ان يحكمه الفاسدين، و العواطلية.. بقلم خليل محمد سليمان

قدر السودان ان يحكمه الفاسدين، و العواطلية.. بقلم خليل محمد سليمان


06-15-2020, 11:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592260532&rn=1


Post: #1
Title: قدر السودان ان يحكمه الفاسدين، و العواطلية.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-15-2020, 11:35 PM
Parent: #0

11:35 PM June, 15 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




اغرب حالة في الكرة الارضية حكاية الحُكم في السودان.

الطبيب يترك سماعته ليتفرغ للسياسة، و المهندس يرمي بمسطرته، و المحامي يخلع بدلته، و الاستاذ يهجر الفصول، و قاعات الدراسة، و الصحفي عاطل بقناع حيث لا إنتاج فكري ذو قيمة، اما المؤسسة العسكرية فهي الحصان الاعرج الذي يمتطي ظهره اصحاب العاهات الفكرية، و المناهج الضالة.

في الدول، والمجتمعات المتحضرة لكل سياسي مهنة، او وظيفة، بمجرد إنتهاء تكليفة إن كان رئساً، او وزيراً يذهب إلي مكان عمله، واكل عيشه، و يتفرغ الي حياته الخاصة، لأن الاصل في العمل السياسي التكليف من اجل خدمة المجتمع.

اعظم ثورة ابهرت العالم تكالب عليها عواطلية ما وراء البحار، و في احسن الاحوال ايقظت شهوة السلطة من هم في القبور ليتقاسموا دماء، و عرق، و تضحيات شباب طاهر بلا حياء.

مجلس سيادة الثورة عبارة عن مقبرة ينقصها حانوتي، و الشارع يغلي بالحيوية، و الثورة، فمجلس الوزراء متكأ للعواطلية، و سواقط التاريخ احزاب عفى عنها الدهر في مشارق ارض الله، و مغاربها.

اعرف بشكل شخصي احد مستشاري رئيس الوزراء، و هو دخل امريكا بفيزا بواسطة زوجته، من دولة افريقية جارة، فمنذ ان دخل الولايات المتحدة فهو عاطل و لم يعمل، عجزت الزوجة في ان تحسه علي العمل، و طبيعة الحياة في الغرب فقامت بطرده، ايّ والله طردته و اصبح homeless، ولكن تكافل السودانيين كان ارحم من الزوجة، التي لا الومها فهي في بلد تقدس العمل، وبدونه لا يسوى الإنسان فيه شيئ إلا رقماً يزيد ساكني الشارع.

إستضافه احد الاصدقاء في بيته برغم انه صاحب اسرة، و وفروا له عمل في اكثر من مكان، و لم يستمر ليومين في اي عمل، و اخيراً قال لهم بالحرف الواحد " انا والله شغل الشقاوة دا ما بقدر عليهو".

فحزم حقائبة ميمماً شطر قاهرة المعز التي يجيد التسكع في مقاهيها، و ازقتها حيث الإستهبال، والعيش علي انقاض قضية بلد إتضح انها شماعة للكثيرين، و سلة خبز للمتسكعين، حتي رست وليمة البحر علي شاطئ الدماء، و جثث شباب فض الإعتصام التي تقاذفتها امواج المُكر، و الاطماع، ثورة ديسمبر المجيدة!

كانت اكبر صدمة بالنسبة لي في حكومة حمدوك، و ما الصمت إلا خيانة للدماء، و الارواح، و لأننا ننشد وطن محترم فلا يمكن ان نصمت علي هذا العبث بعد اليوم، فالشباب في السودان احق بان يحكموا بلدهم، و يديروا شأنهم.

ماذا يقدم عواطلية ما وراء البحار لهذا الوطن الجريح، والمكلوم في امنه، وعيشه غير الآلام، و مزيداً من الفساد.

واهم من يعتقد ان فشل الحكومة يعني سقوط الثورة، فالثورة تصحح مسارها، ولا تسقط ثوابتها.

اما من يرى في عودة الكيزان فعليه ان يسأل شباب الثورة الحقيقيين، او ان يسأل كهنة النظام البائد انفسهم.. قسماً بالله لو مات كل اهل السودان و لم يتبقى غيرهم لا يمكن ان يتجرأ احدهم ليحكم.

الكيزان الآن وجدوا ضالتهم و تحكموا فينا بالخوف، والضعف، و الهوان الذي اتى بالعواطلية من اركان الارض، و ازقتها.

خرج الشعب السوداني بثورة عظيمة لا ليرثها العواطلية، وحميدتي و اسرته، و البرهان، و لجنة المعزول الامنية.

علي حمدوك حل هذه الحكومة الفاشلة، و تكوين حكومة محترمة تليق بعظمة الثورة، و تضحيات الشعب السوداني برغم الفقر، و الجوع، والمرض، و المعاناة.

البلاد في حاجة لحكومة قوية تفرض إرادة الشعب علي الجميع، و إعادة النظر في الوثيقة الدستورية العار التي بانت من خلالها عورات الاحزاب الخربة.

و ما تجمع المهنيين الذي كان طوق النجاة الذي تعلق به كل الشعب السوداني، في لحظات كادت ان تتفرق به السبل، حيث التقسيم، و العنصرية، و الجهوية، و الحروب العبثية، و الفساد المُمنهج، للأسف كان خير مثال ترجم فشل احزابنا، و نُخبنا التي لا تجيد سوى الصراع، و التكتيك، و الإحتيال للوصول إلي السلطة بلا اخلاق، او وازع ضمير.

حمدوم لا يزال في الوقت متسع، و إلا القاع اوسع من القِمة.

خليل محمد سليمان