القوات المسلحة و الأمنية و الشُرطية, أيْن هي مِنْ ثورة الشعب!! بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

القوات المسلحة و الأمنية و الشُرطية, أيْن هي مِنْ ثورة الشعب!! بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله


05-05-2020, 05:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588654574&rn=1


Post: #1
Title: القوات المسلحة و الأمنية و الشُرطية, أيْن هي مِنْ ثورة الشعب!! بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 05-05-2020, 05:56 AM
Parent: #0

05:56 AM May, 04 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




[email protected]
مع كامل التسليم بِدوْر الجيوش و القوات الامنية في أي دولة بما فيها السودان بالطبع و قد سمَّاها الرئيس الراحل جعفر نميري بقوات الشعب المسلحة و هكذا ينبغي أن تكون قواتاً للشعب لا خصما عليه, و هو الشعب الذي تغني لها: ( الحارِس مالْنا و دمَّنا, يا جيشنا جيش الهنا) و قد رفعَتْ الشرطة في المقابل شعار(الشرطة في خدمة الشعب), و قد قال القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان مؤخَّراً بوجوب حيادية القوات المسلحة و عدم انتمائها لِأيّ جهة, و هكذا كان ظن الشعب بها حينما هبَّ بثورته العاصفة علي النظام البائد و احتمي بالقيادة العامة للقوات المسلحة و اعتصم بها في وقتٍ كان فيه قادة النظام يهددون علناً الشعب بالدفع بكتائبهم لسفك دمه و رئيسه أمام قادة الشرطة يوجههم بالقِصاص مِنْ المتظاهرين, ففي الإسلام ما جاء في الآية6 من سورة التوبة: (و إنْ أَحَدٌ مِنْ المشركين استجارك فأجِره) أي استأمنك علي ماله و نفسه, فهذا مع المشرك فما بالك إنْ كان مع المسلم او المسيحي أو أيّ مِنْ أهْل الكتاب و مواطنك الاعزل, فأي جهلٍ بالدِين اكبر من هذا و هُم الذين تنطلق حناجرهم هاتفة بالشعارات الدينية: ( نحن للدين فداء) فأي دِيِن أنزله الله تعالي يبيح قتل شعبٍ أعزل؟ و حيث أنَّ هذه القوات مِنْ الشعب و لخدمة الشعب فما المانع مِنْ طرح السؤال أعلاه لهذه القوات و للشعب و حكومة ثورته علي حد سواء. و ينبغي أنْ يُجاب عن السؤال بكل شجاعة, فسودان الثورة الذي ينوي النهوض مِنْ عثرته لا مجال فيه للتعتيم و اخفاء و طمس الحقائق.
و السؤال له موجبات, فما حدَثَ, و نأمل أن لا يحدث تقصير في المستقبل مِن هذه القوات, يدفعنا لطرح هذا السؤال, و ندعو بشدة الجهات الرسمية و الشرفاء من هذه القوات الخلصاء لشعبهم و وطنهم التحقيق العاجل في ما وقع من إيذاء للشعب و سفك دمائه ففي هذه القوات مَنْ أساء لها بظلمه و قتله للشعب, و لا تزال هتافات التحدي للشعب مِن حنجرة عنصر أمني ابان شرارة الثورة مشفوعاً برتل مِن سيارات القمع عالقة في اذاننا و هو مبتهج: (وين أُسُود البراري..) و ما تبعها من سفيه العبارات, و اليوم عَرِف اين أُسُود البراري و أين اسياده الذين تولي قتل شعبه إنابة عنه لتمكينهم مِن حُكْم ما تولوه إلاَّ اغتصابا و غدْراً مِن حُكْم ديمقراطي, و أنّه باع آخِرته بدنيا غيره, و في الحديث الشريف: (سيكون عليكم أئمّة إنْ أطعتموهم غَويْتم)أي إنْ اطعتم هؤلاء الأئمة الظالمين في ما يأمرونكم به مِن الظلم و المعاصي ضللتم. و هو و امثاله نسوا أو لعلهم لم يسمعوا بقوله تعالي في الآية93من سورة النساء: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) و في الحديث الشريف عن ابن عباس: ( مَنْ أَعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقا فقد بَرِيء مِن ذمة الله و ذمّة رسوله) و في صحيح البخاري: (سِباب المسلم فسوق و قتاله كُفْر) و في صحيح البخاري ايضاً عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: (لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) و الحديث: (.. المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره, التقوي ها هنا, و يشير الى صدره ثلاث مرات, بحسب أمرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم علي المسلم حرام دمه و ماله و عرضه). و لا يظنن أحد أنَّه بريءٌ مِنْ الإثم إذا ما أمره ظالم بتنفيذ اضرار بإنسان و أنَّه ناجٍ من العقاب و قد رُوي انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان (وكان السلطان ظالمًا)، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط, وجاء في الأثر: (إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟ أو قال: وأشباههم فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار).
