السودان أوشك على الغرق في زوابع الخلافات والاختلافات !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد

السودان أوشك على الغرق في زوابع الخلافات والاختلافات !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد


05-19-2020, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1589893864&rn=1


Post: #1
Title: السودان أوشك على الغرق في زوابع الخلافات والاختلافات !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-19-2020, 02:11 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان أوشك على الغرق في زوابع الخلافات والاختلافات !!

كان الشعب السوداني يعرف جيداُ خبايا تلك المواقف مسبقاُ .. وكان يماطل لأكثر من ثلاثين عاماُ لأنه كان يعرف العواقب جيداُ .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي كان يضع الأيدي فوق الجمرات الحارقة لثلاثين عاماُ .. ورغم ذلك كان يفضل تلك الويلات والعذاب على الإسقاط !.. كان يفضل الموت والعذاب على أحوال سوداء كانت متوقعة بكثرة التجارب في الماضي .. وهؤلاء الأبناء من الأجيال الجديدة كانوا يقولون ( تحرك يا الشعب السوداني وأسقط ذلك النظام القائم الغاشم المهلك فوراً ).. وكان الشعب السوداني يتردد في الحراك ويماطل لأنه كان يعرف العواقب .. وكان يرد على هؤلاء الأبناء دائماُ ويقول : ( تمهلوا فنحن نعلم بتلك الخفايا والأسرار والعيوب يا أيها الأبناء ! ) .. وحقاُ وحقيقة فإن الشعب السوداني كان يعلم ما لا يعلم هؤلاء الأجيال الجديدة من الخفايا .. وقد خاض تلك التجارب في الماضي ألف مرة .. فهؤلاء القوم في ساحات السياسة السودانية يمثلون شر الخلائق فوق وجه الأرض .. واليوم نشاهد هؤلاء الأبناء الثوار يتحسرون أسفاُ على تلك المجريات والمآل .. ويبكون على تلك النكسة الكبرى التي لازمت الانتفاضة الأخيرة .. وهي تلك الانتفاضة التي قتلت في مهدها بكيد الأبناء .. وفي شهور قليلة تبخرت تلك الآمال العريضة !.. ولكن نقول لهؤلاء الأبناء الكرام : ( تلك الصورة الكئيبة المظلمة ليست بالجديدة وليست بالمستغربة في هذا السودان منذ استقلال البلاد ! ).

في هذه الأيام يردد بعض الناس بأسف شديد تلك المجريات التي تدور في الساحات .. حيث تلك الخلافات والاختلافات لدى كافة الأطراف .. خلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين مكونات الحكم ( الثلاثي ) في البلاد .. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين مكونات وتركيبة القوات النظامية وبين تلك المسميات الأخرى العسكرية المصطنعة .. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة في محافل ( تجمع المهنيين ) بطريقة يندي لها الجبين .. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين كافة أحزاب السودان .. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين النقابات السودانية المتفرقة .. وفي نفس الوقت خلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين مكونات وأعضاء المهنة الواحدة في أي مجال من المجالات !.. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين هؤلاء المتمردين الذي يحملون السلاح في بعض مناطق السودان .. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين أعضاء أية لجنة من اللجان التي تعالج أية قضية من القضايا المصيرية !.. وخلافات واختلافات مكشوفة غير مستورة بين بعض القبائل والعشائر السودانية البدائية المتخلفة ،، والتي تفضل الموت والاقتتال من أجل أسباب تافهة لا تستحق إراقة الدماء !.. وهي تلك القبائل البدائية التي لا تتقدم ولا تتحضر مع مرور الأزمان والسنوات !.. ولا تعرف إطلاقاُ معاني التعايش السلمي من منطلق الاتفاق والوفاق .. وبالمخلص المفيد فإن البلاد في هذه الأيام العصيبة تشهد أفظع ألوان التردي في كافة المسارات .. خلافات واختلافات غير مستورة في كافة الوقفات والوجهات والأفكار .. وكل ذلك في غياب تلك العقول السودانية الواعية الماهرة التي تتعظ بتجارب الماضي !!.. وفي غياب ذلك المثقف السوداني الواعي الذي ينأى بنفسه عن سفاسف الأمور .. وتلك الحالات المبكية الفظيعة كان يتوقعها الشعب السوداني الفاهم جيداُ قبل وقوعها .. وذلك بكثرة التجارب في الماضي .. وكان دائماُ يقول لهؤلاء الأبناء المتلهفين بالإسقاط ( أين ذلك البديل يا هؤلاء الأبناء ؟؟؟ ) .. وهؤلاء الأبناء كانوا يجيبون دائماُ بأن ( البدلاء ) يتواجدون بكثرة في هذا السودان !.. واليوم حين وقعت الواقعة بتلك الحالة السوداء الكالحة نجد هؤلاء الأبناء يقرون ويعترفون بأنه فعلاُ لا يوجد ذلك ( البديل ) في السودان !.. لا يوجد ذلك البديل الذي ينقذ البلاد من أتون الويلات .. ويقول البعض من هؤلاء في حسرة وندامة شديدة : ( الآن قد عرفنا بأن السودان فعلاُ يخلو من هؤلاء البدلاء ! ) .. وتلك دلالة تؤكد وتبرر ذلك التأخر لدولة السودان حين لا تتقدم للأمام .