حميدتي بعد سنتين والسودان بعد سنتين بقلم د.أمل الكردفاني

حميدتي بعد سنتين والسودان بعد سنتين بقلم د.أمل الكردفاني


05-08-2020, 11:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588933975&rn=1


Post: #1
Title: حميدتي بعد سنتين والسودان بعد سنتين بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-08-2020, 11:32 AM
Parent: #0

11:32 AM May, 08 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




بعد الإنتصارات العسكرية لكل قائد يتقاطر عليه الزعماء لتقبيل يده، ونيل رضائه، وهذا ديدن الإنسانية البائسة. وهذا ما حدث لحميدتي، الذي ساق إليه القدر، الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، والسلاح، فأغنى وأقنى..ذلك أن الدنيا إن اعطتك مؤخرتها زادتك بؤساً على بؤس ولو كنت اينشتاين، ولو ابتسمت لك، أضحكتك وأجزلت لك ما لا تجزله الأم لرضيعها. فألقمتك ثديها، وهدهدتك، فنعِمَ جلدك بعد ان كان مقشفاً كسمك البلطي، واحمر خداك من بعد سواد، ثم مدت لك في السعادة مدا. والعمر قصير، والزاهدون قلة وهم على قلتهم لم يزهدوا في الدنيا إلا ل################هم من خيرها، ولكنهم إن جاءهم رقراقاً منها ارتدوا على اعقابهم وقد نسوا الماضي بحنظله وتبشه، وأخذوا يقضمون ويلوكون فيما اينع من ثمره حتى يأتهم الفناء بغتة وهم لا يأبهون.
انتهت الثورة، وشكراً..
قفز تجمع الوهميين عليها وبمساعدة بضعة أحزاب، وبحماية العسكر. وودعوا الماضي البئيس، واختلف تفكير الأمس عن اليوم، فبالأمس كانوا ينادون بالسودان للجميع، واليوم من ليس معنا فهو كوز...وهم أنفسهم كانوا جزءً لا يتجزأ من نظام الكيزان.
مع ملاحظة هامة:
بالمفاصلة بين البشير والترابي، لم يعد هناك كيزان، بل انتهازيين. فلا اختلاف كبير بين نافع وابراهيم الشيخ، ولا اختلاف بين علي عثمان واسامة داوود، ولا اختلاف بين الاحزاب التي شاركت جميعها في الحكم ابان توقيع نيفاشا عام ٢٠٠٥، والاحزاب التي أسموها أحزاب الفكة، فالفكة حصلت للجميع، والبيعة تمت، ولكنه العقل الانتهازي السوداني الذي يبشع بعيوب الآخرين ويخفي عيوبه على كثرتها.
كل من اشترك مع البشير او منظومته (ولبع) منها ملبعاً فهو مساهم مع نظام البشير، ولكنه ليس كوز، وهكذا فلا كيزان بعد المفاصلة، بل أصحاب مصالح مشتركة...ثم انقسموا ودعوا جميعا للهبوط الناعم، ولكن تسارعت الأحداث، و(حدس ما حدس)، وبقدرة قادر أصبح من كانوا يبشرون بالأمس بانتخابات ٢٠٢٠ أمثال الدقير وحزب المؤتمر السوداني (بعد مناظرة حنكوشية بين صبيين)، أصبحوا اليوم هم من يوجهون الإتهام بالكوزنة لمن يقف ضدهم.
وهكذا هي اللغوثة التي عاشها هذا الشعب،
ثم انتهت الثورة..
وتحاصصوا ما شاء لهم من تحاصص، وما شاء لهم العسكر من ذلك، وهم اليوم بجوبا يعيدون التاريخ من جديد.
تاريخ الحلول البشيرية التي ملؤها الخوف من فقد السلطة والثروة، ها نحن نرى الدوحة واسمرا واديس وجوبا وغيرها تعود للواجهة من جديد. بنفس الإسفاف الذي كان قبل الثورة...
وانتهت الثورة،
قتل فيها من قتل وجن فيها من جن، واغتيل فيها معنويا من اغتيل كأمادو ودسيس مان وبتاع التصوير شو تايم..الخ...
ثم استمر الاقتصاد في الانهيار..
وحمدوك فشل في الحصول على الرضى الأمريكي، وحمامه الغمران فشل في إدارة الدولة.
وانتهت الثورة..
والدنيا تعود فتبتسم لحميدتي...
شركة الفاخر أصبحت طوق النجاة للقحاطة والحمام الغمران، لتوفير حق البنزين والدقيق، وبدأت عملية غاية في الشر والخطورة، أذ أصبحت شركة الفاخر تبيع الجنيه الذي لا يساوي حبره، بالدولار والذهب.
أصبحت تشتري البنزين والقمح والجاز، وطبعا هناك شركات مجاورة تستفيد هي أيضا مما يتساقط من مائدة الطعام، فهناك شركات تطحن القمح وتبيعه للحكومة (وتربح) ، وشركات تبيع الردة، وشركات، تشحن وشركات تخلص وشركات توزع..وشركات....الخ...
عندما تبتسم الدنيا، فتخفي مؤخرتها المتعفنة، يجب أن تحمد كل آلهة السماء والأرض، فذلك النعيم لو كنتم تعلمون...
الشركة تشتري الذهب والدولار والريال والاسترليني، مقابل أموال منقولة على مدرعات البنك المركزي، وهكذا وخلال سنتين...
لن يكون هناك..ولا جرام ذهب واحد ولا سنتاً من دولار ولا عملة حرة إلا تحت سيطرة حميدتي...
القحاطة والحمام الغمران، لا يرغبون في إعلان فشلهم، وفي النهاية كل واحد منهم سيحصل على (اللي فيه النصيب) وببح يختفي..وهذه هي اللعبة..
انتهت الثورة يا غبي..