غلق الكباري..محاولات العسكر لتضخيم الخطر كتبه د.أمل الكردفاني

غلق الكباري..محاولات العسكر لتضخيم الخطر كتبه د.أمل الكردفاني


06-10-2020, 03:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591799155&rn=0


Post: #1
Title: غلق الكباري..محاولات العسكر لتضخيم الخطر كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-10-2020, 03:25 PM

03:25 PM June, 10 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




قبل رمضان بأيام، حدث نفس ما حدث اليوم من انتشار للعسكر وغلق الكباري واحاطة القيادة بالسلك الشائك، بحجة وجود متظاهرين من الكيزان. واليوم نفس الأمر، وبعد أسابيع سيكررون نفس القصة، ويختلقون انقلابات وهمية، لتضخيم دورهم في حماية الثورة...
وتحديداً وخلال الأسابيع المقبلة سيتعرض العسكر لامتحان عسير جداً، حينما يقوم كوشيب بالاعتراف بكل جرائمه في دارفور، ولكن...كشاهد ملك...وطبعا نحن نعرف على من سيشهد كوشيب، فأغلب من بلجنة الأمن والدفاع، معرضون لظهور اسمائهم في لائحة الإتهام...لذلك هم سيسرعون من عمليات تضخيم تهديد حكومة حمدوك، لمنح أنفسهم قيمة وجودية عليا، كحماة من خطر الكيزان..(رغم أنهم هم نفسهم كانوا كيزان).
لا أعرف ماذا يريد الغرب من توجيه الدولة نحو العسكرية، فهذا هو نفسه الذي حدث عام ٢٠٠٤م، ففي ذلك العام، أعلن البشير عزمه على عدم الترشح لانتخابات ٢٠٠٥، وكان المناخ مهيئاً بالفعل لمصالحة وطنية حقيقية، لكن بمجرد أن اعلن البشير ذلك، تم اتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور، وهكذا وجد البشير نفسه في مأزق، فإما التخلي عن السلطة والذهاب للاهاي، أو البقاء وحماية نفسه.
اليوم يعيد التاريخ نفسه، إذ يتم نبش ماضي العساكر، فكوشيب كان قد ذهب من تلقاء نفسه للمحكمة الجنائية، ولا أعرف ما حدث على وجه الدقة، لكنهم أطلقوا سراحه. فلماذا اعادوه للمشهد من جديد؟
بالتأكيد المسألة تتعلق بالضغط على العسكر للقيام بانقلاب عسكري، وهكذا يحدث تتدخل دولي، يبدأ بقرار من الاتحاد الأفريقي كما حدث في بلدان أفريقية، موريتانيا ومصر، مثالاً.
لكن في كل الأحوال، هناك عدة قوى دولية ستعمل في اتجاهات متناقضة كالآتي:
القوى المحركة لحمدوك وباقي القحاطة، وهؤلاء رفضوا أي مؤتمر جامع أو مصالحة وطنية شاملة. وبالتالي تحولوا من حكومة تسيير أعمال الدولة لحكومة أيدولوجية، ذات أجندة محددة.
القوى الإقليمية الأقرب، والتي هي أيضا تدعم العسكر، والتي لن تقبل أي تحول ديموقراطي.
القوى الإقليمية الأبعد والتي بدأ نفوذها يستشري، والتي ستعمل على فرض آيدولوجياتها عبر توتير الوضع الداخلي.
مع ذلك؛ فكل هذه القوى رهن إشارة الولايات المتحدة الأمريكية، التي يمكنها بإشارة منها فقط أن تفرض عليهم تغيير مسارهم في اللعب.
أما القوى المدنية الداخلية فهي عاجزة تماماً عن إحداث إختراقات مفصلية في المجرى العام للواقع..لا شيوعيين ولا أمة ولا اتحاديين ولا بعثيين. فهؤلاء مسيرون وليسو مخيرين..يسيرهم الواقع أكثر من تسييرهم هم للواقع.
المخطط واسع بل وشاسع، وكما أسلفت، فهو يتجه لعمليات سريعة ومتنوعة من العزل الثقافي قبل التفتيت الكلي، لتصحيح الخطأ التاريخي للمستعمر البريطاني سابقاً...
واللعبة تزداد تعقيداً على تعقيد..وهي تعقيدات تحدث غالباً قبل انفراط العقد، انفراطا مضراً جداً بأي دولة تفتقر للمؤسسات القوية (قانونيا وإدارياً) كالسودان كأفضل مثال.

مرسل من Outlook Mobile