دروس التاريخ و إعادة إختراع العجلة.. كيف نهضت بريطانيا بعد الحرب العالمية ا بقلم إنتصار مزمل غندور

دروس التاريخ و إعادة إختراع العجلة.. كيف نهضت بريطانيا بعد الحرب العالمية ا بقلم إنتصار مزمل غندور


05-11-2020, 11:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1589193019&rn=1


Post: #1
Title: دروس التاريخ و إعادة إختراع العجلة.. كيف نهضت بريطانيا بعد الحرب العالمية ا بقلم إنتصار مزمل غندور
Author: إنتصار مزمل غندور
Date: 05-11-2020, 11:30 AM
Parent: #0

11:30 AM May, 11 2020

سودانيز اون لاين
إنتصار مزمل غندور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا في حالة من الدمار للمكان و الإنسان و كانت الدولة في حالة من الإنهاك الإقتصادي و السياسي.

تم تكوين لجنة بعضوية من مجلس اللوردات و مجلس العموم برئاسة الإقتصادي اللورد بيفردج (Lord William Beveridge) و كانت المهمة الأساسية للجنة عمل مسح إجتماعي إقتصادي لبريطانيا و تفقد أحوال المواطنين البريطانيين بعد الحرب.

أنهت لجنة بيفردج أعمالها في اكتوبر 1942 بإصدار تقرير لتحديد و تعريف فكرة ما يسمى بدولة الرفاهية (Welfare State) ، و العقبات التي تقف في طريق تحقيق دولة الرفاهية و التي لخصها التقرير في خمس ظواهر كشفت عن وجود هذه العقبات.

سمى بفردج هذه العقبات بالشرور العملاقة الخمس (Five Giant Evils) و التي تقف في طريق دولة الرفاهية ، و هي:
١- العوز (Want): للمأكل و المشرب و التدفئة مع عدم المقدرة على العمل للإعاقة أو كبر السن أو أي أسباب أخري من رعاية للأطفال بالمنزل أو رعاية المسنين او رعاية المعاقين.

٢- المرض (Disease): لوحظ تفشي الأمراض و الوفيات في أعمار صغيرة بسبب الأمراض مع ضعف المقدرة على مجابهة الأمراض نسبة للفقر و قلة الدخل للأسر.

٣- الجهل (Ignorance): آمن اللورد بفردج بأن الجهل هو البذرة التي يستزرعها و يرعاها الدكتاتورين ليسهل قيادة الناس بالجهل ، و أن ليس بإمكان النظام الديمقراطي تحمل تكلفة الجهل.

٤- القذارة (Squalor): مما روع اللورد بفردج مشاهدة تفشي القذارة و القمل و الثياب الرثة و الأوساخ نتيجة للدمار الذي لحق بالمنازل مما حدا بالناس للسكن العشوائي بين الأنقاض و المباني المتهدمة مع غياب الماء و الكهرباء.

٥- العطالة (Idleness): لوحظ وجود أعداد كبيرة من الشباب ؛ و من ضمنهم جنود كثر تم تسريحهم من الجيش بعد إنتهاء الحرب ؛ في حال من التبطل أو الأعمال الهامشية التي لا تسد الرمق مما حدا بهم للجلوس في جماعات بين الأحياء مما رفع نسبة الجريمة بأنواعها في المجتمعات.

فما أشبه حال السودان الآن بحال بريطانيا آنذاك..

و نواصل
إنتصار مزمل غندور
١٠ مايو ٢٠٢٠