لقد فقدت البلاد ذلك الشيخ الجليل محمد احمد حسن !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد

لقد فقدت البلاد ذلك الشيخ الجليل محمد احمد حسن !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد


05-27-2020, 09:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590566487&rn=0


Post: #1
Title: لقد فقدت البلاد ذلك الشيخ الجليل محمد احمد حسن !! بقلم / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-27-2020, 09:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد فقدت البلاد ذلك الشيخ الجليل محمد احمد حسن !!

كان ذلك الشيخ العالم يمثل الشخصية السودانية البريئة الطاهرة الطيبة بمعنى الكلمة .. وكان يلتقي مع كافة ميول وأمزجة الشعب بتلك السجية السودانية البريئة .. ولذلك كان ( الشيخ العالم ) يجد الاحترام والتقدير في قلوب الكثيرين من أبناء السودان .. ولم يجده الشعب السوداني في يوم من الأيام يخوض في تلك المتاهات السياسية التي تفرق الشمل أو تجمع الشمل لغاية من الغايات السياسية .. كان يؤمن ويمارس العقيدة الإسلامية منهجاُ وسلوكاً وأسلوباً وصدقاً من الأعماق .. وكان من عادته أن يبادر دوماً بتلك الكلمات والعبارات المألوفة المحببة في اللهجة السودانية الدارجة .. مما يؤكد بأن الرجل لم يتلوث بأمراض العصر التي تعني الفهلوة في الفارغة .. ومما يؤكد بأنه من أبناء البيئة بالسليقة الخالية من مظاهر التمثيل والنفاق .. ولذلك قد أحبته نفوس الشعب السوداني كثيراً وكثيراً .. وذلك الشيخ الجليل لم يجده الشعب السوداني يوماً يدافع ويساند جهة من الجهات السياسية .. ولم يجده الشعب يوماً من الأيام يهاجم جهة من الجهات السياسية .. وتلك الوقفة ( الحيادية ) المطلقة جعلته محبوباً بذلك القدر الكبير في قلوب الأمة السودانية .. وهي تلك الوقفة التي مثلت عيباُ كبيراُ في الكثيرين من علماء السودان الأجلاء .. هؤلاء العلماء الفقهاء الذين فقدوا الحكمة والمهارة في يوم من الأيام .. والذين نسوا أو تناسوا كلياً بأن رسالتهم الأساسية هي الدعوة المخلصة لوجه الله تعالى .. وليست الدعوة لترسيخ حزب من الأحزاب السياسية أو لتمكين جماعة من الجماعات السياسية .. بل أن مهمتهم الأساسية هي اجتذاب وهداية تلك النفوس الضالة العاصية المتمردة إلى رحاب العقيدة بالموعظة الحسنة ,, وليس بالاكتفاء فقط بهؤلاء المهتدين على الصراط المستقيم .. فهؤلاء قد هداهم الله بفضله تعالى .. ولكن واجب هؤلاء العلماء الأجلاء أن يكسبوا تلك القلوب الضالة بالحوار وبالمجادلة الحسنة .. وليست بتلك المناكفات السياسية التي تنفر الناس من حولهم .. والعالم متى ما يخوض في مجال السياسة البغيضة كالآخرين يفقد تلك المكانة في النفوس .. ويصبح طرفاُ معادياً كغيره من أطراف الساسة والسياسة .. ومجرد الخوض في مجال السياسة التي تعني ( النفاق ) أو الميل لطرف من أطراف الشقاق فإن ذلك يمثل خطوة خاطئة للغاية في مسار العلماء .. وافتقاداً لتلك المكانة المرموقة السامية في نفوس الناس في المجتمعات .. وقد يسكت الساكتون حياءً وأدباً في بعض الأحيان .. ولا يعني ذلك أنهم راضون عن توجهات العالم السياسية .. وعند ذلك فإن البعض من هؤلاء العلماء الأجلاء يظنون أن السكوت من قبيل الولاء المطلق والقبول بذلك المنهج الغير سليم .. وتلك مظنة خاطئة ليست في مكانها .. والناس يعرفون جيداً بأن عوالم السياسة موبوءة بالكذب والنفاق .. والعالم الذي يجاري تلك العوالم يتهم بالكذب والنفاق .. ولذلك يفترض في العالم أن يكون ( محايداً ) وحريصاً في حركاته وسكناته في كل الأحوال والظروف .. وذلك بالقدر الذي يجلب إلى ساحات العقيدة السمحة هؤلاء المترددين الذي يخوضون مع الخائضين .

هؤلاء العلماء في السودان الذين يميلون لطرف من الأطراف السياسية أو لحزب من الأحزاب السياسية السودانية يفتقدون تلك الحكمة الضرورية التي تساعد وتفيد الدعوة .. ويضرون بالدعوة أكثر مما ينفعون .. حيث يضعون أنفسهم في موضع الجدال السياسي العقيم الذي يسقط ويبعد عنهم فكرة الدعوة والموعظة من الأساس .. وبذلك هم يضرون الدعوة السمحة أكثر مما ينفعون .

يرحم الله شيخنا الجليل ( محمد احمد حسن ) .. ونسأل الله أن يجعل قبره روضه من رياض الجنة .. وأن يكفيه من الثواب الكثير بقدر خدماته الكثيرة للإسلام والمسلمين طوال الحياة .