دنقلا العجوز ولمدارسها حكايات ١/٢ بقلم عواطف عبداللطيف

دنقلا العجوز ولمدارسها حكايات ١/٢ بقلم عواطف عبداللطيف


04-22-2020, 03:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587567386&rn=0


Post: #1
Title: دنقلا العجوز ولمدارسها حكايات ١/٢ بقلم عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 04-22-2020, 03:56 PM

03:56 PM April, 22 2020

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




لا أعتقد أن بيت شعر طاف أركان المعمورة ووجد حظه من الحفظ والتداول أكثر من " قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا " ولكن هل طبق من حفظ معانيه بحذافيرها وهل رمزيته العميقة تنطبق علي كل من أمتهن هذه المهنة الشريفة ... معلمي دنقلا العجوز قرية القدار ووفقا لظروف العمل ولواقع المدارس الهالكة والبيئة البائسة فهم بهمتهم العالية يغالبون المستحيل ويجعلونه ممكنا يطوعون همتهم لتسكن ألف باء الحروف في عقول الجالسين علي كراسي الدرس أستحقوا أكثر وكثيرا من التقدير والتبجيل ما أن أكملنا جولتنا بمدرسة الأساس بنين التي تلاحقت صيانتها وتأهيلها عرجنا والشمس تتوسد كبد السماء للمدرسة الثانوية بنات برفقة مديرتها استاذة هدى أحد أعمدة التعليم في تلك النواحي فالاسرة المدرسية في عموم القدار يترابطون كالعقد المنظوم مكملين بعضهم بعضا يعملون في تراتيبية ونكران ذات وعطاء يتجاوز حدود السبورة والطباشيرة مستمدين أرثهم من عمق العلاقات المجتمعية العريقة بالقرية الموغلة جذورها في حضارات قديمة ...في منتصف المسافة لحقت بنا أستاذة أمنة مديرة مدرسة الاساس بنات لنعرج لمدرستها فاعتذرنا لها لحين ميسرة فأمنة مصطفى تقبض بالطباشيرة بيمناها و بمعول البناء بيسراها وسنحكي قصة صيانة مدرستها التي بداناها بالغاء آبار الحمامات الآيلة للسقوط ضمن هذه السلسلة من حكايات مدارس القدار
هدى والمهمومة لحد الوجع بطالباتها اقترحت ان تبدأ جولتنا بالداخلية أسرة هالكة تتراصص بعضها بعضا وسقفها المعروش بجريد النخيل المتأكل لا هو يحمي من هجير الشمس ولا من زمهرير البرد ولا تخلوا أروقة الداخلية من الهوام كالثعابين والعقارب ويبدوا ان السماء استجابت لأمنيات طالبات علم جئنا من اطراف القرى والحلال المجاورة بما تيسر لهن تاركين خلفهم هموم اسر ممتدة فلم يمضي وقتا طويلا إلا وتدفقت مساهمات كانت كفيلة ببناء قاعة واسعة وبمواصفات متعددة الاستعمالات كمكتبة وللانشطة اللاصفية ولحفظ القرأن واجراء المسابقات ما حرض آخرين من أبناء المنطقة الخلص لانشاء قاعة اخرى أكثر حداثة لتناول واعداد الطعام ولتكتمل المنظومة اوقفنا عربة بك آب كأسعاف لطالبات الداخلية حيث يتعذر أحيانا الوصول للشفخانة ولاستجلاب احتياجتهن من المواد الغذائية والكتب المدرسية لتتواصل الجهود في أكبر مشروع لصيانة وتأهيل كل مدارس القدار بدنقلا العجوز والتي وصلت لخمس مدارس هي الان انموذج ليس في فصولها وقاعاتها ولكن بما تحققه من نتائج في الامتحانات والتي نحسب ان الروح المعنوية للاسرة المدرسية ودعم الاهالي اللذين انتظموا في برامج النفير والتنافس الايجابي لحض الهمم و لسد الثغرات وتكملة النواقص ولعل تغيير اثاثات مكاتب المعلمين بمدرسة الاساس بنين كانت واحدة من اشراقات هذا المشروع النابض بالحيوية والنشاط نفض الغبار عن مفردة النفير التي كادت ان تغبر في وقت يحتاج كل الوطن لتتمدد أيادي ابناءه جنبا الى جنب الجهود الرسمية ويبقى للحكايات بقايا وتبقى المدرسة هي قاعدة الامم للانطلاق للامام كما المعلم يكاد يكون رسولا .
عواطف عبداللطيف
اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
[email protected]