الطيِّب مصطفى وفوبيا الإستسلام ..! بقلم هيثم الفضل

الطيِّب مصطفى وفوبيا الإستسلام ..! بقلم هيثم الفضل


06-03-2020, 06:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591204245&rn=1


Post: #1
Title: الطيِّب مصطفى وفوبيا الإستسلام ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-03-2020, 06:10 PM
Parent: #0

06:10 PM June, 03 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



آخر لحظة – النسخة الإلكترونية

سفينة بَوْح –



قبل كل شيء على الطيِّب مصطفى أن يتساءل وبعد عمرهِ المديد الذي قضاهُ في بلاط صاحبة الجلالة عن الأسباب والملابسات التي (حشدت) حولهُ كل تلك الكراهية وذلك البُغض من الذين لا ينتمون إلى توجُّهاتهُ الفكرية المشبوهة ولا إلى دائرة المصالح التي إنهارت وتهدّدَت بعد زوال حُكم الإنقاذ البغيض ، تلك البغضاء التي دفعت أحدهم أو بعضهم إلى ذبح الذبائح عندما ورد بالأمس خبر إعتقالهِ بسبب مقال إتهم فيه لجنة إزالة التمكين وأفراداً من عضويتها بالعمالة وخيانة الأمانة والتعامل غير المشروع مع النظام السابق وذلك إسوةً بسُنةٍ إستنها بعد توقيع إتفاقية نيفاشا المُقرِّرة لإنفصال الجنوب وذبحهُ ثوراً أمام مباني صحيفتهُ إحتفالاً بإنهزام الوحدة الوطنية وإحتراق كرت التعايش والتوادُد والأُخوة بين الشمال والجنوب.

من ما سجَّلهُ التاريخ للطيِّب مصطفى إثراءهُ عبر كتاباتهِ المسمومة لمسار إنفصال الجنوب وتجنيدهُ لآلته الإعلامية المحمية من قيادة الدولة الإنقاذية لبث رسائل الكراهية والعنصرية التي كان لها الأثر البليغ في تلك اللحظات التاريخية التي سبقت إستفتاء الجنوبيين على الإنفصال وذلك عبر دعم كل النداءات العنصرية المُتشدَّدة لدى طرفي النزاع للتوجُّه دون أناة ولا قيد ولا شرط تجاه إنقسام هذا الوطن الذي كان يستحق عبر تاريخ ما أنجزهُ من نضالات في مجال التعايش السلمي على المستوى الثقافي والإجتماعي والأخلاقي (ما قبل الإنقاذ) أن يفوز (بالتعايش السياسي) وإستمرار وحدتهُ وقوَّتهُ وكرامته رغم ما شاب تلك التجارب من جراحات وأخطاء ومرارات ، بيد أنها كانت قابلة للتضميد والمعالجة لو صدقت النوايا ولو لم يقف أمثال الطيِّب مصطفى بما إستغلوهُ من غرق القيادات الإنقاذية في نزوة السلطة وشبق الجبروت والطُغيان وقلة الحياء وإنعدام الحكمة وتغليبهم للمصالح الآيدلوجية و الشهوات الشخصية على مصالح البلاد والعباد.

أما ما يخوضُ فيه (الزاحفون) من بني جِلدتهِ من تفانين الكلام عن الديموقراطية وحرية التعبير وإستقلالية الصحافة وحق مُنتسبيها في نقد الدولة وفضح (مُجرميها) ، نقول لهم ها هُم (مُجرمو) حكومة الثورة الذين قام بتجريمهم المذكور ، يدعونهُ الآن وليس غداً وعبر (القانون) إلى إثبات ذلك من باب أن البيَّنة على من إدعى ، وكما يقولون فقد بلغ السيلُ الزُبى ، فالرجل ظل منذ إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة بإسم الوطن والشعب وبعد (فطامهُ) وآخرين من الرضاعة في ثدي الدولة والتحامي بسُلطانها الجائر(يولوِّل ويتباكى) على ما مضى من فسادٍ وطُغيان ومظالم عبر نداءاته المتكرِّرة التي يستجدي بها المكوِّن العسكري داخل مجلس السيادة بدايةً بالبرهان ونهايةً بحميدتي بأن يُسارعوا إلى إعادة مشهد البؤس القديم عبر إنقلاب عسكري على إرادة الشعب السوداني الذي لا يعلم هو ولا أمثالهُ أنه قال كلمتهُ الأخيرة ولم يترجَّل عن أرض ملحمة الكرامة قيد أنمله ، الطيب مصطفى لم يتم إعتقالهُ عبر جهاز المخابرات الحالي الذي لا يملك حق الإعتقال من حيث المبدأ ، بل تم إعتقالهُ عبر بلاغ جنائي عادي في نقطة بوليس عادية ، تحت طائلة السب والقذف والإتهام بجريمة لم تُرتكب ، هذا فضلاً عن الإستهوان بإرادة الشعب والتهكُّم والسُخرية من ثورته الباسلة ، بينهُ وبين خصومهِ القانون والإثبات ولا صوت يعلو فوق صوت العدل.