الهيمنة و التسلط وسيطرة النوع الواحد لمقاليد الامور ليس من الحكمة في شي وتولد نوع ودرجة ما من البلبلة و المرمرة و الشعور با الاقصاء و الدونية. هذة الهيمنة الامريكية على العالم منذ الحرب العالمية الثانية ادت اليوم الى مشاكل عدة في العالم وتضارب في المصالح وتهديد للسلم العالمي, ولعل سياسات المعاندة و الضد اللتي نشاهدها اليوم خاصة من قبل روسيا و الصين و محاولاتهم الجهيدة للتفوق على الولايات المتحدة وكسر طوق الهيمنة المفروط هذا واضح وضوح الشمس. هذا الصراع العالمي لانهاء هذة الهيمنة الامريكية لة انعكسات خطيرة خاصة لدي دول العالم الثالث يعلمها كل مراقب و متابع سياسي ومهتم بالشان العالمي. ألا ان هيمنة عرق او جنس او جهة معينة في داخل الدولة الواحدة لة نتائج و انعكسات خطيرة و مدمرة في داخل هذة الدولة وخصوص اذا كانت هذة الدولة ذات تعدد عرقي وجهوي كالسودان. ليس الشعور بالظلم فقط يتولد من جراء هيمنة ذاك النوع بل يتخطا هذا الحاجز ليشمل الغضب و العصيان و التمرد. المتابع لتمرحل الثورة السودانية الاخيرة هذة يدرك الجهد الكبير و الدور القوي اللذي قام به تجمع المهنيين السودانيين في انجاح هذة الثورة العملاقة, خاصة على مستوى الدعوة للخروج الى الشارع و التوقيت الزمني الممتاز والمدروس بعناية مع مستوى التنسيق العالي للمواكب و الحشود الشبابية لمختلف انحاء السودان. كان هذا التجمع هو عقل الثورة و القلب النابض لها. قام هذا التجمع مؤخرا بانتخاب سكرتيرة جديدة وعلى حسب بيانها الصحفي بان هذة العملية تمت عبر اسلوب ديمقراطي وروح بناءة وتم اعادة هيكلة التجمع وتسمية مناديب جدد في المجلس المركزي وتنسيقية قوى اعلان الحرية و التغيير. الا ان من المثير للدهشة و الاستغراب ان السكرتارية المنتخبة هذة تمثل وتعكس جهة جغرافية معينة في السودان ولا تعكس التعدد الجهوي والتباين العرقي في السودان الحبيب. هذا يعود بنا الى مبداء الهيمنة الجهوية هذا واللذي نندبة بشدة ولا نثمن علية. اليس كان من الافضل لهذا التجمع عند اختيار السكرتيرية هذا ان تراعى جانب التنوع العرقي و التعددالجهوي في السودان؟ اي ديموقراطية يتحدث عنها هذا التجمع وهو يدرك تمام انها كلمة حق اريد بها باطلا, كيف يضمن هذا التجمع ان يخرج كل ابناء السودان عند دعوتة الى موكب ما او حدث جماهيري يتطلب حشد جماهيري قومي ضخم؟. هذة الانتخابات الهزلية اللتي ادت لاختيار هؤلاء النفر في سكرتارية تجمع المهنيين كان يمكن ان تكون نقطة بداية لاصلاح حقيقي ومنشود لتصحيح مثار هذة الثورة العزيزة. ما اكثر ابناء الهامش في اتحادات ونقابات الصيادلة و الدكاترة والحرفيين المختلفة بجانب الاساتذة و الباعة المتجوليين و التجار وحتى المشردين. ألا ان نظرية الهيمنة ثم الهيمنة كانت هي الفاصل في هذا الاختيار. لا ادري الى متى يستمر هذا الظلم و الاقصاء في السودان الا ان من المستحيل ان تحجب اي يد شمس الحرية ان تشرق ورياح التغيير الحقيقي ان تهب, هم يرونة بعيدا و نحن نراة قريبا. مبدء الهيمنة هذا مرفوض تمام و لا يؤدي الا لمذيد من المرارات والغضب الشعبي والاحساس بالظلم. وانها ثورة حتى النصر.. الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكية- فيرجينيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة