السكوت لا يعني الرضا والخضوع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

السكوت لا يعني الرضا والخضوع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


05-25-2020, 06:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590384016&rn=1


Post: #1
Title: السكوت لا يعني الرضا والخضوع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-25-2020, 06:20 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

السكوت لا يعني الرضا والخضوع !!

قال الشاعر : ( لو كل كلب عوى ألقمته حجراُ لأصبح الصخر مثقالاً بدينار ) .. بمعنى إذا رمى المرء أي كلب ينبح في الطرقات بحجر لإسكاته لانعدمت الأحجار في الأرض وأصبحت قيمة المثقال من الحجر بدينار !.. وتلك كناية بأن الكلاب البشرية في المجتمعات على كثرة تعادل زبد البحار .. ورغم كثرتها فهي تفتقد تلك القيمة والمقام والمعيار .. ومجرد السكوت على نباح الكلاب البشرية وعدم الرد بالمثل يعد نصراً في عرف الرجال .. وقفة تؤكد قلة الفائدة في الإسراف وفي إهدار تلك الأوقات الثمينة فيما لا يفيد من الحوار والجدال .. والسكوت دون الرد بالمثل على تلك الكلاب الضالة في الطرقات يرفع مكانة ذلك الساكت الموقر للعلياء .. وهو ذلك الصمت والسكوت الذي يعد إهانة قاتلة تصيب أكباد تلك الكلاب البشرية في الصميم والأعماق ،، إهانة صامتة مؤلمة موجعة أشد قسوة من قذائف الكلمات .. وفي نفس الوقت تؤكد صلابة الرجال عند مواجهة المحك والقتال .. والحيثيات في الحياة العامة تؤكد أن الأسود رغم أنها لا تزأر كثيراُ إلا أنها تملك تلك المكانة في العزة والمقام .. في الوقت الذي فيه أن تلك الكلاب رغم كثرة النباح فهي نكرة عند القياس والمعيار !.. حكمة تؤكد أن الثرثرة والإسراف في الكلام عيب في عرف هؤلاء العقلاء من الرجال .. والإسراف بمهازل الألسن يمثل سلاح الجبناء .. بينما أن السكوت والصمت والوقار يمثل سلاح الأقوياء من الشرفاء .. والإنسان دائماً بقيمة لسانه التي تؤكد مقدار عقله !

الشعب السوداني تعود أن يتجاهل وأن يسكت عن الكثير والكثير من تلك الأمور والأفكار الساقطة .. ويظن هؤلاء الجهلاء من الناس أن ذلك السكوت علامة من علامات الرضا والخضوع والقبول .. ولا يعرفون أن ذلك السكوت هو من قبيل العزة والكرامة .. ثم ذلك الطناش لأمر لا يستحق الوقفة والردود .. وفي محراب ذلك الصمت المقدس للشعب السوداني تنبح تلك الكلاب الكثيرة في الساحات الخلفية للنفايات .. وتظن أنها تنال المكانة والقبول والرضا والاهتمام بذلك النباح !.. وتلك مظنة تؤكد الضحالة في عقول هؤلاء البسطاء البلهاء من الناس .

هنالك فئات من البشر تجتهد كثيراً لتنشر أفكارها تلك المنحرفة الإلحادية في البلاد .. ثم تصدها تلك النفوس الطاهرة الأبية للشعب السوداني ،، ذلك الشعب الذي لا يميل طرباً لكل مادح يمدح في الحلبات .. ولا يطرب كثيراً بتلك الأفكار الضلالية المنحرفة الخربة .. فهو شعب يرفض بشدة كل فكر ساقط يرد في الخواطر والمدار .. ويتعفف عن الضلال والإلحاد ويتقي السقوط في بالوعة المهالك .. شعب عفيف ونظيف يتصف بسلامة العقل والعقيدة ولا يجاري كل سفيه ومتفلسف يأتي بالأفكار .. وتلك حكمة وفراسة ومهارة تؤكد مقدرات الشعب السوداني في مواجهة الضلال والإلحاد .. وهو ذلك الشعب الذي لا يواكب أعمى أفكار كل من ينبح في الساحات .. والتجارب السابقة مراراً وتكراراً قد أثبتت بأن تلك الأفكار الضلالية المنحرفة مصيرها دائماً ( مزبلة التاريخ ) في نهاية المطاف .. فيا عجباً ويا عجباً من شعب عفيف طاهر كالألماس لا يقبل الخدش بالتجريح ،، ولا يقبل التلوث بالتنجيس !!. وهو شعب دائماً يواجه السفهاء بالصمت والوقار ،، ولا يجادل كثيراً تلك الكلاب لقلة وزنها ومعيارها .. وتلك مكرمة جليلة من رب العرش العظيم الذي أدب ذلك الشعب السوداني .