الجنرال الثائر عمر محمد عبدالمجيد فى ذمة الله بقلم رائد/م/د/يوسف الطيب محمدتوم

الجنرال الثائر عمر محمد عبدالمجيد فى ذمة الله بقلم رائد/م/د/يوسف الطيب محمدتوم


04-17-2020, 00:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587079623&rn=0


Post: #1
Title: الجنرال الثائر عمر محمد عبدالمجيد فى ذمة الله بقلم رائد/م/د/يوسف الطيب محمدتوم
Author: يوسف الطيب محمد توم
Date: 04-17-2020, 00:27 AM

00:27 AM April, 16 2020

سودانيز اون لاين
يوسف الطيب محمد توم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:( نَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً)الأية23سورة الأحزاب
حقاً أخى عمر قائدنا الهمام الشجاع لقد صبرت على البأساء والضراء ،وكنت دوماً تتوشح بعزة النفس والصدق والوفاء،كما كنت كذلك مطمئناً وتزرع الطمأنينة فى نفوسنا ،بأن النصر أتٍ لا محالة ،وأن عهد الظلم سينقشع وسيقذف به الثوار فى مزبلة التاريخ، وتعلمنا منك كما تعلم الكثيرين من ضباطك وزملاءك وجنودك بأن لا يخونوا عهودهم مع الله،ومع أفراد مجتمعهم الصغير والكبير،وألا ينقضوا عهدا أبرموه من قبل،حتى لا تلين شوكتهم وتضعف شخوصهم أمام الأخر،كما علمتنا ألا نبدل مبادئنا التى توصلنا إلى غاياتنا النبيلة،وأن نكون دوماً كالجبال شموخاً وثباتاً أمام أعتى الرياح والسيول.
غيب الموت عنا صباح الأربعاء الماضى،الرجل الثائر،والجنرال الجسور،المرحوم والمغفور له بإذن الله عمر محمد عبدالمجيد،والذى توفىً لرحمة مولاه،بضاحية الجريف غرب،وذلك بعد أدى صلاة الفجر،فهذا الرجل العظيم ليس عزيزاً على ربه،فقد كتب الله أن يتم أجله فى هذا اليوم الذى توفىً فيه،ولكن برحيله هذا قد ترك فراغاً واسعاً لا يمكن،أن يملأه أحد،فهذا الرجل المثقف ،كان أول معرفتى به قبل عشرين عاماً،حيث كنا نلجأ إليه من بعد الله ،لنأخذ من معرفته الواسعة،بكيفية مجابهة نظام الإنقاذ الظالم،ولكن صلتى زادت به قرباً فى السنوات الأخيرة من حكم المخلوع البشير،إذ كنا نجتمع فى مكتب الأستاذ الكبيرأحمد أبقسى -المحامى -بالخرطوم ،وأيضاً مكتب الباشمهندس المفكر والثائر منصور عمر بخيت،بالخرطوم أيضاً،وكان الحضور دوماً من جهابذة جنرالات الجيش وقادته السابقين والمميزين بأدائهم وقوة شخصيتهم وشجاعتهم ومصادمتهم الموثقة ضد النظام البائد،ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:(الفريق هوارى،اللواء أبوالعوض،العميد صلاح الأمير،العميد أحمد إدريس،والعميد غرباوى،والعميد السر محمد سعيد،والعميد خيرى،العميد على حمدان كير،والعميد شرف الدين،والعميد محمد جدعة،والعميد طارق عجول،والعميد صديق محمد ادم،العميد د.يحيى ،والعميد يحيى السيد مكى ،العميد الصادق البدوى،والعميد تاج السر،والعميد أدم عيسى،والعميد حسن سعيد ،العميد عماد عوض ،المقدم اسامة سكران،العقيد خالد الطيب،والمقدم شمس الدين محمد،والمقدم محمد عبدالرحمن،والعميد طارق سوركتى،والباشمهندس البلتاجى والباشمهندس خالد،المقدم وليد عوض ،والنقيب بلدو،وغيرهم من قادة الجيش والذين كان لهم قصب السبق فى مواجهة ومصادمة النظام البائد،حتى زواله ،وعندما يتحدث فقيدنا العظيم أمام هذا الجمع الكريم عن العسكرية،تسمع منه من المعلومات مايذهلك ويدهشك عن تاريخ الجيش السودانى المشرق،وكذلك تواريخ معظم جيوش العالم،مع تناوله لأحدث أنواع الأسلحة وبمختلف مسمياتها حديثها وقديمها،وعندما يتكلم عن القانون تحسب أن هذا الرجل الكشكول،قد درس علم القانون فى جامعة أُكسفورد،ومارسه فى المحاكم البريطانية،وعندما يتكلم عن السياسة بصفة عامة،ويدلف بتخصيصها لواقعنا السودانى،ويخوض فى أسباب فشل الأحزاب السودانية فى إقامة دولة المؤسسات ،ومقترحاته لقيام أحزاب قوية تؤمن بالديمقراطية وسيادة حكم القانون،تظن أن هذا الرجل الفذ كان سياسياً وممارساً لها
لفقيدنا العظيم الكثير من الأعمال البطولية عندما كان يعمل بالقوات المسلحة-سلاح المهندسين،فقد كان مثالاً يحتذى فى قيادته للضباط والصف والجنود،من حيث العدل بينهم،وإيجاد الحلول لمشاكلهم، وقد قام بأكثر من محاولة إنقلابية ضد نظام نميرى من أجل إعادة الديمقراطية وحكم المؤسسة،كما أنه أعتقل عدة مرات فى عهد الرئيس المخلوع عمر البشير،وذلك لمعارضته لسياسات نظام البشير الفاشل،وقد شارك بقوةٍ مع زملائه من ضباط الجيش المتقاعدين والمفصولين تعسفياً فى ثورة ديسمبر المجيدة،إلى أن توج الحراك الثورى بإقتلاع النظام الفاشى وبحمدالله قد كحل عينيه بشجاعة الثوار الشباب من الجنسين،ورأى بطولاتهم وصمودهم وتضحياتهم وإستشهادهم من أجل سودانٍ حرٍ موفور الكرامة،وقد كانت أخر أعماله،تعيينه فى اللجنة الخاصة بإنصاف الضباط والصف والجنود المفصولين من القوات المسلحة ،وقد كنا نجلس معه الساعات الطوال لمناقشة هذه القضية،وكانت وجهة نظره صائبة وسديدة 100%،بأنه لابد من إستبعاد القانون الذى تم به فصل هولاء الأفراد الأوفياء ،وأن تعمل اللجنة وفقاً لإجراءات العدالة الإنتقالية،والتى تعتمد على مبادئ العدل والمساواة،مع إستبعاد القوانين الجائرة التى فصلها النظام البائد،لتشريد الكفاءات وغير الموالين له ،نسأل الله العلى القدير أن يسكن فقيدنا العظيم فسيح جناته،وأن يصبر أسرته المكلومة،ويوفق زملائه من الضباط والصف والجنود ،فى مواصلة مسيرته من أجل إسترداد دولة القانون أولاً،وإستعادة الحقوق المسلوبة ثانياً.
وبالله التوفيق
رائد/م/د/يوسف الطيب محمدتوم
المحامى-الخرطوم