نقد ديني: (صلّوا في بيوتكم) .. لأن المساجد لم تعد بيوت الله (2) من (3) كتبه محمد سمنّور

نقد ديني: (صلّوا في بيوتكم) .. لأن المساجد لم تعد بيوت الله (2) من (3) كتبه محمد سمنّور


06-11-2020, 08:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591902636&rn=0


Post: #1
Title: نقد ديني: (صلّوا في بيوتكم) .. لأن المساجد لم تعد بيوت الله (2) من (3) كتبه محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 06-11-2020, 08:10 PM

08:10 PM June, 11 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



قلنا انه لمن السيئ أن يُبالغ في تزيين المساجد،
لدرجة تؤدي الي غلق المساجد في وجه ضيوف الرحمن،
خصوصا المساكين وعابري السبيل.

اذكر انه بين عامي 2006 و2008 كان لديّ تحمُّس لقراءة القرآن،
وكنت اجد فراغا بعد صلاة العصر،
دخلت مرت مسجدا بأحد حارات الثورة، امدرمان،
اخذت مصحفا بعد العصر مباشرة وبدأت أتلو،
شجعني مصلٍ اخر كان يتلو في مؤخرة المسجد،
لم تمض خمس دقائق حتي جاءني الخفير:
"والله يا ابن العم انا لسه ما اتغديت"،
نظرت للخلف لاري زميلي الآخر،
عندها اغلق مصحفه وقام ليرجعه الي الدولاب،
ففعلت بدوري نفس الشئ،
لم أشأ ان ادخل في جدال،
في النهاية سيقول الرجل انه "عبد المأمور".

في مسجد اخر لم يطلبوا مني الخروج،
لكن كان هناك اثنان ينتظراني حتي اخرج من تلقاء نفسي،
كانا يسندا ظهريهما الي حائط المسجد الخلفي،
لكن اقفلا كل المراوح رغم ان الدنيا كانت حر،
لم يتركوا سوي المروحة التي فوق رأسيهما،
كانت النوافذ مغلقة ففتحت النافذة التي بجانبي،
كانت تكفي لدخول الضوء وقليل من التهوية،
كنت اعلم انني لو حاولت فتح المروحة سيعترضا،
وهذا قد يؤدي الي جدال وكلام كثير.

لا يمكن ان تقنع الغفير بانك تريد ان "تنتظر الصلاة" التالية،
للاسف اصبح الناس يظنون ان المساجد فقط لصلاة الجماعة الاولي فحسب،
ولكن هذا غير صحيح،
سنحاول ان نرسم صورة للمساجد في العهود الاولي للاسلام،
وذلك من خلال الاحاديث النبوية المتعلقة بالموضوع.

الاحاديث النبوية تقول ان الصحابة ربما اتوا المسجد بعد صلاة الامام الاولي،
فبعض الرويات تقول انهم يصلون مجتمعين
وبعضها يقول انهم يصلون فرادى.

هناك احاديث تحبّب في انتظار الصلاة والمكوث في المسجد،
في سنن أبي داود عن أبي هريرة:
أن رسول الله (ص) قال:
" الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه،
ما لم يحدث، أو يقم:
اللهم اغفر له اللهم ارحمه "
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة: قال النبي (ص):
(لا يزال العبد في صلاة ما كان في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث)

من يصر علي اقفال المساجد عقب الصلوات يعطل سنة الاعتكاف،
و الاعتكاف في الفقه: المكث في المسجد بصفة خاصة،
قال بعضهم انه مستحب،
وقيل انه سنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان،
ولا يشترط فيه الصوم عند الشافعية.

وكان الصحبة يعتكفون في المسجد بل ويتخذون لهم اخبية خاصة،
روي البخاري في باب الأخبية في المسجد:
عن عائشة: (أن النبي (ص أراد أن يعتكف،
فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف إذا أخبية:
خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب،
فقال آلبر تقولون بهن؟ ثم انصرف فلم يعتكف،
حتى اعتكف عشرا من شوال).

