الثورة لا تنجح بالتمنيات وبطيب الكلام يا عبدالله حمدوك.. بقلم عبدالغني بريش فيوف

الثورة لا تنجح بالتمنيات وبطيب الكلام يا عبدالله حمدوك.. بقلم عبدالغني بريش فيوف


04-21-2020, 08:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587496015&rn=1


Post: #1
Title: الثورة لا تنجح بالتمنيات وبطيب الكلام يا عبدالله حمدوك.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 04-21-2020, 08:06 PM
Parent: #0

08:06 PM April, 21 2020

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





مرّ أكثر من عام على نجاح الثورة السودانية واقتلاع نظام الإبادة الجماعية، وتسع أشهر على تكوين وتشكيل حكومة الأفندي عبدالله حمدوك، وأهداف الثورة لم تتحقق ولو جزء منها -سيما إذا عرفنا أن الثورة هي"الانقلاب الكامل على الوضع أو النظام القائم، والإمساك بزمام مواطن القوة الباطشة فيه، ثم السيطرة على مكامن القوة الناعمة التي تحميه".
نعم، لم تتحقق حتى الآن أي من أهداف الثورة من حيث القضاء على جميع قيادات الصف الأول للنظام السابق، ولم يتم تطهير عوامل قوة النظام الباطشة مثل: قيادات الجيش، قيادات المخابرات، قيادات الأجهزة الأمنية الأخرى. هذه المحاور الثلاثة، كانت الارتكاز للقوة الباطشة للنظام السابق، والتي بها قهر الشعوب السودانية لثلاثين عاما، وبها حمى نفسه..
حتى الآن وبعد مرور عام على الثورة، لم تطيح حكومة عبدالله حمدوك بالقيادات المذكورة اعلاها، ولم تفرغ النظام البائد من عوامل قوته، وإحلال قيادات ثورية حقيقية جديدة محله.
كانت انظار جميع السودانيين تتجه نحو عبدالله حمدوك لبدء عملية هدم قوى النظام السابق، وبناء قوى ثورية جديدة. هذه العملية انما تتطلب السرعة القصوى لإنجازها، فأي تردد أو خوف أو شك يعني انهيار الثورة، فالأمر أشبه بـحيوان متوحش تريد ذبحه، فإما أن تقضي عليه أو يستفيق هو فيفترسك بلا رحمة.. لكن ما حدث كان مخيبا للآمال وتطلعات السودانيين، حيث لم يستعجل السيد حمدوك عملية هدم قوى النظام السابق، بل تردد وما زال يتردد حتى استفاقت هذه القوى ونظمت نفسها لتعود إلى الساحة السياسية وتملأ الشوارع بالتظاهرات والاحتجاجات، مستغلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
الثورة هي لحظة فارقة وأي خطأ في حساباتها، وأي تهاون في تفويت فرصتها يعني أنها انتهت أو في طريقها للإنتهاء، ويبدو أنها -أي الثورة السودانية فعلا الى نهايتها المأساوية لتقاعس تحالف "قحت" والسيد عبدالله حمدوك رئيس الوزراء في اتخاذ القرارات الثورية المطلوبة لتجفيف منابع قوة النظام السابق والبدء في بناء دولة سودانية تعكس شعارات وقيمّ الثورة.
نعم، يُخبرنا التاريخ أن خطأ واحد في حساب القيادات التي تقود الثورة قد يُفشل الثورة كلها، وإن فتور الثورة في لحظة ما قد يُفشلها كذلك، وعليه لابد للقيادات الممثلة للثورة أن تكون مفعمة بالروح الثورية، ومؤهلة للقيادة الثورية، ومؤمنة إيمانا خالصا وكليا بما يجب أن تقوم به، وقادرة على حشد الشعب، والمضي به نحو تحقيق الأهداف الكاملة للثورة.
نحترم السيد عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان كموظف دولي عمل في منظمات دولية واقليمية مختلفة، لكنه فشل حتى الآن وتقاعس عن تحقيق أهداف الثورة بعد مرور أكثر من عام على نجاح الثورة، إذ أنه يريد أن يكون توافقيا -أي "جمع الكل" على طاولة واحدة، لكن الثورة الحقيقية لا تحتمل التوافق، انما تسير قدما بالقوى التي أحدثتها، دون التفات لقوى الارتداد والرجعية.
الشعوب السودانية لا يمكنها أن تظل ثائرة، ولا تستطيع وليس في مقدرتها، وعليه على السيد عبدالله حمدوك قبل أن ينقلب عليه الثوار، القيام بالآتي:
1/استعادة ملف السلام إليه وتعيين شخصيات ذات خبرة في مجال فض النزاعات والحروب، إذا كان حمدوك يرى في إحلال السلام أحد أبرز الملفات على طاولة حكومته.
2/يجب عليك شخصيا تولي ملف الاقتصاد والمال، لأنك الخبير في هذا المجال، أما تركه هكذا لأشخاص لا علاقة لهم بهذا الملف ستتحمل أنت اخفاقهم وفشلهم فيه.
3/يجب عليك استكمال أجهزة المرحلة الانتقالية بتعيين الولاة المدنيين وتكوين المجلس التشريعي دون التفات للإزعاج الذي تحدثه الجبهة الثورية الوهمية وللعراقيل التي تضعها أمامك.
4/يجب القضاء على جميع قيادات الصف الأول للنظام السابق وتطهير عوامل قوته الباطشة مثل: قيادات الجيش، قيادات المخابرات، قيادات الأجهزة الأمنية الأخرى.
أعلاها هي بعض النقاط التي يجب على السيد حمدوك تطبيقها فورا حتى يستطيع استعادة ثقة السودانيين فيه وفي حكومته المترنحة. فالأوطان كما يقول د.أحمد الربعي، "لا تبنى بالخطب الحماسية، بل بالخطط الخمسية، ولا تبنى بالبحث عن متآمرين خارج الحدود، بل بالنظر في مرآة ذواتنا والاعتراف بأننا مخطئين. هكذا عقول مستنيرة تدير حكومات ناجحة، من خلال إحياء الضمائر الميتة، والاستعانة بإدارة صادقة قوية تستطيع أن تواجه التحديات المقبلة، لا بالتحريض والعناد".
على السيد حمدوك تقدم الصفوف وطرح برنامج واضح لهذه المرحلة العصيبة من عمر الثورة، واجبار وزراء حكومته على تنفيذه فورا لإنقاذ ما يمكن انقاذه. أما أن يتفرج حمدوك والوضع الاقتصادي والمالي يتدحرج نحو الهاوية.. وأن يتفرج والمكوّن العسكري يعبث بملف السلام في جوبا، فإنه سيدخل التأريخ كأفشل وأضعف رئيس وزراء سوداني دون منازع، فالنجاح لا يقاس بالمكانة التي يتبوأها المرء في حياته، بل يقاس بما قدمه وبالصعاب التي تغلب عليها.