مـــــدن الأوبئة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

مـــــدن الأوبئة !!

جاء الوقت في السنوات المقبلة لمن يواكبون الحياة أن يفكروا بطريقة مغايرة في شأن تلك الأوبئة الطارئة .. فيجب على دول العالم أن تخصص ( مدن الأوبئة ) في بلادها .. بطريقة توجد تلك المدن الاحتياطية في مناطق صحراوية تخلو من السكان .. ولا بد من توفير كافة الخدمات الضرورية لحياة الإنسان في تلك المدن المنعزلة .. من حيث المساكن والمكاتب والعنابر ومؤسسات الخدمات المتنوعة .. كما يجب محاصرة تلك المدن الوبائية برجال الجيش والأمن بالقدر الذي يراقب عن كثب وتمنع الهروب من تلك المدن .. كما يجب أن تتوفر في تلك المدن الوبائية الكوادر الطبية المتخصصة في كافة الأمراض والأوبئة .. بجانب المهرة من هؤلاء الأخصائيين في مجال الفحوصات الطبية المتنوعة .. بجانب الأخصائيين في مجال التمريض .. وبالمختصر المفيد يجب أن تكتمل تلك ( المدن الوبائية ) بكافة المتطلبات التي يحتاجها الإنسان في حياته من أقوات واحتياجات وأدوية وعلاجات بالقدر الذي يعزل تلك ( المدن الوبائية ) كلياً عن باقي مناطق البلاد .

وفي حال ظهور وباء من الأوبئة في أية منطقة من مناطق العالم يجب أن تتعامل دول العالم عن طريق الحجر في تلك ( المدن الوبائية ) .. بحيث ينحصر النشاط البشري في حال السفر والتنقل عن طريق تلك المدن المخصصة .. ويجب على تلك السلطات في بلاد العالم في حال ظهور الأوبئة أن تختصر نشاطها فقط بين تلك المواني والمداخل والمنافذ والمطارات والحدود وبين تلك ( المدن الوبائية ) .. وبذلك فإن تلك المدن الوبائية المقترحة سوف تمثل دول قائمة بذاتها داخل دول أساسية !.. ويجب على الأطباء والمسئولين الذين يشرفون على تلك ( المدن الوبائية ) أن لا يطلقوا سراح المتواجدين في تلك المدن إلا بعد التأكد كلياُ من خلوهم من تلك الأوبئة تماماُ .. وبذلك يستطيع العالم أن يحمي ويقي كثيراُ تلك الملايين والملايين من البشر الذين يصابون بتلك الأوبئة بأسباب تلك المخالطة والممازجة الغير عاقلة والغير منطقية والغير عادلة إطلاقاُ .. وفي الماضي القريب كان بعض الدول تحتاط من تلك الأوبئة بتخصيص مناطق خاصة تعرف باسم ( الكرنتينة ) .. وهي مناطق تحمل نفس فكرة ( مدن الأوبئة ) .. إلا أنها مناطق وقائية تعمل بطريقة مختصرة للغاية .. وفي مواسم معينة يظهر فيها بعض الأوبئة .. ولكن فإن تلك التجربة الأخيرة الرهيبة مع فيروس كورونا قد فرضت على العالم أن يفكر بطريقة جديدة ومبتكرة للغاية في مواجهة تلك الأوبئة الطارئة من وقت لآخر .. وقد جاء الوقت أن تفكر دول العالم في إيجاد تلك المدن الوبائية في أرجاءها .. وذلك في حال الأوبئة أو في حال الأمن والسلامة .. وتواجد تلك المدن الوبائية المستوفية بكامل الشروط والتجهيزات يمثل فكرة متقدمة للغاية .. وهي فكرة سوف تقي الملايين والملايين من البشر من أخطار انتشار تلك الأوبئة .. وبالتالي يجب على تلك الدول في العالم أن تفكر في ذلك الاقتراح بكل جدية وعزيمة .