شكرا دقلو... بقلم د.أمل الكردفاني

شكرا دقلو... بقلم د.أمل الكردفاني


06-07-2020, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591542656&rn=1


Post: #1
Title: شكرا دقلو... بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 06-07-2020, 04:10 PM
Parent: #0

04:10 PM June, 07 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




قبل رمضان ، كان وضع حمدوك بائس ببؤس الدولة...لا بنزين ولا غاز ولا رغيف ولا أي شيء...القحاطة أساسا هم مثل الدجاج في القفص، مذعورون دائماً، فما بالكم عندما تتأكد عوامى السقوط..بعد أن بلغ البؤس بالشعب مبلغه.
وحمدوك الغلبان، أرسل للخواجات أن تعالوا أنقذوني. إذ لم يعد بيده شيء..
انتهت جملة (شكراً حمدوك)، وأصبحت تعبيراً ساخراً عن الفشل.
سيسقط حمدوك...
وهنا..
جاء المنقذ..
جاء حميدتي...
وانتهت الأزمة كلها في يوم واحد...
وانقلب القحاطة يدافعون عن (حميرتي سابقاً) و(فريق خلا سابقاً).. يتزلفون له ويتوددون، لقد علموا حجم حكومتهم الوهمية المشكلة من حمام غمران...
وتربع حميدتي على العرش...
الآن ، لن يستطيعوا فتح أفواههم بكلمة ضد المنقذ..
تفتح من هنا ... يقفل حمدوك ماسورته من هنا...
تقفل .. يفتح...
... والشعب متفرج..
الشعب لا يستطيع فعل شيء..
فسواء كنا مع أو ضد حمدوك فلن نستطيع فعل شيء .. لأن حمدوك (الفي إيدو قلم بدون حبر) لا يستطيع فعل شيء...
الوحيد الذي يستطيع فعل شي،..
وهكذا انتهت تلك الجملة الحمقاء (شكرا حمدوك)...
السودان حفرة عميقة جداً...
حفرة آسنة كحفرة برهوت، الصراع فيها كلو غير منطقي...ومنذ تاريخ قديم ظلت هذه هي وضعية الصراع... الشيوعيون كانوا يقولون (شكراً نميري) ودبج شاعرهم قصائد ضد الديموقراطية والحرية زدعا لسفك الدماء وإطلاق الرصاص...عبد الخالق دبج بيان دعمه لانقلاب نميري بروح ثورية وأصبح جزء من الدكتاتورية، ولما تم لفظه انقلب ساخطاً داعيا للديموقراطية، وكذلك فعل الكيزان (الكيزان الحقيقيون أي الإخوان بمسمياتهم المختلفة)..فلما وصلوا للسلطة مارسوا أفظع أنواع القمع...
ولا يوجد منطقة معتدلة في الصراع.
لكن السؤال:
هل هذا يعني أن السودانيين لا تنفع عندهم الديموقراطية؟
هل هم غير ديموقراطيين بطبعهم؟
في الواقع... لا...
بل الحقيقة أن الديموقراطية هي التي ضد طبيعة البشر، الديموقراطية صناعة فاشلة، تم تصديرها كنظرية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها... وهذا كذب وتزييف من القوى الرأسمالية...فذات هذه القوى مارست صراعاً قمعيا باسم الديموقراطية، بل تطور الأمر لحرب باردة، كان بإمكانها أن تسخن وتتطاير القنابل النووية في السماء لولا هزيمة المعسكر الشيوعي...
ولذلك يجب - لكي نجد حلا لمشكلة الحفرة السودانية الآسنة.. أولا الاعتراف بأن الديموقراطية نظرية يجب أن تركن على الرف. وأن نبحث عن نظرية جديدة..
الصادق المهدي، نادى بالعقد الاجتماعي، مع ذلك فهذا الندى لا يمكن أن نطلق عليه نظىية، بل وهو أيضا يستند على الديموقراطية...وهكذا فكأنك يا زيد ما غزيت..
ما أراه..
هو أن نضع نظاماً دكتاتورياً، عبر توزيع الدكتاتورية، بدرجة أقل اصطناعية من الديموقراطية والتي توزع السلطة بحسب الأغلبية (وهذا توزيع كاذب) فهو في الواقع، يخالف طبيعة التصارع من جهة ويستلب الحق في رفض الهزيمة والمقاومة..
من هنا يمكن توزيع السلطة جهارا نهارا بين الكتل..(الجيش ككتلة، مجموعة أحزاب ككتلة، مجموعات مسلحة ككتلة) ، لكن ماذا سيكون وضعنا نحن كمستقلين...كأشخاص لا نملك أحزابا ولا سلاح...بل وما هو حدود توزيع الساطة على الأحزاب؟
كلها اسئلة حيرى وستظل كذلك..
طيب..
فلنعد للواقع..
فلنعد للآن...
ونعدد الحقائق التالية:
انتهت الفترة الانتقالية بالفعل..واقول انتهت لأنها بدلا أن تقود إلى تقوية المؤسسات الدموقراطية قادت إلى (شكراً حميدتي). لا أعرف ما الذي يأمله الناس بعد هذا؟ لا أرَ شيئاً..
لكن لا بأس.. فلنتركها تكمل عدتها، وتقضي تفثها، لعل الله يقضي أمراً كان مفعولا...
الحقيقة الثانية، هي مسألة بعثة الخواجات..
بعثة الخواجات غالبا ستكتمل بعد سنة من الآن...وأقول ستكتمل إداريا، ولكن لتنجز مهام حقيقية فلن يقل ذلك عن ثلاث سنوات... هذا إن لم تتسارع الأحداث نتيجة واقعة استثنائية..
أي أن السودان سيظل على الأقل، لأربع سنوات يراوح مكانه...بلا جديد يذكر... سترتفع الاسعار ولكن السلع ستكون متوفرة، الناس ستموت بالأمراض، ولكن ليس بنسب عالية، الدولار قد يبلغ المليون أو اكثر ولكن هذا سيدفع بالشباب لتعلم السباحة بجهد أكبر..
لا توجد مشكلة في الواقع...
مرسل من Outlook Mobile