أرجوكم لا اريد سياسة بقلم د.امل الكردفاني

08:05 PM May, 16 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

لا يوجد سياسة، بمعناها العلمي، في السودان.
بل توجد سذاجة قد تبلغ حد التفاهة في كل ما هو مطروح في الأفق البائس لهذه الدولة.
لذلك فكرت كثيراً في التوقف عن الخوض مع الخائضين. الخائضون كائنات هزيلة، لا تزيد بعضها إلا خَبالاً، وأكثرهم ينعقون بما لا يعقلون. تزفهم أهواؤهم فلا يكادون يستبينون لأنفسهم مسرباً.
وكلما حاولت الخروج من هذا الحضيض، أعادوني إليه...وهو حضيض منتن الريح، ضلالي المشهد، بهيمي الانفعال، وضيع التحزب، ساقط العمل والفعل. فلا فكاك لهذه الدولة من السقوط إلا مزيداً من السقوط.
إن ما يستفزني ويعيدني للانفعال به هو قلة صبري على الكذب، والكذب أضحى مجمل أنباء هؤلاء..وهو كذب محمول على البغض، وروح الأنانية. وانعدام النظرة القومية للدولة، فهم يلوكون كلمتي الوطن والوطنية، كما يلوك الكلبُ العظمةَ طيلة يومه. لذلك أطلب ممن يراسلوني ألا يحدثونني عن شيء من ذلك الابتذال الوضيع مرة أخرى...وهي رسالة للجميع...لا ترسلوا لي أخباراً، فقد سئمت ومن يعش هنا لا أب لك ..يسأمِ.
إن هذا العالم أجمل وأرحب بإمكانياته المعرفية والجمالية من إضاعته في تفاهة الحديث عن كيزان وشيوعيين ووهميين..فهذا اتضاع للنقل باتضاع المنقول. وقد تساءل حاخامات اليهود عن حكمة الله في معاقبة من يسرق ثوراً بالتعويض بثور واحد، ومن يسرق عنزا بالتعويض بخمسة منه. فأجابوا..بأن من يسرق العنز إنما يسرق وضيعا فيتضع بما سرق فتشدد عليه العقوبة، ومن يسرق ثورا فقد سرق عظيما فلا تشدد عليه. وهذا وأيما الله هو حال من يتحث أو حتى يراقب أو ينفعل بسقط الحوادث في هذا البلد...لا تسمع الا عاهرات يذللن ضباط شرطة، وفاسدين يحاكمون من هم أكثر منهم فسادا، وصعاليك يضربون ####################ا، ومواقعهم تتبادل نشر الفضائح، وانزال صور بعضهم البعض، فهذا لوطي وتلك مومس، وهذا كوز وذلك ملحد..عليهم اللعنة أجمعين..
أرجوكم لا ترسلوا شيئا بعد اليوم، فلا أحب رائحة الأدبخانات.
وإني أنصح كل ذي لمسة عبقرية من فن أو علم أو فلسفة، أن يهتم بما قدامه من فن وعلم وفلسفة. وأن يحاول الخروج من طابور من يتزاحمون للدخول إلى المرحاض...فوالله لا نحن نشبهه ولا هو يشبهنا ولكنه قدر الله علينا. ولا راد لقضاء الله إلا الله.
اللهم أخرجنا منها..دعونا بهذا أيام الكيزان فلم تستجب..وندعوك بها أيام القحاطة فأجب..وألعنهم أجمعين.
مرسل من Outlook Mobile