أحزان الـسـودان في الـعـيد بقلم حسن موسى أحمد

أحزان الـسـودان في الـعـيد بقلم حسن موسى أحمد


05-25-2020, 00:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590362542&rn=0


Post: #1
Title: أحزان الـسـودان في الـعـيد بقلم حسن موسى أحمد
Author: حسن موسى أحمد
Date: 05-25-2020, 00:22 AM

00:22 AM May, 24 2020

سودانيز اون لاين
حسن موسى أحمد-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





وهكذا الدنيا تمضي الدنيا إلى غاياتها وكأن الاسر السودانية على موعد مع الحزن أواخر رمضان وقبيل العيد ـــ حيث كانت وقبل ثلاثين عاما ــ فاجعة اغتيال كوكبة من خير الضباط السودانين في الثامن والعشرين من رمضان في العام 1990م

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما **** مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

وللعام الثاني وعلى التوالي يأتي العيد والأسر السودانية تتذوق المرارت ولا تحس طعم العيد و لاحلاوته ولا فرحته ، فاختفت البسمة والبهجة من وجوه أطفالنا ، ويرتسم الحزن على مُحيانا ، ففي العام الماضي كارثة فض الاعتصام ، وهذا العام جائحة الكرونا ، وفي مثل هذا اليوم من عام مضى ، وفي صباح خافت الظلام حالك القسمات ، صُدمنا بكارثة فض الاعتصام في التاسع والعشرين من رمضان ، بعد أن حِيكت المؤآمرة في ليل بهيم , لتُصور لنا سواد و ظُلمة وقساوة وفظاظة قلوب من حاكوا خيوطها تخطيطاً وتدبيراً وتنفيذاً ، فتسللت أيادي الغدر خِفية والثوار نائمون وفُجع كل السودان والعالم أجمع ــ الذي كان يتابع الثورة السودانية العظيمة والفريدة في نوعها . جاءنا العيد ولم يجد من يستقبله بفرحنا المعتاد والمعهود ، والعيد كان مُعد له مُسبقا بما يليق بعظمته وجلاله ، وتزامن أيامه بفرحتنا وانتصار ثورتنا المجيدة ، وبدأ الإعداد للفرح أمام سوح القيادة التي قضينا فيها أجمل الأيام وأجمل أيام رمضان في ذلك العام ، فكان التعاضد والتكافل والتكاتف والود والإخاء ، الصادق ، والأخلاق الحميدة ، وشهامة وكرم أهل السودان ، لكن لم تكتمل الفرحة ، وهول الصدمة كان أكبر ، وكارثة فض الاعتصام كانت أفظع وأشنع جريمة في تاريخ السودان ، جريمة تُرتكب في رمضان وفي أفضل لياليه ، الشهداء ، المفقودون ، والجثث الملقاة في النيل ، والمشاهد التي نقلتها الميديا ، مشاهد تدمي القلوب و يتفطر لها الفؤاد حزناً ، وحُفرت في ذاكرتنا لن تمحوها الأيام والسنون ، وظلت كابوساً يؤرق مضاجعنا ، و لحنا حزينا نردده على الدوام وعيوننا تفيض دمعاً .

تسارعت الأيام والشهور ، وانقضي عام ، وتمر الذكرى المؤلمة الحزينة متزامنة مع طاعون العصر ( الكرونا ) الذي ـــ حصد أرواح عديدة من أبناء السودان وهم شهداء أيضاً ، وبسبب الوباء ــ غالبية الناس حبيسة الجدران وخلف الأبواب الموصدة ، وفجأة هل علينا شهر رمضان الكريم ومرت أيامه سريعة والكل يرفع أكفه تضرعاً لله أن يرفع عنا والوباء والبلاء ، والأن العيد السعيد يطرق أبوابنا الموصدة بقوة ، فـنسـتقبله بفرح خجول وهدوء وحذر ونحن في بيوتنا وأكفنا مرفوعة للسماء لخالق الكون بالدعاء لرفع الوباء والبلاء والبشرى يحملها لنا العيد السعيد برحيل الجائحة باذن الله تعالى



ونقول :- ياعيد تعود يا عيد بالخير علينا سعيد

وكل عام وانتم بخير



بقلم / حــــســــن موســى أحـــمــد

22 مايو 2020

[email protected]