جدل حول نعى الإمام الصادق المهدي لدكتور منصور خالد و مقارنته بنعيه لدكتور حسن الترابي

جدل حول نعى الإمام الصادق المهدي لدكتور منصور خالد و مقارنته بنعيه لدكتور حسن الترابي


04-25-2020, 04:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587828089&rn=1


Post: #1
Title: جدل حول نعى الإمام الصادق المهدي لدكتور منصور خالد و مقارنته بنعيه لدكتور حسن الترابي
Author: عبير سويكت
Date: 04-25-2020, 04:21 PM
Parent: #0

04:21 PM April, 25 2020

سودانيز اون لاين
عبير سويكت-فرنسا
مكتبتى
رابط مختصر




رحل عن الوطن الحبيب في خلال هذه الأيام الماضية ابنائه من الكوكبة المستنيرة و المناضلة ألا و هما الدكتور منصور خالد و المحامي الأستاذ فاروق أبو عيسي نتمني من المولى عز وجل أن يجعل مثواهما الجنة، و يثبتهم عند السؤال، و يغسلهما بالماء والثلج والبرد، و ينقيهما كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

في ظل هذه الأحداث أثارت صيغة نعي رئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي للدكتور منصور خالد جدلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي، كما وجدت سخط من بعض محبي المرحوم، و كذلك مؤيديي الحركة الشعبية ،حيث استنكر بعضهم ذكر الإمام إلتحاق دكتور منصور خالد بحكومة مايو الإستبدادية و التعاون مع حكومة ديكاتورية، بينما اعترض آخرين على حديث رئيس حزب الأمة القومي عن زج
منصور خالد قيادة الحركة الشعبية نحو تطلعات وهمية، و مازال الجدل قائما في الوقت الذي قارن فيه البعض بين نعي زعيم الأنصار لدكتور حسن الترابي واصفين نعيه بروح المحبة التي تكشف عن تقارب فكرى، و نعي دكتور منصور الذى و صفوه بأنه يحمل في طياته روح عداء.

و من خلال عملى المهني و بحثي عن حقيقة أسباب الخلاف بين الطرفين، علما بأن دكتور منصور خالد عمل في بداية حياته المهنية عمل كسكرتير الأميرالاي عبدالله خليل إلا أن بعض قيادات حزب الأمة وصفت تلك العلاقة التي ربطت بين الأميرالاي عبدالله خليل و منصور خالد بأن المرحوم في مسيرته السياسية إعتاد تسلق الأشجار الطويلة و هكذا كان عهده أيضا مع قرنق و نميري ، فالتاريخ يكشف أن دكتور منصور خالد رحمة الله عليه في أيام مايو كان شديد الهجوم على حزب الأمة و على الصادق المهدي زعيم الأنصار ، و قد فسر الأنصار هذا الهجوم بأن دكتور منصور خالد رحمة الله عليه و غيره من المثقفين المستقلين الذين أصبحوا محاميين لنظام مايو الديكتاتوري على حد وصفهم صاروا يطاردون و يهاجمون كل الولاءات السياسية الأخرى و كل رموز الديمقراطية خدمة لنظام مايو .

