الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد بقلم ايليا أرومي كوكو

الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد بقلم ايليا أرومي كوكو


05-06-2020, 04:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588780220&rn=1


Post: #1
Title: الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد بقلم ايليا أرومي كوكو
Author: ايليا أرومي كوكو
Date: 05-06-2020, 04:50 PM
Parent: #0

04:50 PM May, 06 2020

سودانيز اون لاين
ايليا أرومي كوكو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





الكورونا يدشن لعصر و تاريخ رقمي عالمي جديد فيه ستتغيير الكثير من انماط الفهم و التفكير و الايدولوجيات في كل العالم
أحسب ان مرض فيروس كورونا او ( كوفيد – 19 ) قد بدأ فعلياً في كتابة عهد و تاريخ جديد . نعم فمن بعد عامنا هذا العام 2020 م سيبدأ العالم الحديث اصطلاح جديد للتاريخ يطلق عليه تاريخ ما قبل و بعد جائحة الكورونا . فهذه الجائحة او الفيروسة الصغيرة الغير مرئية تأكد يوماً بعد يوم لجميع بني البشر بأنهم مخلوقين و مجلوبين من مادة الطين البسيطة الرخيصة . و تمضي كورونا في طريقها بثبات كل يوم لتثبت للناس بانهم ضعفاء لا حولة لهم و لا قوة و انهم ليس بأكثر من تراب و انهم الي التراب أصلهم سيرجعون .
في تاريخ ما بعد الكورونا سيحتاج كل البشر الي اعادة صياغة تفكيره بجدية و مراجعة شاملة لمجمل حياته الوقتية القصيرة . هذا ما نحتاجه كأفراد و جماعات قبائل و شعوب و أمم و ديانات و ملل و دول و قارات . التفكير و الامعان و التأمل في كيف نعيش مع بعضنا في عالمنا هذا او قريتنا الصغير . فالعالم اليوم اضحي بحق و حقيقة قرية صغيرة جداً ليس كما كنا نظن في عهد ما قبل الكورونا . لابد من تغيير في الفهم و التفكيرنا بتنشيط الذهن لأعادة انتاج فهم جديد يتوائم التغييرات الجديد التي طرأت علي عالمنا . لم تعد الصحاري البحار و المحيطات تفصلنا و فالفضاء الغلاف الجوي أضحي هو القاسم المشترك بيننا و يربطنا .
فكم واحد منا كان يعرف او سمع عن مدينة ووهان الصينية قبل ثلاثة اشهر من اليوم . شخصياً لم اسمع عن هذا المكان المسمي ب ووهان قبل نهاية مارس المنصرم . لكن في غضون شهرين فقط صارت ووهان المغمورة اشهر مدن العالم ملء السمع و البصر تناهز في شهرتها و ترديدها في الالسن و الوسائد اكثر من نيوريوك و لندن و باريس و مدريد و روما . ووهان هذه الصغيرة بين مدن العالم هي التي صدرت فيروس كورونا لكل العالم واغلقت مئات بل الاف المنازل و البيوت في شتي بقاع العالم . يتمت ووهان و رمل و ثكلت كثيرين من البشر وراء البحار والصحاري و المحيطات عبر الغلاف الجوي .
عليه فعالم اليوم عالم مشترك ان لم يكن في السراء فهو عالم مشترك في الضراء شئنا هذا ام رفضنا . فلا يوجد من بعد الكورونا لايوجد افضلية لعرق او لدين او لون في قرية ما او مدينة لا دولة او قارة في الزمان و لا المكان . فالعدو اليوم عدو مشترك لا جنس له و لون له ولا دين له و هو لا يعرف هذه التباينات الكثيرة بين بني البشر بل يعرف الانسان كأنسان و هذا هو عدوه اللدود . و عليه يجب ان تتضافر و ان تتضاعف جهود كل البشر و ان تتعاون لمحاربة هذه الجائحة و كل الاوبئة و الفيروسات في المستقبل لصحة و سلامة كل البشر .
يجب أعادة التفكير و الفهم في الامكانيات و الموارد الطبيعية و البشرية لخير و فائدة كل البشر . كما يجب اعادة التفكير في الترسانات و الاساطيل و مصانع انتاج الاسلحة النووية و البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية و غيرها و غيرها . فكل هذا اسلحة ذي حدين فبأمكانك ان تقتل بها عدوك و بأمكانها ان تقتلك دون أرادتك كما يحدث اليوم . فهل من بعد الكورونا سيتعلم البشر شيئاً مفيداً من هذا الدرس القاسي و يعملون جهدهم لما فيه الخير . ام سيتمادون فيتوهانهم و غيهم و يواصلون عداواتهم حروبهم و قتالهم لبعضهم .
أظن من بعد تاريخ كورونا كل الامور باتت مجهولة و لا يوجد كبير مطلق فالامكانيات الكبيرة المهولة احياناً تقف عاجزة متحيرة و غير قادرة . عندما يقف العلماء مكتوفين الايدي مذهولين و في حيرة من أمرهم و تعجز العقول و المعامل عن انتاج دواء او عقار علاج او وقاية . عندما يقف رؤساء الدول الكبري خائفين من المجهول مضطربين او عندما يصابون بهذا الداء و يحجرون و يحظرون . و عندما يقف الاغيناء امام ثرواتهم مرتجفين من ملاك الموت و يعجز المال الكثير عن فعل أقل القليل لخلاصهم و نجاتهم .
في النهاية أحسب ان الكوروبا واحدة من أعظم موازين العدالة الالهية بين البشر . لأنها لم تفرق بين جنس ولون او دين و دين . بل ساوت بين الدول العظمي الغنية جداً الصغيرة الفقيرة المعدمة . أذلت الكورونا الكبار و الصغار معاً و جعلتهم يتواضعون أمام الموت طلبين الرحمة و الغفران . و بحسبي سيكون للتاريخ عهد جديد و من 2020م سيأرخ بتاريخ ما قبل الكورونا و من بعد الكورونا ميلاديه .