والخباء خيمة صغيرة من صوف
واستدل الفقهاء من الحديث علي جواز ضرب الأخبية في المسجد
ولكن هل كان ذلك مقصورا علي النبي (ص) ونسائه فقط؟
كلا، أي مسلم كان من حقه ذلك،
في صحيح البخاري عن عائشة،
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها،
قالت عائشة: (فكان لها خباء في المسجد،
قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي ... الخ

وعن عباد بن تميم، عن عمه:
أنه (رأى رسول الله (ص) مستلقيا في المسجد،
واضعا إحدى رجليه على الأخرى)
وعن سعيد بن المسيب، قال: (كان عمر، وعثمان يفعلان ذلك)
الحديث رواه البخاري في صحيحه في باب الاستلقاء في المسجد ومد الرجل.

وفي البخاري:
أن الرسول (ص) جاء بيت فاطمة عليها السلام،
فلم يجد عليا في البيت،
فقال: (أين ابن عمك)
فقالت: كان بيني وبينه شيء،
فغاضبني فخرج فلم يقِل عندي،
فقال (ص) وسلم لإنسان: (انظر أين هو)
فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد.

(فلم يقِل) بكسر القاف من القيلولة
والقائلة هي القيلولة وهي النوم بعد الظهيرة
قال بعض العلماء قوله (هو في المسجد راقد):
قال: فيه جواز النوم في المسجد من غير ضرورة إلى ذلك.

عن نافع قال: أخبرني عبد الله بن عمر،
(أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي (ص)،
الحديث رواه البخاري في صحيحه في باب نوم الرجال في المسجد

وفي باب فضل قيام الليل:
عن ابن عمر : كنت غلاما شابا أعزب،
وكنت أنام في المسجد على عهد النبي (ص)
فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني ...الخ

وفي سنن أبي داود عن صفوان بن أمية قال:
كنت نائما في المسجد علي خميصة لي ثمن ثلاثين درهما،
فجاء رجل فاختلسها مني

وفي أخبار مكة للفاكهي:
أن الوليد بن أبي هشام كان لقي أم الدرداء رضي الله عنها تنام في المسجد

وفي مصنف ابن أبي شيبة عن ابن أبي نجيح:
قال: نمت في المسجد الحرام فاحتلمت فيه،
فسألت سعيد بن جبير فقال اذهب واغتسل يعني ولم ينهه

وفيه ايضا أن سليمان بن يسار سُئل عن النوم في المسجد،
فقال: كيف تسألون عن هذا وقد كان أهل الصُّفّة ينامون فيه ويصلون فيه

وعن ابن عمر، قال:
كنا ونحن شباب نبيت في عهد رسول الله (ص) في المسجد ونقيل

وعن ابن جريج، قال قلت لعطاء أتكره النوم في المسجد؟
قال: بل أحبه

هاهم الصحابة قد يأتون بعد صلاة الجماعة،
فربما صلوا فرادي او مجتمعين،
وهم يستلقون ويرقدون وينامون،
بل ويحلمون في نومهم،
ويحتلمون،
هذا لان المساجد هي بيوت الله،
وليس لاحد ان يطرد الناس منها.

نفهم من الاحاديث ان الاصل ان تكون المساجد مفتوحة باستمرار،
كل النهار وكل الليل،
لماذا يفتح المسجد ربع ساعة او ثلث ساعة فقط عند الصلوات؟
لا سيما مع وجود اسرة الامام او الخفير او المؤذّن،
يقيمون معه في مبني مقتطع من المسجد،
وربما تجد كل هؤلاء جميعا في حوش مسجد واحد،
ولذلك صارت بعض المساجد عالية الابواب عالية الجدران بطريقة مريبة،
وعليه لم استغرب حادثة اغتصاب الاطفال في احد مساجد شارع الشنقيطي بالثورة،
في السابق كانت المساجد للصلاة،
ولكن قد يسمح للخفير بان يقيم فيه، في غرفة باحد الاركان،
ولكن كثير من المساجد خاصة في الخرطوم انعكس الوضع،
اصبحت المساجد مساكن لعائلات الائمة والمؤذنين والخفراء،
مع السماح لسكان الحارة باداء الصلوات في دقائق معينة.

نواصل