Post: #1
Title: الفتنة القبلية و الأيادي الشيطانية بقلم محمد الربيع
Author: محمد الربيع
Date: 05-31-2020, 03:01 PM
03:01 PM May, 31 2020 سودانيز اون لاين محمد الربيع-السودان مكتبتى رابط مختصر
الناس من جهة التمثال أكفاءُ أبوهم آدم و الأمُ حواءُ فإن يكن لهم من أصلهم شرفْ يفاخرون به فالطينُ و الماءُ و إن أتيتَ بجودٍ من ذوي نسبٍ فإن نسبتنا جودٌ و علياءُ الإمام علي بن أبي طالب ✍️ عبر التاريخ الإنساني الطويل عانت الجماعات البشرية من عصبيات متعددة و مدمرة كانت وبالاً علي المجتمعات بأسرها و كلفتها باهظة ، دفعت الأمم و الشعوب ثمنها " نقصْ من الأموال و الأنفس و الثمرات " و بلغت قمة ذروتها بنشوب حربين عالميتين حصدت عشرات الملايين من البشر و أبيدت أمم و ازيلت مدن و بلدان من علي الخارطة و خلّفت دماراً هائلاً في البيئة و كل مناحي الحياة ، بعضها لا يزال مستمراً حتي يومنا هذا !!
🔥 هناك مظاهر كثيرة من مظاهر التعصب منها التعصب الديني ، القومي ، المذهبي و التعصب الحزبي سياسياً ،،، إلا أن أخطر أنواع التعصب علي الإطلاق هو التعصب القبلي أو الإثني و هو السائد منذ القدم و له مظاهر خاصة في العصر الجاهلي !! و إستمرّ ما بعد الإسلام تطبيقاً للعبارة الجاهلية الشهيرة " أنصر أخاك ظالماً او مظلوماً " و هو شعور الشخص بالإنتماء إلي قبيلة أو إثنية معينة بصورة تفوق إنتماءه إلي وطنه أو عقيدته أو جنسه البشري او أي مصلحة عامة . و بناءً عليه فهو يتصرف بدوافع و إملاءات ما ينتمي إليه علي حساب أي شيءٍ آخر سواء إن كان وطنٍ او دين او مصلحة عامة حيث انه ينظر إلي كل شيء من زاوية واحدة فقط ! لذلك يتم وصف المتعصبين بأنهم قاصرين عقلياً و يعانون خللاً في الوعي و الإدراك نسبة لعدم قياسهم للأمور بطريقة عقلية منطقية ،، بل قياسها بشكل مختل بحيث يبررون كل أفعالهم و قضاياهم سواءً كانت صحيحة أو خاطئة فهم عاطفيون بطبعهم و تصرفاتهم لأنهم لا ينظرون خارج ذواتهم القبلية و عليه فهم يعيشون خارج إطار الحياة الفعلية لذلك قال البرت إينشتاين " يبدأ الإنسان الحياة ، عندما يستطيع الحياة خارج نفسه " .
