السودان وأثيوبيا .. أوقفوا قرع طبول الحرب ...! بقلم مهدى محمد خي

السودان وأثيوبيا .. أوقفوا قرع طبول الحرب ...! بقلم مهدى محمد خي


05-31-2020, 08:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590953462&rn=0


Post: #1
Title: السودان وأثيوبيا .. أوقفوا قرع طبول الحرب ...! بقلم مهدى محمد خي
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 05-31-2020, 08:31 PM

08:31 PM May, 31 2020

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر






فهذان الشعبان التعيسان لا يملكان رفاهية خوض الحروب ..

ما ظل يحدث فى الحدود السودانية الأثيوبية من مناوشات مسلحة ، ولفترة طويلة من الزمن ، كان ولا يزال ، من الممكن تجنبه وتجنب فقدان الأرواح فيه ، لو فقط إتسم الجانبان بقليل من الحكمة والرغبة الأكيدة فى إيقاف التصعيد وإستباب الأمن والسلام ..

ليس خافياً على أحد ، أن جل ما ينعم به السودان ، ومن بعده مصر ، من مياه مصدره الجارة أثيوبيا ، كله من ينابيع أراضيها ومن أمطار مرتفعاتها ، تتدفق ألينا منهم ، وعبر أراضيهم ثم أراضينا ، مياه النيل الأزرق ونهر عطبرة ونهر القاش وحتى نهر سيتيت ...

ولم تنجح وتزدهر مشاريعنا الزراعية المروية فى الجزيرة والفاو ودلتا طوكر وخشم القربة ، ويزدهر معها إقتصادنا الوطنى إلا بفضل المياه الأثيوبية ، أقرينا بذلك أو لم نقر ..

ظل هذا الخير الأثيوبى المتدفق الى الأراضى السودانية ، منذ الأزل وحتى الأن مستمراً ، ولكن معه أيضاً أستمرت معاناة الشعب الأثيوبى ، والذى ظل يعانى من موجات الجفاف والتصحر التى تجتاح الأراضى الأثيوبية ، وموت عشرات الألاف من السكان سنوياً بسبب المجاعة وقلة الغذاء ، حتى أصبح الشعب الأثيوبى من أكثر شعوب العالم تلقياً للإغاثات والإعانات الغذائيةالخارجية ...

لدينا مع الجارة أثيوبيا مصالح إقتصادية إستراتيجية فى غاية الأهمية ، ولا خيار لنا ولهم ، إلا بالتعاون التام معهم فى الحفاظ عليها وتنميتها بما يحقق مصالح الشعبين ورفاهيتهم ، ولن يتم هذا إلا بالسلام والحوار الهادى ، وعلى كل المستويات السياسية والعسكرية والمجتمعية المحلية ...

فبدلاً من ضرب طبول الحرب والركض خلف الحلول العسكرية ، يجب أن يعى الطرفان أن ليست هناك معضلة فى هذا الوجود ، ومهما كان عمقها وصعوبتها ، عصية على الحل بإعمال العقل وبالحوار والتفاهم المشترك ، وأن الحرب لا تعنى سوى الفشل والغباء والخيبة والدمار ، وليس هناك مطلق إى خير يمكن أن يأتى بشن الحروب ، إن كان ذلك للإنسان أو الأرض أو حتى للزرع والحيوان ..

تملك حكومة الثورة ، بشقيها العسكرى والمدنى ، إمكانية التواصل مع الجانب الأثيوبى لحل هذه المشكلة المزمنة ، مرة واحدة وإلى الأبد ..
- أولاً ، بجب أن ينتهى الجانبان ، من قضية ترسيم الحدود بين البلدين ، ليس فقط من خلال إجتماعات اللجان الدبلوماسية والسياسية فى الغرف المغلقة ، بل على الأرض ، وفى وجود حكام دوليين ، حتى يلتزم كل طرف بأراضي دولته وتتوقف التوغلات والإعتداءات على أراضى وشعوب الدولة الأخرى ..
- ثانياً ، يجب أن يتوصل الطرفان الى صيغة للتعاون العسكرى والأمنى المشترك ، وبما يكفل حماية الحدود من جانب كل طرف ، حتى يتم حسم غارات المجموعات المسلحة المتفلتة على أراضى ومزارعي الدولة الأخرى ..
- ثالثاً ، يجب التفكير جدياً فى عمل مشاريع زراعية وإقتصادية مشتركة على الحدود بين الجانبين ، للإستفادة من كل الموارد المشتركة بينهما ، وبما يحقق الإستقرار والإزدهار المعيشى والإجتماعى بين المجموعات السكانية المتداخلة بين الحدود ويعم السلام بينها ...
- أخيراً ، يجب على الدولتين أن يختارا ، بحرص وبعناية شديدة ، كل القيادات القيادات العسكرية والسياسية والمدنية التى ستتواجد على الأرض فى تلك الحدود ، بحيث تكون قيادات تؤمن بتحقيق السلام والإستقرار بين الجانبين من خلال التواصل المستمر والعمل المشترك ، وبما يحقق تنفيذ كل متطلبات الإستقرار السياسي والأمنى والإقتصادي ...

مهدى محمد خي