إعادة تأهيل وصياغة لغتنا الجميلة التي خسرناها بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

إعادة تأهيل وصياغة لغتنا الجميلة التي خسرناها بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


04-26-2020, 11:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587898161&rn=1


Post: #1
Title: إعادة تأهيل وصياغة لغتنا الجميلة التي خسرناها بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 04-26-2020, 11:49 AM
Parent: #0

11:49 AM April, 26 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




ما اصاب الخطاب السياسي السوداني خلال فترة حكم الانقاذ من دمار وتخريب وتشويه، يحتاج الي إعادة تأهيل وصياغة من الروضة وحتي المرحلة الجامعية ان أردنا للاجيال القادمة الخير والبركة.
فلقد تشوهت لغتنا الجميلة ولم تعد تلك التي كنا نعرفها من قبل من حيث ركاكة الاسلوب وسؤ الإستخدام والإفراط المخل في توظيف المحسنات البديعية من طباق وجناس وتشبيه وسجع يخالف كل قواعد اللغة العربية التي درسناها.
لقد فقد الشارع السوداني لغته الجميلة...سرقت منه..تلك اللغة واللهجة التي كانت تميزة وتحببه لكل شعوب الدنيا فقد كانت مشبعةبالحنية والطيبة والبراءة..ولكنها مع حكم الانقاذ فقدت عذريتها ولم تعد نعرف لها حدود...فاختلط الحق بالباطل والحلال بالحرام وتاهت الكلمات والمصطلحات مع ظهور التجنيب والتحلل والتمكين وطفح علي السطح الخطاب السياسي محملا بكل تلك الترهات الهلامية وادخلت قسرا في قاموس المعاملات التجارية والاقتصادية والبنوك وحتي في مؤسسات التعليم باختلاف درجاتها.
الفرد السوداني البسيط قد لاتعنيه ذلك التلوث الذي اصاب لغتنا الجميله وان كان يحزنه ...فهو يريد العودة الي لغته الدارجة التي تحقق هويته ..لهجته التي توارثها منذ ان عرفت خلاويه ومدارسه تلك اللغة العربية الفصحي فعمل علي تهجينها وتطويعها لتتناسب مع بيئته المحلية..ولم تخزله اللغة العربية بل كانت طيعة في يده وسهلة في تشكيلها ونطقها بتلك اللهجة البسيطة المترعة بالاحاسيس والمشاعر الصادقة...ومن تلك الخاصية اكتسب ( الزول) السودانية صفة لهجته وعرف بين الشعوب بالصدق والأمانة واصبح قريبا لكل الجاليات عربية كانت ام اجنبية.
ليس من السهولة ان نتجاوز أخطاء ومزالق ومزالج وسؤ استخدام الخطاب السياسي الذي تعمقت فيه الانقاذ فقد تبنت اسلوبها للاسف طواقم كثيرة اما بالانتماء الحزبي او تقربا وتزلفا للنظام من قطاعات اخري....وهذا يستلزم بالضرورة جهدا عظيما وعملا كبيرا حتي نعود الي ما كنا عليه قبل الانقاذ علي مستوي الخطاب سياسيا كان ام أدبيا او حتي علي مستوي المراسلات بين الوحدات الإدارية.
ما قبل الانقاذ ، كان لنا شغف ووله بلغة الضاد...كانت الناس تسافر من المدن والارياف وتاتي العاصمة حتي تحضر ندوة او ليلة سياسية لرموز الاحزاب السياسية، إسماعيل الازهري، محمد احمد محجوب، الدينمو، محمود الفضلي، الشفيع احمد الشيخ، محمد نور الدين وآخرون كثر...تماما كما كانت تتدافع علي منابر الثقافة أينما كانت ...في مدني في بورتسودان ...في عطبرة...في كسلا...وغيرها..حتي تشنف اسماعها بالموسيقى والشعر والاستمتاع بحوارات الادباء والفلاسفة...نعم كان لنا فلاسفة وأعلام في الصحافة والاعلام يستحقون الهجرة اليهم أينما كانوا...فالجميع علي يقين بأنهم هم الفائزون الغانمون بالجديد من المعارف والعلوم ولغة ومفردات وصياغات جديدة .
الذين يهاجمون دكتور القراي، ولجنة المناهج الحالية لا يدىكون او يتجاهلون فداحة ما خسرناه من مخزون لغوي سليم خلال فترة حكم الانقاذ...ليس في مجال التربية والتعليم والتحصيل الدراسي فقط..بل فقدنا القدرة في كيفية في مخاطبة بعضنا البعض بأدب واحترام.
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]