نصيحتي للكيزان,, بقلم إسماعيل عبد الله

نصيحتي للكيزان,, بقلم إسماعيل عبد الله


04-18-2020, 03:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587221555&rn=1


Post: #1
Title: نصيحتي للكيزان,, بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 04-18-2020, 03:52 PM
Parent: #0

03:52 PM April, 18 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر





ما تناقلته وسائل الاعلام عن المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي خطط لها الزواحف, تعيد إلى ذاكرتنا المحاولة التي أفشلها الكيزان في العام الأول من حكمهم, والتي ذبحوا فيها ثمانية وعشرين ضابطاً من خيرة ضباط القوات المسلحة, فلماذا لم تقم حكومة هذه الثورة المجيدة بالتعسف والقسوة واستخدام القوة المفرطة وإعدام من قاموا بهذه المحاولة الزاحفة والفاشلة؟, الإجابة بسيطة وسهلة, وهي أن الناس الآن ينعمون و يعيشون تحت ظل مناخ الحريات التي جلبتها ثورة ديسمبر, لا يريدون أن يعيدوا عهود ذلك الظلام الدامس (عهود أحكام قراقوش البشيري), فكل المجرمين سوف يحاكموا و إن طال زمان الاجراءات, هذا بحكم وعود رموز العهد الجديد يوم الخميس الماضي عبر البرنامج الحواري الذي أجراه المدير الجديد للتلفزيون معهم.

ثاني (دقسات) البشير هي إنشاء ترسانة عسكرية خارج إطار العقيدة الجهادية للجبهجية (جهاد نصر شهادة) , وكان لابد له من فعل ذلك لأنه أصلاً و فصلاً لا يؤمن بمباديء كتاب الحركة الاخوانية المتأسلمة و (المتشعبطة في الاسلام المسكين) , بحكم أنه في الأساس بعثي الهوى ونهل من كتاب ميشيل عفلق, ولو لا ذلك لما انقلب على شيخه و أبيه الروحي (افتراضاً) حسن الترابي, هذه البكائيات الزاحفة التي نسمعها و نشاهدها هذه الأيام فرّطت في شيخها الجليل في العام الف وتسعمائة وتسعة وتسعين, ولفظته في ذلك العام الخاتم للألفية الثانية.

أولى (دقسات) المشير تمثلت في إقصاء عرّاب الإنقلاب الذي أتى به رئيساً لمجلس قيادة الثورة و من ثم رأساً للدولة السودانية في حين غفلة من الزمان, فعل ذلك طمعاً في الاستحواذ على الكرسي و خوفاً من المجلس الأربعيني لجماعة الهوس الديني, وانصياعاً للهواجس الجهوية التي كانت تغالب نائبه الأول المحامي علي عثمان محمد طه, الرجل الذي يكن حقداً دفيناً لزملائه في التنظيم من ابناء الأقليم المنكوب, و الذي تمكن من الانتقام منهم فرداً فرداً (بولاد,علي الحاج,خليل) بعد أن دانت له الأمور السلطوية, وبعد أن أخرج شيخه من حلبة صراع السلطة و الثروة.

لو كان يعلم الكيزان أن إنشقاقهم عن شيخهم في العشرية الأولى من حكمهم, سوف يمهد لطريق طويل من الحروب والمعاناة التي أسست لبذرة فنائهم واندحار تنظيمهم الشرس و زوال سلطلتهم المغتَصَبة, لما أقدموا على تتويج علي عثمان نائباً أولاً للبشير, ولقبلوا بأن يقودهم الدكتور علي الحاج محمد (الفريخ) بحسب وصف رئيسهم العنصري المغرور لأخصائي طب النساء والتوليد القادم من مدينة نيالا , لكنه المنهج المنحرف فكراً و سلوكاً والذي حمل أسباب فنائه في جوفه.

النصيحة التي وددت توجيهها لكم أيها الكيزان, هي أن تعلموا بأن الكذب و التضليل لا يمكن أن يصنع حزباً و لايمكن أن يبني دولة, وأن العنصرية و الجهوية التي اشعلتم نارها في جميع أركان القطر السوداني عبر شعبة القبائل في جهاز أمن (قوش), لن تضمن لكم الاستمرار في الامساك بمقاليد حكم شعب نبيل مثل الشعب السوداني, و الدليل على هذا هو تمرد ولدكم الذي جيشتموه لكي يسحق الجيوش المتمردة على حكمكم الظالم في دارفور, فعلتم ذلك على أساس منحرف وناشز وهو الاستقطاب العرقي والقبلي و الجهوي, وفي الاخر وقف هذا الابن البار بشعبه مع صف الثورة و أعاد إلى ذاكرتكم مضمون الحكمة القرآنية التي لم تتدبروها و لم تتيقنوا معانيها والعبرة منها في تلك العلاقة التي جمعت سيدنا موسى بفرعون,

فلا تتعبوا وتجهدوا أنفسكم في الركض والعناء من أجل سلطة لم تحافظوا عليها بالصدق والأمانة, ففسدتم و أحببتم الدنيا التي غششتم بها الناس كذباً وقلتم أنها لا تمثل مبلغ علمكم, عندما هتفتم (لا لدنيا قد عملنا), لقد علم خطاياكم ونواياكم الجنين في بطن أمه, فالتبحثوا لكم عن مخبأ تختبئون داخله و لتعملوا جاهدين على خلع جلد الأفعى السامة التي هتكت الأعراض و دنست البلاد, فالمستقبل ليس لكم فيه من حظ والدين له رب يحميه, و الكذبة التي بدأتم بها عهدكم (الرئيس و الحبيس), قال عنها رسولنا الكريم في حديث من احاديثه الموثقة أن المؤمن يزني و يسرق ويقتل النفس, ولكنه لا يكذب.

أكثر ملة قراءة للقرآن الكريم و أعظمها جهلاً بآياته و توجيهاته هي هذه الملة الكيزانية المنحرفة, قال تعالى لاتأكلوا مال اليتيم, فأكلوا أموال اليتامى والمساكين والفقراء والغارمين وابناء السبيل والمؤلفة قلوبهم عبر مؤسسة النصب والاحتيال المسماة ديوان الزكاة (واسألوا الفادني إن كنتم شاككين), قال تعالى (لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق), فخالفتم تعاليمه و قتلتم الأنفس البريئة دون وجه حق كما اعترف و وثق لذلك كبيركم الذي علمكم القتل والسحل في إحدى تجليات أماسيه الرمضانية, وقال رب العزة والجلال عن عباده المؤمنين (والذين لا يزنون), ففعلها المجرمون من رموزكم من عضوية المؤتمر الوطني في نهارات الشهر الفضيل.

على الكيزان أن يحذروا غضبة الحليم و أن يقبعوا في جحورهم, قبل أن تتحرك المواكب, وهذه المرة إن تحركت فسوف يحدث الدوس الحقيقي و(الفجخ والفجغ) الذي لم يحدث حتى هذه اللحظات بحكم توجيهات ولاة الأمر الجدد, ووقوفهم حائلاً بين الشباب الجسور المقاوم و بينكم.


إسماعيل عبد الله

[email protected]