نوستالجيا بقلم سهيل احمد الارباب

06:40 PM April, 28 2020

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-
مكتبتى
رابط مختصر

سا سلام ..ميرى جوش...اهلا" اولادى....كانت متشددة تمنع الدين لطلاب لايملكون الا حق الكباية الاولى من الخمر ...واحيانا ترفض البيع لزبائنها مؤثرة الشرب لنفسها مستمتعة" بما تملك غير عابئة من تضجر زبائنها من القرار ...وكانت تخيف زوجها المسكين واحيانا حين يشتد بها السكر تضربه امام الجميع ولا احد يتدخل لانقاذه .... وكان يعمل بالكهرباء ...دائما" صامت مستلقيا على سرير باابعد الحوش نائما او ليس كذلك ...مؤثرا" السلام ......فلا يدرى الزائرون والندامى احى هو ام مائت.....
وكانت فرصة هؤلا الطلاب حينما تلعب الخمر براسها فتنام....الا وتجدهم قد عبو رؤسهم بماتبقى من رصيد الجالون ...ديونا لم ترد....مغادرين المجلس مترنحين بهدوء منتشين يمشون الهوينا الهوينا طربا بظن زمانها..وثقل اقدامهم
ومن زكريات ميرى جوش يوما لعبت الخمر براسها.....وقد كانت تزاولها كل زمان حالة تلبس من الزأر او الجن.....وفى ذالك اليوم صعدت فجاءة وبرشاقة كديس اعلى جدار بيتها ....وهو مصنوع من الحجر كان..وبارتفاع اكثر من مترين واخذت تصيح.....فاصاب الصبية الرعب من انكشاف حالهم بالحى ...فطلبوا مزعورين من احدهم انزالها فصعق من مفاجاءة الطلب.........متمتما" بلهجة شايقية مالى عليها...وكان اسمه النعمان
وجدت بطلة القصة ميرى جوش اليوم ميته بعد اختفاء 3ايام طافية جثتها على النيل...احبتنا واحببناها تمردت عن العودة للجنوب بعد الانفصال لانها لم تعترف بان هناك شمال وجنوب كما اراد الساسة من الطرفين...ورجع اولادها وزوجها ولم تتبعهم ... قاتلت الحياة وناضلت بشراسة وعاشت معتدة وبعزة وعندما ان الرحيل اختارت النيل فكان سردابها للعالم الاخر كما هو شريان للحياة الدنيا.....وداعا ميرى ..واتخيل صوتها ياتى.....وداعا اولادى كما كانت تسمينا اوان سطوتها وحبروتها وعزتها العظيمة