قالوا ثم رحلوا ولم يعودوا لساحة المقال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

قالوا ثم رحلوا ولم يعودوا لساحة المقال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


05-26-2020, 07:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590476125&rn=0


Post: #1
Title: قالوا ثم رحلوا ولم يعودوا لساحة المقال !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-26-2020, 07:55 AM

07:55 AM May, 26 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

قالوا ثم رحلوا ولم يعودوا لساحة المقال !!

من أغرب الأشياء في هذا السودان أن المسئولين في الدولة لا يملكون غير تلك القرارات الهامشية المبنية على الأوهام ثم تلك الأقوال في الفارغة !.. ولا يتبعون تلك الأقوال والمقالات بالرقابة المشددة والعقاب .. بل يظنون أن مجرد إصدار القليل من تلك الإشارات والكلمات المدغدغة الرنانة يكفي لإسقاط الواجب عن أكتافهم .. ولا يهمهم بعد ذلك كثيراُ ما يجري في الساحات .. وقبل بداية العيد السعيد فإن تلك الجهات المسئولة قد أعلنت في أجهزة الإعلام المحلية بأنها وقد وفرت تلك الكميات الضرورية من الدقيق لكافة المخابز بالعاصمة السودانيـة ،، وذلك بالقدر الذي يغطي كافة احتياجات سكان العاصمة المثلثة من الخبز لمدة أيام العيد .. وبالقدر الذي يمنع تلك الصفوف والتجمعات أمام المخابز .. ثم طلبت تلك الجهات من المواطنين أن يبلغوا الجهات الرسمية في حال أن مخبزاُ من المخابز في الأحياء أو في الأسواق مغلق ولا يعمل في أيام العيد .. وبذلك هي قد أوكلت تلك المهمة الصعبة على أكتاف ذلك المواطن المغلوب على أمره والذي لا يستطيع التجوال وممنوع عليه التجمع والذهاب والإياب .. وفي نفس الوقت فإن تلك الجهات المسئولة لم تكلف رجال الرقابة الذين يعملون في القطاع العام والذين يقاضون تلك الرواتب والأجور المضاعفة ليقوموا بتلك المهمة بطريقة رسمية .. فتلك الجهات المبجلة قد خافت على صحة العاملين في قطاع الخدمات بالدولة من فيروس الكورونا ولم تخف على صحة المواطنين الأبرياء .

ومن العجيب في الأمر أن تلك الصفوف أمام معظم المخابز بالعاصمة المثلثة لم تختفي في لحظة من اللحظات طوال أيام العيد وحتى كتابة هذه الحروف .. وهي مازالت قائمة بنفس الكثافة والتزاحم .. ورغم ذلك فإن تلك الجهات المسئولة التي زعمت بأنها وفرت كافة حاجة الناس من الدقيق والخبز لأيام العيد لم تقف دقيقة لتسأل نفسها وتقول : ( إذا كنا فعلاً قد وفرنا تلك الكميات الكافية من الدقيق لسكان العاصمة المثلثة فلماذا تتواجد تلك الصفوف أمام المخابز ؟؟؟ ) .. وأين تلك المصداقية في قرارات السلطات في هذا البلد المنكوب ؟؟ .. ولماذا لا يعود هؤلاء المسئولين لأنفسهم لمعرفة تلك الأسباب التي تجعل من أقوالهم ووعودهم مجرد لعبة أطفال ؟؟ .. ولماذا لا يلاحقون مواطن الخلل التي تسب تلك الانتكاسة .. بل كالعادة المعهودة في أبناء السودان ينسون أو يتناسون أمر تلك الإخفاقات وكأن شيئاً لم يكن !! .. بلادة في ممارسات السلطات ،، وغباء في الحيثيات .. وشطارة ومهارة واستغلال لهؤلاء التجار أصحاب المخابز .. الذين يتلاعبون بعقول المسئولين الجهلاء .