و قد شاهدتْ قبل فترة كما شاهد غيري بعد الثورة المجيدة ترويعاً للمواطنين قيل أنه مِن هيئة منسوبة لجهاز الأمْن, قوامها ثلاثة عشر ألف عنصرٍ!! و يتبادر الى الذهن سؤال: إنْ كانت هذه فئة واحدة مِنْ جهاز الأمن, فكم يا تُري يكون العدد الكلي لمنتسبي هذا الجهاز و عدد القوات المسلحة و الشرطة, و ماذا فعل بهم القانون العسكري؟
و الخلل الأمني لا ينكره إلاَّ مكابر أو صاحب غرض. أليس من اختصاص الأمن منع تهريب موارد البلاد من ذهب و غيره و المواد الاستهلاكية أو تخزينها أو اتلافها؟ أليس التساهل في فرض التوجيهات الحكومية علي الشارع خللاً, فالكثير من خارقي حظر التجول و المصلين بالمساجد يفعلون ذلك بحرية تامة, برغم توجيهات لجنة الطوارئ الصحية بشأن جائحة كورونا؟ أليس السماح لتظاهرة لحزب محلول و حمايتها متجاوزة الحظر خللاً؟ أليس رفض شرطي للاستجابة لمواطنين متخاذلاً عن اداء واجبه و قوله متهكماً: ( مش قلتو مدنية؟) فإذا كانت المدنية كفهمه هذا, فلماذاً لا يذهب و يبقي في بيته؟
و اخْطَر مِن كل ذلك الفشل في تأمين دكتور حمدوك رئيس الوزراء, فإنْ يفشل الأمْن في تأمين أكْبر رأسٍ تنفيذي في البلاد فمَنْ تُؤَمِّن يا تُري؟ و أبلغ الفشل في كَوْن أنَّ الايام مرَّتْ و لعلها ستمر دون الافصاح عن المتورطين, حيث من المفترض الذي كنا نتوقعه أنْ يُعلَن الفاعل بعد دقائق معدودة من وقوع المحاولة, و ذات الصمت تكرر حيال محاولة تهريب احمد هرون, و كيف تتم محاولة تهريب كهذه لولا تواطؤ عناصر يستوجب الكشف عنها سريعا مع التعجيل بالعقاب الرادع, و لولا يقظة بعض العناصر الامنية الوطنية لَنَجحت محاولة التهريب هذه, و لأحمد هرون و مَن خدعوه بالتهريب نقول لهم: هَبْ أنه فرَّ بجلده لفترة مؤقتة فالقبض عليه مصيره, و نسأله عن تلك الرجولة الزائفة امام العُزَّل يوم انْ كان واقفاً يحرّض جنرالاته علي قتل النساء والشيوخ و الاطفال مبتسماً: ( أكسح امسح ما دايره حي, ما داير عبء اداري), فها أنت الآن و(اخوانك) اعباء ادارية في السجون الي ان تُساقون الي المقاصل بعد الاحكام العادلة, و هذا عيْن القِصاص. و له و لإخوانه نقول ما جاء في آخِر الآية78من سورة القصص: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) و لو انفقتم ما في الارض جميعا سلاحاً لن تعودوا للحكم حتي و لا علي جثثنا, فالعالَم كله مع الشعب و ثورته, بينما انتم مطلوبون في لاهاي.
إنَّ إرادة الشعوب لن تقهرها أي قوة كانت, و مهما يحشد الطغاة من عتاد و رجال فمصير كل ذلك الي نهاية علي أيدي عُزَّل كما حدث في ثورة ديسمبر المجيدة و دونك الآية9 من سورة الروم: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ , كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ , فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون ), حيث قدَّم الشعب السوداني درساً بليغاً للعالَم و حكوماته بأن السلاح ما عاد يضمن بقاء حُكم فاسد مهما كان بطشه, فبسط العدل و السِلم هما الضامن لبقاء الانظمة و مِنْ ثم تنتفي الحاجة للعتاد و الرجال, وهذا مبدأ مِن سيرة الخليفة الفارق حينما وُجِد نائماً تحت شجرة فقيل عنه: حكَمْتَ, و عدَلتَ, فأمِنت و نمْت يا عمر. و شتان ما بيْن عمرٍ و عمر, و نقول بالصوت العالي أنَّ السودان في الأصْل ليس دولة حرب فقد كان حسن العلاقات مع دول الجوار و غيرها و شعبه المسالم المحبوب مِن كل شعوب العالَم, و مِنْ ثم فإن سودان الثورة الذي يسعي بأولوية للوصول الي سلام دائم و شامل مع كل ذي كفاح مسلح أَوجب انْ يكون كذلك و تنتفي الحاجة الي تبديد المال علي السلاح و الاقتتال لتتجه الي خدمة المواطن من تعليم و علاج و نحو ذلك, و بِدَوْرِنا ندعو حركات الكفاح المسلح ان تُعجّل بالقدوم الي وطنها, و جنباً الى جنب نعمل علي عمليات نزع السلاح و التسريح و اعادة الدمج(Disarmament, Demobilization and Reintegration ) و نُبْقِي علي قدْر معقول مِن قوات الجيش و الأمْن في حين ينصرف الجميع الي إصلاح ما دمّره النظام البائد. و في المقابل ندعم الاطباء و المهندسين و الزراعيين و البياطرة و اساتذة الجامعات و المعلمين و القانونيين و غيرهم, الذين تنهض البلاد بهم. و اخيراً نقول لكم: ( لا خير فينا إنْ لم نقلها, و لا خير فيكم إنْ لم تسمعوها)