فساد الكيزان في المؤسسة العسكرية.. بقلم خليل محمد سليمان

فساد الكيزان في المؤسسة العسكرية.. بقلم خليل محمد سليمان


06-14-2020, 12:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592133580&rn=1


Post: #1
Title: فساد الكيزان في المؤسسة العسكرية.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-14-2020, 12:19 PM
Parent: #0

12:19 PM June, 14 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




سأظل اكرر .. كشف فساد الكيزان في الجيش هذه المؤسسة العظيمة واجب مُقدس لطالما الكل يفرق ما بين الكيزان و فسادهم، و الوطن والجيش.

المسح علي الجروح بقيحها، و صديدها لايفيد، فكحتها، و الغور في اعماقها بالمشارط، يبدو مؤلماً، ولكن لابد للعلاج، ما دمنا نبحث عن الصحة، وتمام العافية.

المعلوم للجميع ان القوات المسلحة كانت اكبر مسرح علي الإطلاق لفساد هذه العصابة المجرمة، و دائما اصف عملية إصلاحها بالتحرير.

الجميع يعلم كيف تمت السيطرة علي مفاصلها ثم تدجينها لإفراغها من مضمونها، و محتواها لتصبح كسيحة، تتقاصر عن اداء دورها الوطني، و ما تعيشه البلاد من وضع شاذ هو ترجمة كافية لا تحتاج إلي توضيح.

داخل القوات المسلحة تُعتبر القوات الجوية هي الاكثر تضرراً، و احد مسارح فساد الكيزان المهول، و ما ادراك ما عبد الرحيم محمد حسين اللمبي، " وزير الدفاع بالنظر" من فني في الخدمات الارضية إلي مُهندس، و قائد مُلهم في زمن الغفلة، و الإنحطاط.

السودان اول دولة عربية، و افريقية إمتلكت سِرب مكون من عدد خمس طائرات C130 Hercules, و ذلك في عهد الراحل جعفر نميري، و هي من اجود طائرات الشحن العسكرية، لإمكانياتها الهائلة في الإقلاع، والهبوط علي المدرجات الترابية الغير مُعبدة، والقصيرة، و ميزة تحليقها لمسافات طويلة، و الطيران في اسوأ الظروف.

حتي الآن يُعتبر هذا الطراز من اجود الطائرات الامريكية في نقل اللوجستيات في جبهات الحروب المختلفة، و العديد من الدول العربية الكبيرة، والافريقية إمتلكت هذا النوع في اوقات متأخرة بالنسبة للسودان.

بعد الحظر الامريكي، علي السودان بات الحصول علي قطع الغيار امر صعب، فكان هذا مبرر كافي ليكون مدخل للفساد.

اصبحت كل الطائرات الخمس رابضات علي المدرجات تنتظر فرج السماء، الذي جاء بأن تم بيع ثلاث منها الي حكومة ليبيا بعد الثورة، و الإستعانة بفريق صيانة ايراني لتحلق هذه المرة مودعة ارض الوطن بلا رجعة، في مشهد تراجيدي يدعو للحزن، و الشفقة.

كما ذكرت كان الحظر مُبرر كافي للفساد، و الذي يعضده عدم تعويض هذا السرب العملاق بأي نوع من طائرات الشحن من اي معسكر في الكرة الارضية، و الاكيد ذهاب الاموال هدراً، و ما ادراك ما الفريق الركابي رب الفساد علي الإطلاق، لا اعلم إن هو قيد الحبس ام انه حراً طليقاً، وإن كان كذلك اخشى ان يكون قد غادر إلي عاصمة دولة الخلافة العثمانية التي جعلت منه والياً، و عيناً لها في امارة جيش السودان!

في المستقبل سننشر لجانهم العبثية، في صفقات البيع، والشراء التي شملت معدات منتهية الصلاحية، كان يُبتعث لها اصحاب الولاء لا الكفاءة، ليغتنوا، فتطاولوا في البنيان، حيث الغابات الاسمنتية، و إمتلكوا الشركات، و الاسماء التجارية، علي حساب الجيش، والوطن، فكان الإنهيار العظيم.

اخيراً.. انا علي قناعة تامة بأننا بحاجة مُلحة لمنهج جديد، نُعلي فيه مصلحة الوطن علي الحمية الجاهلية التي تنصر باطل القبيلة، او الجنس، او الدفعة، علي الحق، و مصالح الوطن.

يجب ان لا تبقى حربنا علي الفساد " طق حنك" وونسة، الآن نحن في عهد جديد، ونتطلع الي بناء جيش مُحترم، و دولة تتخطفها الاطماع من كل حدبٍ، و صوب.

فهذه دعوة للإخوة العسكريين بشكل خاص، بأن نحاصر الفساد، و المفسدين حتي تتم تعريته إجتماعياً ليكون رادعاً في مقبل الايام، و ادب جديد يعتمد الشفافية، و قول الحق و لو علي انفسنا.

وللأوطان في دم كل حر..يد سلفت و دين مستحق

خليل محمد سليمان