ثلاث سنواتٍ سمان يأكُلن ثلاثين عجاف بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله

ثلاث سنواتٍ سمان يأكُلن ثلاثين عجاف بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله


05-02-2020, 04:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588391287&rn=0


Post: #1
Title: ثلاث سنواتٍ سمان يأكُلن ثلاثين عجاف بقلم عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 05-02-2020, 04:48 AM

04:48 AM May, 01 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر




Email; [email protected]
حينما تولَّتْ حكومة الثورة التكليف بإدارة البلاد وجدتْ خراباً فظيعاً خلَّفه لها النظام البائد, مع مُمَكّنين في مفاصل الدولة بدون أهلية أو وطنية أو انسانية بل و لا دِين, و قد سيطرتْ علي مدي ثلاثين عاماً جماعة تلاعبت بالشعارات الدينية كيفما شاء لها, و قضتْ علي البلاد و العباد سلباً و نهباً و بيْعا و تدميراً و ظلماً و تقتيلاً و كل ضروب الظلم و الفساد, فقد استباحت الطغمة المبادة الحرمات و زيَّن لهم النفعيين اصحاب المصالح الشخصية وعلماء السلطان أعمالهم, فما أبقوا علي قاطرة و لا سفينة و لا طائرة و لا مشاريع و لا مصانع و لا أراضي حتي حديقة الحيوان بأرضها و حيوانها إلاَّ باعوها بثمن بخس ما عاد للخزينة العامة شيئاً مِن ما بيع بأيْدٍ ملطخة بالدماء و الظلم. و ديننا الحنيف يصف أعمال الطغمة المبادة بالنفاق كما جاء في الحديث الشريف: (أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: مَن إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) و كل هذه الخصال الاربعة اجتمعتْ في الطغمة المبادة, و قد استولوا على الحكم بقوة السلاح و غدْراً بعهدهم مع الاحزاب الأخري, و اخلفوا كثيراً من العهود و فجَروا في الخصومة, و كذبوا حينما قال عرابهم لقائد الانقلاب العسكري: اذهب انت للقصر رئيساً و انا للسجن حبيساً,. و كان علي حكومة الثورة أنْ تعمل ليل نهار, و منذ أوَّل أيامها نجحتْ في توفير السيولة النقدية حيث جفف النظام البائد البنوك من ايداعات العملاء و توالتْ الانجازات في كل المرافق و كثيرها لم يعرفه المواطن لغياب الإعلام الرسمي و احجامه عن الإعلام بإنجازات الحكومة فقد كانت مثقلة بالكوادر التي تدين بالولاء للنظام البائد. و إلي جانب الحكومة نذْكر لجنة إزالة التمكين و محاربة الفساد و استرداد الاموال التى تسعدنا اسبوعياً بما يرد في مؤتمراتها الصحفية مِن كشف و تعرية لرموز النظام البائد و اعتدائهم الفاحش علي الممتلكات العامة و قد ضربوا بعرض الحائط شعاراتهم( لا لدنيا قد عملنا, نحن للدين فداء). و رغم الضائقة المعيشية و ما يصاحب جائحة الكورونا مِنْ تضييق اضافي, فإنَّ الأمل موفور و البشريات تمضي بنا الى الخير, فنحن نصحو كل يوم مستمتعين بحلاوة الإطاحة بأبْشع نظام حكم ربما علي مستوي العالَم و مَرّ التاريخ.
