والسفراء....يتبعهم الغاوون أحيانا بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

والسفراء....يتبعهم الغاوون أحيانا بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


04-29-2020, 05:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588177149&rn=1


Post: #1
Title: والسفراء....يتبعهم الغاوون أحيانا بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 04-29-2020, 05:19 PM
Parent: #0

05:19 PM April, 29 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




هذا الوصف ليس من عندي...ولا اتبناه في هذا المقال...ولكنه كان اتهاما سائدا ، خاصة بين سودانيي المهجر، عن سفارتنا وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج أيام حكم الانقاذ.
ويزيدون في الاتهامات بالقول عن افراد تلك البعثات: ألا تراهم في بعض بلاد العرب يداهنون...وفي بلاد العجم يسرحون ويمرحون وربما ( قليلا ) يتبحبحون ويتظارفون..اما في سفاراتهم ومع رعاياهم فهم يكذبون ويقولون مالا يفعلون.
خلال فترة حكم الانقاذ كانت السياسة ااخارجية للدولة أسوأ من السياسة الداخلية بمراحل...فالعيب الداخلي قد يتم حجبه بسبب التمكين لاصحاب النفوذ والتهميش لمن هم خارج الحلقة..ولكن سؤوات النظام في الخارج تكون مكشوفة ومرصودة ومعروفة فكل دولة مصادرها الاستخباراتية عن ما يجري داخل السفارات الأجنبية مهما كانت مكانتها وتحصين معاملاتها من الاختراق..وعلي ضؤ تلك الحالات المكشوفة كانت تدار علاقات الدول مع السودان.
وأكاد أجزم بان سر استمرار علاقاتنا الخارجية مع العديد الصديقة والشقيقة كانت تحكمه عدة اعتبارت هي التي ساعدت علي استمرارها منها وجود جاليات فاعلة في هذه او تلك الدوله تتبوأ مناصب عليا في المجالات الحيوية والأكاديمية والرياضية كما هو حادث في معظم الدول الخليجية
اما الإعتبار الثاني فهو الإرث التاريخي الطيب للشعب السوداني في ذاكرة هذه الدول وشعوبها وحكمة زعماء تلك الدول في عدم معاقبة هذا الشعب الكريم الطيب بسبب سيئات حكومته.
صحيح كانت توجد وزارة مركزية للخارجية في الخرطوم..ولكنني اشك في إنها كانت صاحبة القرار في متابعة عمل البعثات الديبلوماسية السودانية بالخارج وهذا ما تكشفته الايام بعد ثورة ديسمبر المجيدة.ولكن رغم ذلك كانت تصل للوزارة ملاحظات وتقارير استخبارية عن عمل بعض السفارات ...ولكن كل ما كان يهم الحكومة الا يكون عملا ضد النظام وما عدا ذلك فكل شيئ قابل للتحلل والاستغفار .
هذا الكلام قي يبدو سوداويا عن عمل بعثاتنا الدبلوماسية في زمن الانقاذ ويتقاضي الطرف عن تلك الوجوه النيرة من السفراء اصحاب المهنة الذين اوقعهم الحظ العاثر بالاستمرار والعمل تحت حكم الانقاذ...وهذه الملاحظة صحيحة..فقد بالفعل وسط هذه البعثات افراد علي درجة عالية من الانضباط والالتزام المهني والاخلاقي ولا يخلطون ابدا بين ولاءهم التنظيمي وواجباتهم المهنية والعمل الدبلوماسي الذي يراعي ويحفظ للجاليات حقوقها في تقديم الخدمات...وربما يرجع ذلك الي أصولهم والتربية الاسرية فضلا عن التأهيل العلمي الاكاديمي الذي يشكل بالضرورة سدا منيعا من الانزلاق في الظلم بحق الآخرين.
اقول كل ذلك وفي الخاطر ما يجري هذه الايام في اروقة وزارة الخارجية من مشاورات بين الجهات المسئولة واصحاب القرار بشأن اختيار السفراء الجدد الذين سيناط بهم إبراز وجه السودان المشرق بعد نجاح الثورة المجيدة...وكاتب هذه السطور علي قناعة تامة بان ذلك سوف يتم وفقا للشروط والمواصفات ومتطلبات المهنة التي تؤكد بان الشخص الذي تم اختياره هو الجدير بان يحمل لقب سفير جمهورية السودان في بقعة كانت....ولكن...ليست تلك هي المشكلة ( كما يقول شكسبير علي لسان ماكبث).
المشكلة في بقية افراد البعثة الدبلوماسية ويشمل ذلك كل الطواقم المساعدة في العمل القنصلي والاداري والمالي وشئون الجاليات.
: هؤلاء هم الوجه الآخر للعملة...فالحكومة العميقة لا زالت موجودة بين هؤلاء...وكما هم موجودون في عمق العمل الاداري والخدمي في ولايات السودان...هم ايضا متواجودن واحيانا بكثافة في بعض البعثات الديبلوماسية السودانية بالخارج
حتي ولو فتحنا سفارة في جزيرة الواق واق...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]