تلك الأيدي التي تحكم البلاد في الظلال والخفاء !! بقلم الكاتب السوداني /عمرعيسي محمد أحمد

تلك الأيدي التي تحكم البلاد في الظلال والخفاء !! بقلم الكاتب السوداني /عمرعيسي محمد أحمد


04-16-2020, 09:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587024436&rn=0


Post: #1
Title: تلك الأيدي التي تحكم البلاد في الظلال والخفاء !! بقلم الكاتب السوداني /عمرعيسي محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-16-2020, 09:07 AM

09:07 AM April, 16 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

تلك الأيدي التي تحكم البلاد في الظلال والخفاء !!

البرهان ورفاقه مجرد أسماء في القائمة لاستفاء الشروط .. وأعضاء مجلس السيادة مجرد أسماء مكملة لاحترام البرتوكول .. والسيد عبد الله حمدوك ووزرائه مجرد أوهام لذر الرماد في العيون .. فهؤلاء جميعاُ نجدهم يدعون الأهمية عند اللزوم .. ولكن في أرض الواقع وعند الحقيقة نجد هؤلاء لا يحكمون السودان بذلك المعنى المفهوم في القواميس والمعاجم !.. بل هنالك حكومة أخرى في الظل هي التي تدير البلاد بالكيفية التي تشاء .. وهؤلاء الضعفاء في ( القائمة السوداء ) قد اكتفوا بالمظاهر وبالمزايا التي نزلت عليهم من السماء بفضل شعب سخي كريم .. شعب يضحي كل مرة ثم يخرج من المولد دون حمص كما يقال .. شعب تعود أن يعطي ثمار جهده لآخرين دون أن يتأكد من مقدرات هؤلاء الآخرين .. تعود أن يزرع الدموع والدماء ويضحي بالأرواح الغالية ليحصد الويلات والأوجاع في نهاية المطاف .. حصاده دائماُ ذلك الهباء في أعقاب الانتفاضات !!.. فذاك حصاده الذي ضاع سداُ في أعقاب تلك الانتفاضة الأولى .. وذاك حصاده الذي ضاع سداُ في أعقاب تلك الانتفاضة الثانية .. واليوم نرى حصاده يضيع سدا بنفس المنوال في أعقاب الانتفاضة الثالثة !.. فدائماُ وأبداُ فإن انتفاضات وثورات الشعب السوداني تسرق من الآخرين في غفلة !.. ومن العجيب الأعجب أن الشعب السوداني لا يتوب ولا يتوقف عن تلك الانتفاضات والثورات .. وفي نفس الوقت لا يتوب ولا يتوقف هؤلاء السارقون عن سرقة مجهودات وتضحيات الشعب السوداني !!.. واليوم يرى الشعب السوداني بأن الحكومة الجديدة الحالية بأقسامها الثلاثة هي حكومة مظاهر فقط .. فهي حكومة تمارس فقط تلك المراسيم الصورية الضرورية التي توحي للعالم بأن هنالك حكومة تحكم السودان .. والمسئولين في تلك الحكومة الجديدة مجرد أفراد روتينين يذهبون ويعودون مثلهم ومثل غيرهم من موظفي الدولة العاديين .. وفي حقيقة الأمر هم أبعد الناس عن قيادة البلاد .. وفي عرف الشعب السوداني فإن تلك الحكومة الجديدة لا تملك مثقال ذرة من الفعالية التي تؤكد أنها تحكم البلاد !!.. بل هنالك حكومة في الظل هي التي تدير البلاد حالياُ .

