إلى حبيبنا ومجايلنا وشاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم بقلم عمر الحويج

إلى حبيبنا ومجايلنا وشاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم بقلم عمر الحويج


05-10-2020, 08:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1589139095&rn=1


Post: #1
Title: إلى حبيبنا ومجايلنا وشاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم بقلم عمر الحويج
Author: عمر الحويج
Date: 05-10-2020, 08:31 PM
Parent: #0

08:31 PM May, 10 2020

سودانيز اون لاين
عمر الحويج-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





نشر شاعرنا قصيدته الرائعة المؤثرة ((طفل الكراكير ) في صفحته بالفيسبوك أعيد نشرها هنا ومعها نصي القصصي ( لم أعد حياً ولكني أتنفس)
والسبب فقد دارت هذه التعليقات علي القصيدة :
علق جهلول* إسلامويا كان أو انفصالياُ *مستهزئياُ :
( بَطٍل تنظير وتشعير خلونا في حالنا في جبال النوبة أو جبال الهمالايا ذاتو ) ..!!! *من عندي التعجب *
رد عليه شاعرنا ود المكي مهذباُ متواضعا. ومفحماُِ : أكبر زعماء الجبال الثائرة هو يوسف مكي كوة
وبسبب الإسم المشترك أقدمت على الخطيئة التي بين. يديك .
تداخلت معلقاُ مستنكراُ لهذا الجهلول* إسلامويا كان أو انفصالياُ. * الذي يستهزئ يتعاطف شعبنا
ومبدعيه مع قضايا الوطن ومآسيه. ونكاية به قلت سأنشر في صفحتي نصي القصصي المستلهمة أيضاُِ من حرب جبال النوبة
عساه يجد نفسه فيه * وقطعا كقاتل وليس مقتولا *ُِ كما القصيدة التي زعزعته وليلعنها - القصة - كما لعن وطنه
الذي يظن أنه يحبه وهو يكرهه حين لعن قصيدة ود المكي الصماء .

********************************************************
وإليكم القصيدة لمن لم يقرأها
يليها. نصي القصصي ( لم أعد حياً ولكني اتنفس ) لمن لم. يقرأه

************************************************************
طفل الكراكير

في حقولِ القصبِ الأخضرِ
طفلٌ خائفٌ
مختبئٌ من طا ئرة:
انتونوف غادرة
فاجأته في طريقٍ مقفرٍ بين القُرى
حاصرته باللظى
والشظايا القاتلة
ثم باضتْ فوقه بيضتَها المُشتعِلة
حبيبنا
كان طفلاَ جبليا
فاجـأته الحربُ في أو قًبْلَ سِنِّ العاشِرة
علمته الركضَ في سِربِ الظباءِ المُجفِلة
وانتظار الطائراتِ المُقبِلة
وا نشطار القُنبلة.
ألقمته ثُديها الحربُ وقالتْ :
"كُنْ جديرا بي وكُنْ لي ولدا. "

ابْصًرً الطفلُ بأذُنيهِ ابتعادَ الطائرة
ورآها حين دارت دورةً كاملةً
وانطلقتْ عائدةَ بالسُرعةِ القُصوى
وفي مخلبها
بيضةُ الرُّخِ ومرسومُ الردى.
صاحتِ الحربُ بأعلى رئتيها:
"انطلقْ...لا تنتظرْ" فانطلقا8
وعَدا
نحو الكراكيرِ عدا
وعدت من فوقه /من خلفه
كاشفة اسنانها المهترئة