✍️ الفتنة القبلية تقودها الحمية و العاطفة العمياء دون التبصر و إعمال العقل و الحكمة فهم ...... لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائباتِ علي ما قال برهانا و دائماً ما كانت العصبية تقود إلي مذابح كثيرة يرزح تحت وطأتها و جنونها الآلاف من البشر الأبرياء لا سيما الأطفال و النساء و الشيوخ بلا أدني جريرة إرتكبوها غير إنتماءهم مصادفة إلي الطرف الآخر في الأزمة ( رواندا ) لذلك قِيل و الحرب يبعثها القويّ تجبراً و ينوء تحت بلاءها الضعفاء و السودان مثل غيره من دول المنطقة و الإقليم ظل يعاني من الفتن و الحروب القبلية التي تنبع بعضها من أخطاء معرفية و ثقافية و تعليمية بسبب تفشي الجهل و التخلف و عدم الوعي بين الناس و ضعف الإدراك بخطورة الأمر علي المجتمع و الأفراد فضلاً عن ضعف الوازع الديني و الأخلاقي الذي يجعل الإنسان متحضراً و متسامحاً يقدس كل البشر مع إختلاف قبائلهم و تمايزهم الثقافي لأنه يدرك بأن هذه المسميات ما هي إلا للتعارف و ليست للتفاضل و الإمتياز " و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ، أن أكرمكم عند الله أتقاكم " و كذلك " كلكم لآدم و آدم من تراب " و أيضاً " لا فضل لعربي علي عجميّ و لا لأبيض علي أسود إلا بالتقري " لذلك قال سلمان الفارسي أبي الإسلامُ لا أب لي سواه إذا هتفوا ببكرٍ او تميمِ بدعوي الجاهليةِ لم أجبهم و لا يدعوا بها إلا الأثيمِ
✍️ إن نظام الإنقاذ البائد الزنيم سعي جاهداً منذ يومه الأول لضرب المجتمع السوداني و تفتيته أرباً من خلال تمزيق النسيج القبلي و إشعال الفتن بين مكوناته حتي يتسني له التحكم و فرض الهيمنة من خلال سياسة ( فرّق تسُد ) القميئة فأدخل القبيلة في الموازنات و الصراعات السياسية من خلال إنشاء وحدة شيطانية قذرة في جهـاز الأمن و المخابرات سيئة السمعة أسماها ( وحدة شئون القبائل ) !!! هذه الوحدة القذرة خصصت لهـا ميزانية ضخمة و وظفت فيها الخبراء مهمتهم دراسة القبائل و تحديد نقاط ضعفها و العمل علي زرع الفتن بينها و القبائل الاخري خاصة المجاورة لها و إشعال الحروب فيما بينها بشكل مستمر و أستمالة المغامرين سياسياً منهم بالمناصب و إغراء ضعاف النفوس بالمال ثم تمويل الطرفين بالسلاح و الزخيرة و جعلهم يتقاتلون بشكل مستمر مع غرس ثقافة الثار و الأنتقام و عدم الإستماع لصوت العقل و هكذا يتم إشاعة أجواء العداوة و الأحتراب و عدم الإستقرار حتي لا يتعلمون ثم يتفقون و يطالبون بحقوقهم المهضومة من السلطة و الثروة و التنمية !!! تحت سياسة ( أضرب العبد بالعبد ) و صدق من قال " لم تصب الأنسانية بآفة مثل آفة تسليم العقول ليعبث بها من يشاء " !!
🔥 إن ما يحدث مؤخراً من فتن و نزاعات قبلية في الهـامش السوداني مثل احداث الشرق ( بورتسودان و كسلا و القضارف ) أو فتنة الكنابي بولاية الجزيرة و فتنة كادوقلي و ما يجري في دارفور بشكل مستمر ...... كلها مشاكل مصنوعة و مفتعلة من المركز و من يقف خلفها تخطيطاً و تمويلاً هي ( وحدة شئون القبائل ) بجهاز الأمن و المخابرات التابع للنظام البائد المحلول مستغلة الجهل و التخلف و أصحاب النفوس الضعيفة . من هنا نناشد كل القبائل و خاصة حكماء الإدارات الأهلية بأخذ الحيطة و الحذر و تفويت الفرصة علي دعاة الفتنة و الضلال و تجار السياسة الذين يجعلونكم وقوداً لمآربهم القذرة و يجب بتر الأيدي التي تعبث بالنسيج الإجتماعي و القبلي ،،،، كما يجب أن يكون أولي اولويات الولاة المدنيين القادمين هي طرد كل مدراء و عناصر الأمن من تلك الولايات و إعادة هيكلة الجهاز بأبناء المناطق نفسها لأنهم الأقدر علي فهم الواقع المحلي و حقن الدم المراق . و ليتفرغ أبناء هذه القبائل إلي التعليم و بناء المستقبل .
|
|