كيف تحول العموريون لمجموعات واختفي اسمهم في التاريخ بقلم Tarig Anter

كيف تحول العموريون لمجموعات واختفي اسمهم في التاريخ بقلم Tarig Anter


04-18-2020, 11:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587250190&rn=0


Post: #1
Title: كيف تحول العموريون لمجموعات واختفي اسمهم في التاريخ بقلم Tarig Anter
Author: Tarig Anter
Date: 04-18-2020, 11:49 PM

11:49 PM April, 18 2020

سودانيز اون لاين
Tarig Anter-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تقول روايات اكاديمية غريبة سائدة ان العموريين كانوا شعب وقد اختفي هذا الشعب. تماما مثل فرية ان العرب اصبحوا بائدة وظهرت عاربة ومستعربة. الأموريون أو العموريون أو العمورو وباللغة السومرية المارتو بالتأكيد لم يختفوا لانه لايمكن لاي شعب ان يختفي. وورد ذكر الأموريين في المدونات القديمة في الألف الثالث قبل الميلاد. وهناك دلائل تشير إلى ازدياد عددهم واشتداد خطرهم على بلاد بابل منها أن "شوسين" ملك أور (2036 – 2028 ق م) أقام سوراً دفاعياً ليحمي البلاد من هجماتهم.

ومن الارجح ان الاكاديين المجهولي الهوية والعاصمة الذين حكموا سومر 180 عام فقط من 2334 الي 2154 ق م هم ايضا عموريين واسقطهم السومريين وتحرروا منهم. ثم جائت سلالة أور الثالثة وهي سومرية أسسها في مدينة أور الأمير الشهير أور نامو ولها خمسة ملوك حكموا أكثر من مائة سنة (2111 – 2006 ق م). اشتهرت هذه السلالة بتعمير البلاد وإعادة اللغة السومرية للتداول بعد أن نافستها اللغة الأكدية. وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدماً محسوساً ونالت أور القسط الوافر من العناية حتى أصبحت قبلة الشرق القديم وقد دون في هذه الفترة كثير من الأخبار التاريخية القديمة وقصص التراث.

مرثاة أور هي مرثاة سومرية ألفت بعد تدمير مدينة أور على يد عصابات الخيالة التركمنغول قادمة من عيلام بالشرق اي ايران بعد غزوها. وتبكي وتتحسر المرثاة علي الخراب ونهاية حكم السلالة الثالثة للمدينة (2000ق.م). ويعتقد ان غزو التركمنغول لسومر قد تم بعد ان انضمت لتلك العصابات مرتزقة المشاة العموريين من الغرب. وهذا يفسر عودة اللغة الاكادية بعد الاحتلال.

سقطت أور الثالثة علي يد السلالة البابلية الأولى التي تسمى أيضاً البابلية القديمة او البابلية الأمورية 1894 – 1531 ق م التي عادت واستخدمت اللغة الاكادية لكنها لم تكن من العموريين بالكامل. والقول بانها عموريين بالكامل يعتبر تدليس تاريخي. فبعد سقوط سلالة أور الثالثة بيد العلاميين ومرتزقة وانسحاب العيلاميين سقطت اراضي حضارة سومر بيد مرتزقة عموريين ولكن ظل الحكام في السومريين. ولذلك حمورابي ملك بابل بين 1792 - 1750 ق م هو ليس عربي او عموري كما يقال.

وتكونت للبابلية الاولي عدة دويلات في مدن مختلفة احداها في إيسن والأخرى في لارسا والثالثة في بابل واستقلت أوروك وأشنونا وآشور. كما حكم في مدينة ماري سلالة مستقلة وكان النزاع على الاستئثار بالسلطة على أشده بين هذه الدويلات واستمر نحو قرن حتى انتهى بانتصار مدينة بابل في زمن ملكها السادس حمورابي الذي قضى على سائر الامراء وضم مدنهم إلى مملكة موحدة حكمت الشرق الأوسط بأسره وعرفت بالمملكة البابلية القديمة.

لاشك ان العموريين هم بدو صحاري سوريا والاردن وسيناء والعراق وقد انتهزوا فرصة غزو عصابات خيالة تركمنغولية علي عيلام ومنها لسومر للتحالف معهم والسيطرة علي البابلية الاولي. وشجع هذا الانتصار تحالف الخيالة التركمنغول ومشاة مرتزقة العموريين للتوسع غربا وغزو كمت عام 1630 ق م. وتم لهم احتلال شمال كمت حتي طردهم احمس الاول عام 1523 ق م.

وبعد طرد الهكسوس غزت عصابات تركمنغول مع عموريين بابل مرة اخري واقاموا الكيشيون وهم الهكسوس (تركمنغول مع عموريين) بعد ان اسقطوا وأحتلوا دولة بابل الأولى من 1531 إلى 1155 ق م. كما غزا تركمنغول وعموريين الاوغاريت في الشمال التي كان تواجدهم السابق فيها باسم الاراميين واقاموا الميتاني خلال نفس الفترة من 1500 الي 1300 ق م.

العموريين كشعب نتيجة ارتزاقه وتحالفه مع عصابات خيالة تركمنغول شرق اسياوية وتحولوا من بدو الي مجموعات اخري غزت كل المنطقة. فاختفي اسم العموريين واصبحوا مكون الجند المشاة في البابليين والكيشيون في الشرق والاراميون في الشمال والاعراب في الجنوب والهكسوس في الغرب. وتحالف التركمنغول والعموريين اخترع اليهود في بابل عام 580 ق م.

موضوع اختفاء العموريين هو دليل اخر يؤكد ضعف منهج المراجع. فلو تتبعنا مصدر المصدر وصولا الي المصدر الاول سنجد في اغلب الاحيان المصدر الاول يعتمد علي خرافة او كذب متعمد او سؤ فهم بدون ادلة حقيقية. ولكن لان المصدر الاول صنعت له مصداقية غير مبررة ونقلها شخصيات يعتبروا لاي سبب موثوقين فان هذا الاسلوب من التوثيق يقودنا الي باطل.

وكامثلة لضعف العمل الاكاديمي المتبع يمكن ذكر نظريات هجرات الشعوب كما لو انهم طيور و كتابات ابن خلدون و تفاسير قصص الخلق والطوفان وبني اسرئيل. وحتي دراسات اصل اليهود وقواعد علم المورثات وتقسيمات الحامية والسامية وحتي اصل الهكسوس وتواجد بني اسرائيل في كمت ونزول التوراة في سيناء واعتبار الاعراب عرب والقول بالاصل الواحد للبشرية وتسمية الرسالات باديان وفرية العرب البائدة والعاربة والمستعربة واساطير قحطان وعدنان وللكمتيين عدة آلهة. ستجد لكل هذه التراهات اطنان من المصادر والمراجع والتوثيق مما يطعن في منهج التوثيق الاكاديمي الحالي.