حميدتي....#٠ (١- ٣) بقلم المهندس مصطفي مكي العوض*

حميدتي....#٠ (١- ٣) بقلم المهندس مصطفي مكي العوض*


04-21-2020, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587490658&rn=0


Post: #1
Title: حميدتي....#٠ (١- ٣) بقلم المهندس مصطفي مكي العوض*
Author: مصطفي مكي العوض
Date: 04-21-2020, 06:37 PM

06:37 PM April, 21 2020

سودانيز اون لاين
مصطفي مكي العوض-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




*بسم الله الرحمن الرحيم*


اكتملت سيطرة دولة الحكم الثنائي علي السودان في العام ١٩٢٠ بعد اكثر من عشرين عاما قضتها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في تشكيل السودان بحدوده الجغرافية والاجتماعية والسياسية التي تعارفنا عليها بعد ذلك
وكعادة الانجليز اتقان صنع ما يريدونه وهو ليس بالضرورة الصواب ولكن هو ما يلبي حوجتهم كمستعمر واهم سمات التركبية المجتمعية والسياسية لسودان ما بعد ١٩٢٠ هي انها عصية علي التغيير وهو شعور ظل ملازما للشخصية السودانية حتي الان فهي لا تتقبل التغيير وتعيش مع واقعها كثوابت ومسلمات غير قابله للنقض او حتي التعديل.
خرج المستعمر بعد ذلك في اعقاب الحرب العالمية الثانية ولكنه ابقي منظومته التي بناها عبر السنين باقية وهي منظومة مثقوبة وبها خلل بنيوي يتمثل في عقليتها ذات التفكير الأحادي وانسداد افقها مما افرز صراع المركز والهامش والاختلال التنموي والفجوة بين الريف والمدينة وغيرها من الثغرات التي شكلت بعد ذلك ارقا وجرحا سالت منه دماء ذكية من ابناء الشعب السوداني ومع امكانات السودان وموارده الهائلة شكلت بقايا المنظومة الاستعمارية حجر عثرة في تقدم السودان وتطوره
ولعل اكبر عبء تركه الانجليز علي كاهل الشعب السوداني هو هذه النخبة التي قال عنها المفكر الكبير منصور خالد بانها مدمنة للفشل وقد صدق وانا لا اميل لتخوين هذه النخبة ولا اعتقد ان لها عمق اثني او منهج سياسي معين هذه المنظومة تتكون من مختلف الاثنيات وكل الوان الطيف السياسي من اقاصي اليمين الا اطراف اليسار بل اعتقد انها او معظمها مخلص ومحب لبلده ولكنها نخبا صنعت واطرت للقيام بادوار معينة وبرمجت علي طريقة معينة في التفكير تتوارثه ولا تعطي نفسها فرصة ان هناك اخر سواء كان هذا الاخر شخص او فكرة او رؤية خارج اطار ما هو متعارف عليه بينها.
سبعينات القرن الماضي شهدت بوادي دارفور ميلاد طفل سيكتب له الله دورا مهما وحاسما في تاريخ السودان وربما غير مجري تاريخ بلد ظل لمائة عام يسير في مسار دائري تدور حلقاته في فراغ عريض ويعيش انسانه بؤسا وشقاء وفقرا وهو يمشي علي اغلي كنوز الارض
اراد الله لهذا المولود ان يعيش حياته في اولها مثله مثل اقرانه من ايناء البادية حيث يبدا الطفل في الخلوة ليتعلم علوم القران واللغة وقبلها الادب مما يشكل شخصية الطفل بعد بذلك ولعل الظروف التي عاشتها بوادي دارفور في ثمانينيات القرن الماضي ساهمت في صغل وتقوية شكيمة الشاب محمد حمدان الذي تضعه الاقدار بعد اكثر من ثلاثين عاما في صدر الاحداث في بلد لا يقبل الا ما هو متعارف عليه علي ما لهذا المتعارف عليه من ثقوب وعيوب.
ولعل من اسباب النجاح التي لازمت السيد محمد حمدان دقلو الذي اشتهر بعد ذلك بحميدتي انه جاء من خارج المنظومة التي توارثت القشل لذلك جاء بذهن مفتوح وقلب نقي لا يحتويه قالب او ياطره اطار الا الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها .
اغسطس ٢٠١٣ شكل نقطة تحول كبيرة ليس في مسار السيد حميدتي فحسب بل في مسار الحرب الاهلية التي استعر اوارها في السودان منذ العام ١٩٥٥ بتمرد توريت المعروف ولم ينطفئ الا لبضع سنوات بعد اتفاقية اديس ابابا بين الرئيس نميري وجوزيف لاقو في العام ١٩٧٢ لتندلع مرة اخري في العام ١٩٨٣ بقيادة الدكتور جون قرنق الذي كون ما عرف بعد ذلك بالحركة الشعبية لتحرير السودان لتستعر بعد ذلك وتمتد الحرب لمعظم اطراف السودان في الشرق والغرب والجنوب الشرقي ووصلت حتي عمق السودان فيما عرف باحداث امدرمان كل هذه الحروب دفع ثمنها مئات الالاف من المدنيين موتا وتشريدا ونزوحا وهجرة طيلة هذه الحروب ظل المتقاتلين من الطرفين يقحمون المدنيين طرفا في الحرب .
بعد انشاء قوات الدعم السريع في العام ٢٠١٣ تغيرت المعادلة اصبحت المصادمة مباشرة بين حملة السلاح والقوات الاخري بما احدثته قوات الدعم السريع من تكتيك حربي جديد اخرج المدنيين من معادلة الحرب وبذلك افقد حملة السلاح اكبر كروت الضغط
بل ان قوات الدعم السريع نجحت في تحقيق استقرار غير مسبوق في مناطق النزاعات في دارفور وشرق السودان وعاش انسان هذه المناطق حياته الطبيعية في قراه بعد معاناة امتدت اعواما كثيرة علي الرغم من انه مازال هناك الكثير لانجازه مثل عودة النازحين واللاجئين الا ان ما انجز عملا خرافيا لا يقلل منه الا جاحد
اهم ما ميز الدعم السريع انها تقاتل بشعور وطني مجرد بدون خلفيات عقدية او اثنية وهذا ما ساهم في اسكات البنادق بعد عامين فقط من انشائها
لعل ما انجزته قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي لم يجد حظه من التوثيق والنشر ولعل الاعلام النمطي والمأطر لا يريد الا ان ينظر من خلال مايريده لا ما يراه...
نواصل.......