سِفر التخلُّق والتكوين ..! بقلم هيثم الفضل

سِفر التخلُّق والتكوين ..! بقلم هيثم الفضل


06-11-2020, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591851372&rn=1


Post: #1
Title: سِفر التخلُّق والتكوين ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-11-2020, 05:56 AM
Parent: #0

05:56 AM June, 10 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



آخر لحظة – النسخة الإلكترونية

سفينة بَوْح –



رغم وضوح مطالب الجماهير وسطوع معالم آمالهم وأحلامهم المشروعة حول ما أسموه (السودان الجديد) عقِب إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة ، ما زال أذيال النظام البائد من المُنتمين إلى تنظيمهِ السياسي وعامة المُنتفعين من آلة فسادهِ التي خارت قواها بين يدي لجنة إزالة التمكين ، يُصرِّون على المزايدة بنشر وترويج فكرة أن الشعب السوداني حينما ثار في ديسمبر االمجيدة لم يكن له مأرب ولا مطلب غير الححصول على الخبز والوقود والغاز ، ويستبعدون ويستنكرون أن يكون للسودانيين آمالٌ أخرى أكثر سمواً وقداسةً لأنها إندرجت تحت المبدأ القائل (ليس باالخبز وحدهُ يحيا الإنسان) ، صحيح كان للضائقة المعيشية التي أحدثها فساد النظام البائد وتبديدهُ لثروات البلاد وتدميرهُ لقُدراتها الأثر البالغ على إنعقاد عزم الأمة على الإنعتاق ، لكن جراحات الكرامة و أوجاع الإستهوان والمظالم والإستبداد والإستعلاء بإسم الدين وغيره من الفضائل كان هو الأزكى والأكثر إضراماً للغضب والصمود حتى الإنتصار.

وأصدق دليلٌ على ذلك ، ما نحنُ فيه الآن وبعد إمتلاك حكومتنا المدنية لزُمام أكثر الأمور حيويةً في بلادنا الناهضة بإذن الله وإنفلات بعضها الآخر بما إقتضتهُ ضرورة الواقع السياسي والأمني بعد الهدم الإنقاذي المُمَّنهج ومقاومات الدولة العميقة التي لا تهدأ ، أن الوضع المعيشي زاد سوءاً بما ناءت به قدرات الأغنياء قبل الفقراء من أبناء هذا الشعب الصامد ، بيد أنهم ما زالو يعُضون بالنواجذ على عصا الصبر والإحتمال لأنهم في واقع الأمر بكل بساطة في قرارة إنفسهم (يثقون) فيمن يقودون البلاد اليوم إلى بر الأمان ، فبناء الثقة بين القائد والرعية مرهونٌ بالأفعال والأقوالِ معاً ، لكنهُ وفي وضع المخاض العظيم الذي تعيشهُ بلادنا اليوم ، يبقى مرهونٌ أيضاً (بالوعي) الجماهيري الذي من شأنه دفع عجلة اليأس للوراء والنظر(بروية) إلى حجم المعوقات والتحديات و(المُحاربات) التي تمنع الحكومة الإنتقالية على ما فيها من ثغرات وعثرات (تأسيسية) غير قادرة ومُتأخرة عن مُجاراة طموحات الجماهير وتحقيق المطالب والآمال في أزمانها وأماكنها المُحدَّدة والمتوقعة.

بعد موكب الثلاثين من يونيو الذي كان عبارة عن إختبار نهائي وحاسم لحجم ومستوى إنتظام قوى الشارع وإلتفافها حول المطالب الأساسية لثورة ديسمبر ، لم يعُد يساورني شكٌ ولا خوفٌ على (إستمرار) مسيرة التحوُّل الديموقراطي وتحقيق البرامج القاعدية للسلام والعدالة ودولة القانون والتنمية النزيهة والمُستدامة كما يشتهي شعبنا ، وذلك عبر (تأكيد) جاهزيتنا للإنخراط في نظام ديموقراطي حُر ودائم ، يقومُ على العدالة والمساواة والتعايش السلمي حول دستورٍ جامع ، فضلاً عن التمكين لدولة المؤسسات والقانون ، ويظل سيناريو المشكلات المُعلنة وغير المُعلنة التي تدور ما بين العسكريين والمدنيين في مجلس السيادة أو ما يحدث من خلافات داخل قوى الحرية والتغيير أو في هيئة تجمع المهنيين السودانيين ، مُضافاً إليها مُقاومات النزع الأخير لمنسوبي الدولة العميقة وتحركاتهم الشارعية الزاحفة على إيقاع معاداة الشعب السوداني ومُناهضة إرادته الحُرة ، هو أيضاً وبكل بساطة مظهر (طبيعي) و(مُتوقَّع) في ما سيُكتب ويُسجَّل في سِفر وسِجالات (التكوين) و(التخلُّق) الجديد لدولة الحرية والسلام والعدالة.