حرب البصل.! بقلم ياسر الفادني

06:11 PM April, 28 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

من أعلى المنصة

الحدث في سوق امدرمان.... السوق العجيب، الزمان قبل موعد بداية الحظر اليومي بسبب كورونا، المكان قلب السوق منطقة تعج باهرامات البصل وتجارته جملة وقطاعي، الرائحة عجيبة تزكي الانوف... هرج ومرج كل يسابق الزمن ليقضي حاجاته حتى يصل إلى بيته مسرعا قبل الحظر لكي لا يحدث له مع الجهات الأمنية كما حدث مع بت البلوشي وطبيب الدايات!، أهل السوق كل يقبع على الشاكلة التي يعرفها هذا يحسب نقودا وهذا يتكلم بتلفونه الربيكا ويلوح بإصابعه كأنه يتحدث إلى (اطرش).. وهذا يتحدث في السياسة عن القادم كأنه خبير سياسي ضليع ومن حوله يتناقشون معه والمشهد عبارة عن محاضرة سياسية عن الوضع الراهن في سوق البصل.... وفي ركن قصي هناك تجد أناس يتحدثون عن المجنونة الكورة فتسمع تارة اسم لاعب وتارة تسمع جمال الوالي وسوداكال الخ... شعب عظيم يضرب (البلاء بالبلية)... كمان كانت تقول حبوبتي بت عركي رحمها الله...

في قلب هذا السوق كرش الفيل الذي تجد فيه كل مكونات هذا الشعب العظيم بدأ نقاش بين شخصين واحتدم هذا النقاش وبلغ اواره.... مشادات كلامية هنا وهناك.... والفاظ نابية هنا وهناك بالرغم من التدخلات الإقليمية والدولية لراب الصدع بين المتناحرين والشعار اللهم إنا صائمون ودا شهر صيام... الخ لكن لم تنفع التدخلات ولا الوسطاء قدقت طبول الحرب.... و المعركة بدأت لا سلاح طبعا يمكن استعماله غير البصل فبدأت الشرارة الأولى بدومة بصل كبيرة قذفت على رأس احد المتنازعين وتم تبادل إطلاق البصل بين الاثنين.... قصف عنيف بمدافع البصل الكبيرة..... الكل يضع الساتر.... أبرياء قذفوا في (صمة خشمن ).... من لم يصب زرف الدموع بسبب رايش بصل! المهم ضربت الفوضى باطنابها داخل هذا السوق... فتدخل وسطاء من السوق المجاور وتم التفاوض مع أهل النزاع عبر جلسات دون قيد أو شرط ودون تحديد مسارات ووضعت حرب البصل أوزارها وزالت الفوضى وعم السلام سوق البصل...

إذن الحرب بغيضة واطرافها خاسرون فليس هناك مكسب ابدا ابدا....السلاح الذي يستعمل في هذه الحروب فتاك حتى ولو كان بصلا فالبصل( يفلق) ويمكن بصلة كبيرة تقذف على الراس وتسبب نزيفا داخليا يفارق المصاب بها الحياة فيكون شهيد معركة (ذات البصل) أو حتى لو كانت حرب طماطم فلا تخلو من خسائر في تشويه الجلاليب البيضاء والتدافع والانبراشة... على العموم نحمد الله أن هذه الحرب كانت في سوق البصل لكن ان كانت في سوق الشطة فسوف يحدث الدمار الشامل والإبادة الجماعية من قذائف ( القبانيت)..... ودخلنا البند السادس والسابع والعاشر من ميثاق الأمم المتحدة.