.*********************************************************

قصة قصيرة / بقلم : عمر الحويج / أغسطس 2014 م

لم أعد حياً .. لكني أتنفس

باغتنا الانفجار , جاءنا .. مدوياً , من فوقنا . جاءنا ..عابراً سماءنا ,تلك التى ظلت .. تظلل صفاءنا , جاءنا مخترقاً جبالنا , تلك التي أبداً , كانت .. أماننا و حِمانا .
حينها .. تحولت قريتنا , الوادعة , إلي كتل من اللهب , والنيران , والدخان , .. تلتها , لا بل رافقتها , زخات من المطر الرصاص , المنهمر علينا , من كل أنواع الأسلحة , الخفيف منها , و الثقيل .. أحاطنا من جميع أركاننا , من أمامنا , من خلفنا .. من يميننا , من يسارنا , أما من تحتنا , فقد اهتزت , بنا الأرض ومادت , وكأنها زلزلت زلزالا , رجّتها أصوات الدبابات وحركتها الضاجة , حين أخذت , تخبط خبط عشواء , في أرضنا .. في مساكننا .. في البشر والناس .. و حتى قطعاننا وطيرنا .
إلا , أنا .. وجدتني , مازلت حياً .. أتنفس!! .
بدأت أتحسس ما حولي , ببصري .. لا أري , غير الدخان , وألسنة النيران واللهب , كما لا أسمع , غير ضجيج الدبابات وهديرها , وهي تجوب المكان الهنا وهناك .. مسرعة .
لا أدري , ما هو فاصل الزمن , بين بداية الانفجار الأول .. وما تلاه . ولكني وجدت نفسي , في الحالة الأخيرة , التي كنت عليها , حين حملني , أحفادي الأربعة , على ظهر , نقّالتي الخشبية . المتآكلة , بفعل الزمن , وثِقل الجسد , والتي صنعوها , خصيصاً لحركتي اليومية – خاصة من . قُطّيتي .. سكني , إلي حيث شجرتي الظليلة , و التي تحتويني , تحت ظلالها , طيلة نهاري , وبعض ليلي .
وحتماً .. أن شجرتي الظليلة , هي التي حمتني .. أو ربما . وأبقتني حياً ,بعد كل ما حدث .. وما يزال . وأنا الحي كميت منذ زمان مضى .. بعيد , حين أصابني ذلك البلاء , الذي شل كامل جسدي , عن الحركة , وترك لي فقط , بعض من حواسي : عيناي .. اللتان ظلتا , تخترقان بعض الضوء .. إلا قليلاً . وسمعي .. دون لساني .. وقلبي الذي يخفق .
وهكذا , أنا .. وجدتني .. ما زلت حياً .. أتنفس !! .
إلا أن شجرتي الظليلة , والتي حمتني .. أو ربما . وأبقتني حياً . لم تستطع أن تحمي اللآخرين . فها أنذا , قد طال انتظاري , ولم يأت أحد , من أهلي , حتى الآن , ليتفقدني .. كما عودوني .
وأنا .. لا زلت , لا أرى أمامي , سوى الدخان .. والفضاء , حالك السواد , بعيني الغائمتين . فقط يخترق أذني , ذلك الهدير الآتي , من هياج الدبابات وما يلحق بها , من الآليات العسكرية , التي أعرفها جيداً , وأكاد أحدد , أنواعها .. فقط
من صوت , تحرك عجلاتها . ففي زمان مضى .. بعيد , عملت جندياً , بعد تجوالي , في العديد من المهن , السفلى منها
والأسفل. أذكر في ذلك العهد .. البعيد , كانوا أيضاً يدفعون بنا دفعاً , لاقتحام القرى والمدن . لنقتل ونحرق , في تلك الأنحاء البعيدة .. كبعدنا الآن , عن هؤلاء الذين جاءوا , لحرقنا وقتلنا .. لماذا ؟؟ .. لست أدري . ما أدريه الآن فقط , أن كل ما حولي , أضحى , هامد , خامد .. ومتلاشي . أين يا ترى , اختفى نبض قريتي , الذي كان يحتويني - رغم عجزي , وقلة حيلتي – بدفئه وحنيته ,أين أهلي .. ؟؟ .. أين ناسي .. ؟؟ , أين حتى , قطعاننا وطيورنا .. ؟؟ . فانا لا
أسمع لها : خواراً أو صهيلاً , نهيقاً أو نقيقاً .... ولكني ا