و إذ أُنتُزع الحياء و الانسانية و الوطنية و الدين مِن جماعة النظام البائد نجدهم يسعون بشتي السبل لإعاقة عمل حكومة الثورة ظناً منهم أن تقصيرها في اداء واجباتها و حل الضائقة المعيشية من شأنه أن يبعث الحنين الي عهدهم فعمدوا الى التهريب و التخزين و تجارة العملات الصعبة, و حينما فشلوا استخدموا الإعلام الموالي لهم في تصيد أي اخطاء لحكومة الثورة و رموزها و باءتْ بالفشل, و رغم أنهم يعلمون عِلْم اليقين أنَّ ما يقوم به المكلفون في حكومة الثورة اصلاح فإنهم يصورون لأتباعهم أنَّ ذلك خللاً و منقصة و الملاحظ عن حملاتهم المسعورة انها ضد كل من كان اكثر قوة في تحجيم مصالحهم الخاصة, و من ذلك حديثهم عن مساس بالإسلام علي يدي وزير الشؤون الدينية و الاوقاف أو مِن قِبَل دكتور عمر القراي, مع أنَّهما أفلحا قوْلاً و فعلاً و بداية لإصلاح ما شوهه النظام البائد في الدين و المناهج الدراسية , ثم حاولوا زعزعة الأمنْ فتارة زعزعة الأمن مستخدمين هيئات يفترض انها أمنية و تارة بترهيب الفاعلين مثل الاستاذ وجدي صالح عضو لجنة ازالة التمكين أو الناشطين في لجان المقاومة, و حينما ذهبت كل مساعيهم في ادراج الرياح لجئوا الي محاولة اغتيال دكتور حمدوك و فشلت محاولتهم بمثلما فشلت محاولتهم لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك, و إذ ذكَرْنا الواقعة نسأل ماذا حدث بشأن محاولة اغتيال دكتور حمدوك هذه ؟, و بلغ بهم سفه معارضة الشعب و حكومة ثورته بأن قالوا بأن جائحة كورونا ما هي إلاَّ اكذوبة سياسية اطلقتها حكومة حمدوك, فأي طيش و سفه هذا يريدون به كسب السذج البلهاء!!, و قد افزعهم و اقلق مضاجعهم البند السادس الاممي الذي يمثّل طلقة الرحمة عليهم, و إنْ كانت لهم ذرة مِنْ عقل ان لا يدخلوا في محاولة انتحارية فعودتهم للحكم مستحيلة, و كان الشعب قد قال عنهم سلفاً بهتاف مِن الاعماق : ( الجوع, الجوع و لا الكيزان)
فالسودان و شعبه حتما موعودون بخير من هؤلاء الفتية في الحكومة و لجنة ازالة التمكين و لجان المقاومة و اللجان الأخري العاملة على تعديل و اصلاح التشوهات وفقاً لما نراه من انجازات, و لا شيء يؤخذ علي حكومة الثورة سوي التباطؤ و التسامح في التعامل مع رموز النظام البائد و مشايعوه اصحاب المصالح الشخصية فاللئيم كما قال الشاعر لا يستحق الإكرام: (إنْ انت اكرمت الكريم ملكته , و إنْ انت اكرمت اللئيم تمردا), فالسودان الآن طائفتان لا ثالث لهما: الطائفة الاولي هي السواد الاعظم من السودانيين بينما الثانية قلة لا تتجاوز رموز النظام البائد و المنتفعين منه و ليس كما قال اعلامي النظام البائد : (نحن ال98% يا الخطيب و عمر الدقير), و لذلك نبعث بهمسة عتاب للجبهة الثورية بأنْ لا تكونوا طائفة ثالثة, فأنتم جسم اصيل في الطائفة الاولي, و بذات الهمس لبعض مكونات الحرية و التغيير أنْ لا تختلفوا فإنَّ اختلافكم يخدم النظام البائد و أنَّ اختلاف الرأي معروف و مقبول إلاَّ انّ هذا ليس وقته, و لقواتنا الامنية و الشرطية قفوا مع شعبكم و لا تكونوا عوْناً لنظام ظالم و قد قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، والركون يعني: المجاملة والمداهنة و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ) أخرجه الحاكم بسند صحيح, و اخيراً نسدي آيات الشكر للجنة ازالة التمكين و محاربة الفساد و استرداد الاموال و نرجو لها المزيد من التوفيق, و نأمل ان تفيق اللجان التي تلكأت في اداء مهامها خاصة لجنة فض الاعتصام و التي نعتقد انَّ كثيراً من بيناتها وافرة و موثوقة, الى جانب دعائنا بالتوفيق للجنة الاصلاح القضائي فأي تعطيل من شأنه ان يعيق الاداء الوزاري, و بالله التوفيق.