Post: #1
Title: إلى متى عبادة الأشخاص والرموز ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-16-2020, 09:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى عبادة الأشخاص والرموز ؟؟
تلك التجارب السابقة قد أجبرت الشعب السوداني أن يهجر عبادة الأشخاص والرموز ,, والنغمة السائدة اليوم في أروقة الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة هي : ( أين تلك الإنجازات الكبيرة حتى ينال الشخص أو الرمز ذلك الهتاف وذلك التصفيق ؟؟ ) .. وهؤلاء الأشخاص والرموز في السابق قد تعودوا على ذلك التصفيق والإشادات دون أية انجازات في السراء والضراء .. وتلك كانت من قبائح العادة في شعب ليس كالشعوب في تقييم الأشخاص والرموز من منطلق الإنجازات .. بل كان دائما يصفق ويهتف لمجرد المدح والثناء من هؤلاء زمر الطبالين في الساحات .. وقد وصل الحال بالشعب السوداني في يوم من الأيام أن يرقص حافياُ جائعاُ سقيماُ لإرضاء القادة في البلاد !.. وذلك في الوقت الذي فيه كان الشعب يعاني ويعاني !.. رقصة في الحلبات كانت تجمع بطوناُ جائعة مع بطون مشبعة !.. وكالعادة كانت لا تخلو ساحات السودان من هؤلاء الطبالين والثرثارين الذين يجيدون المدح والثناء في السراء والضراء .. كانوا يمجدون الأشخاص والرموز لحاجة في نفوسهم .. بينما كان الشعب السوداني يوالى ويصفق كالأعمى بحكم العادة القبيحة .. وفي كل المراحل السياسية السابقة التي مرت بالسودان منذ الاستقلال كان الشعب السوداني يخرج خاسراُ خالي اليدين في نهاية المطاف !.. ولكن قد تبدلت مفاهيم الشعب السوداني بعد الانتفاضة الثالثة الأخيرة .. حيث أقسم الشعب السوداني بأن لا يوالي رمزاُ من الرموز أو شخصاُ من الأشخاص لمجرد أنه يتواجد في منصب من المناصب القيادية .. أو لمجرد أنه يحمل شيئاُ من تلك الشهادات الورقية التي توهم بالكفاءات .. حتى ولو كان ذلك الشخص يحمل أرقى الشهادات من جامعات ومؤسسات العالم .. أو يحمل أرقى الإشارات التي تؤكد أنه صاحب الخبرات .. والعبرة في ذلك بالإنجازات التي يقدمها الشخص أو الرمز لدولة وشعب السودان .. وليست العبرة لمجرد الفخفخة الفارغة .. وهي تلك الأوراق والشهادات الوهمية التي لا تبني البلاد ولا تشتري ( كيس خبز ) لذلك لإنسان السوداني الجائع .. ولا تتقدم قيد أنملة بالبلاد نحو الأمام .. ولسان حال الثوار بعد الانتفاضة يقسم بالله صادقاُ بأنه لن يهادن أو يجامل أصحاب المناصب العليا دون إنجازات ملموسة .. ويقول الشعب بجدية كبيرة : ( كفى وكفى لمهازل الأشخاص والرموز !! ) .. فقد أضاعوا السودان في تلك الترهات من الألقاب الفارغة .. والسودان ظل يعيش في تلك الأوهام والمظاهر الزائفة لأكثر من ستين عاماُ .. خلالها كان الشعب السوداني يهتف ويصفق جائعاُ لكل من هب ودب لمجرد المدح والثناء من هؤلاء المتملقين الطبالين .
بعد الانتفاضة الأخيرة يظن البعض أن الأحوال كما كانت في الماضي .. حيث يتواجد البعض من هؤلاء الطبالين في الساحات السودانية من جديد ،، هؤلاء الطبالون الذين يقدسون الأشخاص والرموز بدرجة الغباء والبلاهة .. وكالعادة المعهودة فيهم بدئوا يمدحون رمزاُ من الرموز أو شخصاُ من الأشخاص ويكيلون السباب والشتائم لجهة من الجهات .. وتلك سيرة قد أصبحت مرفوضة من قبل الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة ,, لأن الشعب السوداني قد كل ومل من تلك الدوامة القبيحة من حالات التملق .. ومطالب الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة هي تلك الإنجازات الكبيرة على أرض الواقع ،، ولا يريد الشعب أن يستمع لتلك الإشادات والمدائح للأشخاص والرموز دون تلك الإنجازات بمجرد الألسن .. وكل مادح متملق يأتي للساحات ليمدح شخصاُ من الأشخاص أو رمزاُ من الرموز يتلقى تلك الصفعات القوية من قبل الشعب السوداني .. ذلك الشعب الذي يقول لأمثال هؤلاء : ( كفى من تلك الخزعبلات ودعوا تلك الإنجازات تتحدث عن نفسها ) .. وإذا لم تتوفر تلك الإنجازات على أرض الواقع فلعنة الله على أي رمز من الرموز أو أي شخص من الأشخاص يتواجد في منصب من المناصب ولا يقدم شيئاً للشعب والبلاد .. فليعلم هؤلاء أن الأحوال حالياُ في السودان بعد الانتفاضة ليست كالأحوال في ماضي الأزمان .. حيث تأكد للشعب السوداني بأن عبادة الأشخاص والرموز لمجرد الأهواء والأمزجة هي التي تؤخر البلاد عن التقدم كمثيلاتها من البلاد .. وبالتالي قد جاء الوقت على هؤلاء الطبالين في الساحات أن يبحثوا عن وظائف أخرى غير ممارسة النفاق والتملق .
والمعروف في الدول المتقدمة والمتحضرة أن الشعوب فيها لا تقدس ولا تعبد الأشخاص والرموز لمجرد الأهواء والأمزجة .. ولكنها شعوب واعية تنظر لإنجازات الأشخاص والرموز المقدمة للدول ولا تعبد الأشخاص في السراء والضراء كالأعمى .. وفي حال عدم توفر تلك الإنجازات فإن تلك الشعوب تطالب برحيل هؤلاء الرموز والأشخاص فوراُ عن تلك المناصب .. فتلك الشعوب المتقدمة لا تتعامل إطلاقاُ من منطلق العواطف الهوجاء .. أما هنا في السودان كان الأمر يختلف كثيراُ .. حيث هؤلاء الطبالون والمداحون الذين كانوا ومازالوا لا يملكون غير تلك الثرثرة الفارغة بالألسن .. والشعب السوداني اليوم بعد الانتفاضة الأخيرة قد توقف عن تلك المجاملات الفارغة . وحالياُ فإن صورة هؤلاء الطبالين للأشخاص والرموز قد بدأت تسقط هيبتهم بين أفراد المجتمع السوداني .
|
|