واصفين كذلك الذين انخرطوا في نظام مايو أنهم عملوا على بناء شخصية الطاغية، و أوهموا نميري بأنه الرئيس و القائد الملهم، و ساعدوه على مهاجمة الولاءات السياسية الأخرى، و من المعلوم أن كيان الأنصار مازال يتهم جهاز أمن نميري بأنه لم يكتف بمعادة حزب الأمة و قيادته بل خطط لإغتيال رئيسه إلى أن وصلت المعلومة لسكوتلاند يارد الإنجليزية فجاء الإنجليز لحمايته،و آخر ما قاله الرئيس نميري أنه لم يندم على شئ كندمه على عدم قتل الصادق المهدي .
.
و قد علل رموز حزب الأمة سابقا ذلك الهجوم من دكتور منصور خالد و أخرين بأنهم كانوا يهاجمون كل الولاءات السياسية الأخرى و كذلك كل رموز الديمقراطية لأنهم كانوا يبنون شخصية الطاغية، لذا وجهوا سهامهم ضد كل الرموز الديمقراطية على رأسها رئيس حزب الأمة القومي الذى قاد ديمقراطتين ،مدللين على ذلك بحديث السيد مرتضي إبراهيم في مذكرات سماها (مذكرات وزير ثائر)، و كذلك ما قاله عبدالكريم ميرغني هؤلاء الذين كانوا مع نميري من اليساريين لاحظوا أن المدنيين الذين إنخرطوا في تأييد نميري : منصور خالد، جعفر على بخيت هم أنفسهم اعترفوا بذلك على لسان جعفر بخيت لمنصور خالد :(هذا صنم صنعناه بأيدينا ثم عبدناه )، و اعتبر البعض أن هذا إعتراف أنهم عملوا على بناء شخصية الطاغية، و أوهموا جعفر نميري بأنه هو الرئيس القائد الملهم... إلخ و غيرها من العبارات، و بالتالي هم الذين ساعدوا جعفر نميري و نظام مايو على الهجوم على كل الولاءات السياسية الأخرى لكي يدعموا الفاشية التي يمثلها نظام مايو.

في ذات الوقت يذكر بعض قيادات حزب الأمة أن السيد منصور خالد عندما كان رئيسا لمجلس إدراة الصحافة كان هناك نوع من المناورات فعندما كان رئيس حزب الأمة القومي يكتب مقالا يقوم دكتور منصور خالد بكتابة مقال مضادا له، و غيرها من أساليب الهجوم المتعددة التي ظلت عالقة في ذهن الأنصار.

و صفحات التاريخ السوداني تذكر أيضا أنه عندما سقطت مايو و شكلت محكمة مدبري انقلاب مايو ،و كان المدعي العام المحامي ابكم استعان بمنصور خالد خاصةً في كتابه" النفق المظلم" في موضوع قرض ال ٢٠٠ مليون دولار، و استعان بمنصور خالد الذي جاء الي الخرطوم لمساعدة المحامي ابكم، و قد ذكر منصور أن وزير المالية الأسبق إبراهيم منعم كان على علم بقرض ال ٢٠٠مليون دولار، و أقترح عليه بهاء الدين إدريس وزير شؤون الرئاسة أن يكون نصيبه من القرض ١٠٪ و كذلك نصيب نميري، و لهذا سمي بهاء الدين إدريس مستر تن برسنت، و قام بعض رموز اليسار بمهاجمة منصور و المطالبة بمحاكمته و القبض عليه باعتباره واحد من السدنة، و تم تهريب دكتور منصور رحمة الله عليه ليلا من مطار الخرطوم.

و يذكر أن السيد إبراهيم منعم منصور مثل في هذه المحكمة شاهدا في ذات الموضوع لانه رفض نسبة ال ١٠٪.

و الجدير بالذكر أن زعيم الأنصار الإمام الصادق المهدي في هذا الشأن قد سبق له و صرح بأنه أكثر شخصية في العمل العام يعترف لها الجميع بأنه صاحب مبدأ صادق فيه لم يتغير، و هو ثابت على المبدأ الديمقراطي القومي، مؤكداً أنه لم يتغير في ذلك و موقفه مع جميع الطغاة الذين حكموا السودان أنهم عرضوا عليه المشاركة في السلطة كجعفر نميري الذي عرض عليه أن يكون نائبه و خليفته و رفض، قائلًا : لا يمكنني أن أدخل في أي شئ لا يقوم على تأسيس ديمقراطي.
و كان موقفه مع الرئيس المخلوع عمر البشير نفس الشئ حين عرض عليه المشاركة و المناصفة في السلطة، فكان رده : لن أشترك أبدا في أي نظام ديكتاتوري أو نظام سلب الشعب حقوقه.

و قد أجمع الكثيرون على عفة يد زعيم الأنصار في العمل العام و عدم مشاركته الأنظمة الإستبدادية رغم المغريات.

تابعونا للمقال بقية