لم نحضر للزيارة...لأنكم في البيت بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

لم نحضر للزيارة...لأنكم في البيت بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


05-24-2020, 11:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590358312&rn=0


Post: #1
Title: لم نحضر للزيارة...لأنكم في البيت بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 05-24-2020, 11:11 PM

11:11 PM May, 24 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




كانت الجملة المحببة لدي الكثير من السودانيين ، في المدن والقري، لا فرق، عند التزاور وعدم وجود اصحاب المنزل أو المكان، الكتابة علي الباب ( حضرنا ولم نجدكم).
وتغير الحال الآن مع كورونا، فالزيارة لن تحدث اصلا ، لمن اراد السلامة ، رغم أن اصحاب المنزل متواجدون ومحكومون بالبقاء في انتظار الذي لا يأتي.
ويبدو ان السيد او السيدة كورونا..سوف تعدل في سلوكياتنا وثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، بما عجز عنه علماء النفس والتربية منذ عقود...فكانت كلمة ( تعديل السلوك )هي كلمة السر بين العلماء للسيطرة علي الفيروس كما جاء ذلك في توجيهات المسئولين في منظمة الصحة العالمية ومنسوبيها، ومنها ضرورة الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، وتقليل المخالطة، والالتزام بالإجراءات الوقائية، بالإضافة إلي تعديل السلوكيات التي اعتدنا عليها ومنها تقليل الزيارات والخروج والدخول الا للشديد القوي وكذلك التسوق إلا للضروريات وتقليل الاجتماعات التي يدمنها المدراء بوجود السكرتيرات الحسنوات عوضا عن عودة البيت المبكرة في وجود الاولاد والزوجات والحموات احيانا.
كذلك لابد من غسل الأيادي بالكحول والمطهرات مرارا وتكرارا لدرجة الهوس ...فكل هذه السلوكيات لم تكن مقبولة في بعض المجتمعات ، خاصة المجتمع السوداني .
فالسلام بالأحضان والعناق للمعارف والأصدقاء تعني المحبة والمعزة ولابد من طقوسها التي تبدأ بالضرب علي الكتف...وزيارة المريض، اينما وجد، هي ضرورة اجتماعية تشكر او تلام عليها، اما المشاركة في تشييع الميت وتلقي العزاء مع اهله في البيت او الخيمة، فهذا واجب لا يمكن تجاوزه....وكلها سلوكيات اجتماعية لم يكن في الحسبان ان يأتي يوما فيه من يجبرنا علي ترك كل ذلك مجبرين غير مخيرين..
خطوات علماء النفس في تعديل السلوك هي خطوات إجرائية قابلة للقياس ، منها: التعزيز ، الإطفاء، النمذجة، والاقصاء.
ولكن السيد كورونا لم يستعمل في تعديل سلوكنا الا الطريقة الاخيرة لمن يعاند ويكابر ويرفض التعليمات والتوجبهات ....وهي طريقة ( الإقصاء ) وتعني العزل، بهدف وقف كل السلوكيات غير المرغوب فيها بإبعاد المريض عن الآخرين ومنعه من ملذات ومتع الحياة وعدم القيام باي نشاط .
و هذا بالضبط عند العزل لمريض الكورونا، فسوف يظل في الحبس الانفرادي والعزل حتي تتحسن حالته الصحية ويعود إلي( رشده) ويكف عن سلوكه القديم والالتزام بقواعد اللعبة التي يفرضها المرض ومنها عدم التجوال الكثير والكتابة علي الابواب ( حضرنا ولم نجدكم) فأنت لن تحضر أصلا حتي تشخبط الابواب والحيطان حتي ولو في وجود السكان.
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]