السيد الرئيس عبد الله حمدوك ووزرائه الأفاضل كانوا بغاية الحماس في بداية تقلد الوظائف الجديدة .. وهو ذلك الحماس الذي كان يواكب أنفاس الشباب الثائر المنتفض في البلاد .. وفي نفس الوقت هو ذلك الحماس الذي كان يواكب تطلعات الشعب السوداني .. كانوا يرددون بشجاعة فائقة تلك الشعارات المجيدة المرفوعة من الشباب الثوار .. ثم ذهبوا للداويين لممارسة وتحقيق رغبات وأمنيات الشعب السوداني .. ثم فجأة أصابهم ذلك الخمول الشديد !!.. حيث اصطدموا عند الواقع بحائط عنيف لا يقاوم .. حائط مدعوم ومحاط من خارج البلاد ومن داخل البلاد .. وقد اكتشفوا جلياُ أن مؤسسات الدولة كلها في سيطرة وأيدي قوة خارجية وداخلية .. وعندما همت تلك الحكومة الجديدة بمعالجة تلك الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد وجدت جهات لديها كامل القوة في التصدي والمنع !.. وحين أرادت أن تحارب ذلك الغلاء الجنوني في الأسعار وجدت هنالك جهات تحتكر الضروريات ولا يمكن هزيمة تلك الجهات !.. وعندما فكرت تلك الحكومة الجديد في معالجة وإخفاء ظاهرة الصفوف التي تشوه صورة الانتفاضة المجيدة وجدت أيضاُ جهات تتحدى وتقول لها : ( نحن من يقرر متى تنتهي ظاهرة الصفوف في السودان !! ) .. وعندما أرادت تلك الحكومة الجديدة أن تكبح جماح الدولار في الأسواق السوداء وجدت هنالك جهات تتحدى الحكومة جهاراُ ونهاراُ وتقول لها : ( سوف نواصل في رفع أسعار الدولار حتى يرتقي فوق الثلاثمائة جنيه سوداني في قريب الأيام !!) .. والكثير الكثير من تلك الوعود والأمنيات قد فشلت الحكومة الجديدة في إنجازها .. وكل الإشارات والمعالم تؤكد أن حكومة السيد عبد الله حمدوك مجرد ( ديكور ) من ورق يحمل ذلك المسمى !.. والسؤال الكبير الذي يفرض نفسه اليوم هو : ( ماذا تريد تلك الجهات التي تتحكم في مصير البلاد من الشعب السوداني ؟؟ ) .. ولماذا تلك الجهات تنتقم من شعب ضعيف مغلوب على أمره يواجه أشد ألوان الويلات ؟؟ .. فهل السبب في ذلك يعود لحالة ذلك ( الإسقاط ) الذي جرى ذات يوم ؟؟؟؟ .. ولو كانت الإجابة ( بنعم ) فهل كان للشعب السوداني خياراُ غير ذلك الخيار ؟؟ .. فماذا كنتم تتوقعون من شعب كان ومازال يواجه أشد صور المجاعة ؟؟ .

الشعب السوداني اليوم لا يلوم أطلاقاُ هؤلاء الذين يتحكمون في البلاد بفرية الاحتكار .. ولكنه يلوم بشدة هؤلاء المسئولين في الأقسام الثلاثة التي تدعي نفسها ( حكومة ) .. فتلك حكومة صورية باهتة ساقطة لا تقدم ولا تؤخر في تحسن الأحوال .. حكومة عجزت كلياُ عن توفير الخبز لشعبها لمدة سنة كاملة .. وهو الشعب السوداني الذي يرى أحوال الشعوب من حوله في الدول المجاورة .. وتلك الحكومة الجديدة بدولة أثيوبيا قد بدلت أحوال الشعب الأثيوبي في 6 أشهر فقط !! .. في الوقت الذي فيه فشلت حكومة السيد عبد الله حمدوك في توفير الخبز الضروري للحياة لأكثر من سنة كاملة .. بل الموجع في الأمر أن حكومته قد زادت سعر الخبز في البلاد وفي نفس الوقت تلك الأزمة الشديدة والصفوف من أجل الحصول على الخبز رغم الغلاء !!!

كانت الغيرة تستوجب وتتطلب من هؤلاء المسئولين في حكومة السيد عبد الله أن يقدموا الأسباب الصريحة التي تعيق خطواتهم بمنتهى الشجاعة للشعب السوداني ثم يقدموا الاستقالات .. وعند ذلك سوف تكون المواجهات بين تلك الجهات المحتكرة للأحوال وبين الشعب السوداني .. والشعب أقدر على تلك المواجهات .