صحيح الإختشوا ماتوا بقلم محمد شمو

10:13 PM April, 15 2020

سودانيز اون لاين
د. محمد شمو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

منظمة الدعوة الإسلامية تدعى الآن بعد صدور قرار حلها من قبل لجنة إزالة التمكين أنها ضحية مؤامرة. و توعد بمقاضاة اللجنة، و تهدد بنقل مقرها الى دولة اخرى، و تقول بأنها اذا اضطرت لذلك فإن السودان هو الخاسر.
نقول لمنظمة الدعوة الإسلامية إن السودان سلفا قد خسر ٣٠ عاماً من عمره فى التخلف، و الذل، و الهوان، و الفساد، و إهدار الموارد، و الحروب الاهلية، و فقد جزء عزيزاً من أرضه بسبب انقلاب يونيو ١٩٨٩ الذى أتى بنظام الإنقاذ البغيض، و الذى اتضح لاحقاً أن بيانه الأول قد سجل قبل شهر من إذاعته فى مقر منظمة الدعوة الاسلامية.
إذاً فالمنظمة قد أساءت إستغلال وضعها كمنظمة خیریة دعوية فى التآمر على تقويض دستور جمهورية السودان،والانقلاب على الشرعية، و التسبب فى ما تعرض له الشعب السودانى من آلام و مرارات طيلة ٣٠ عاماً.
منظمة الدعوة الاسلامية هى التى استفادت من وجودها فى السودان فأثرت ثراءً حراماً عن طريق الامتيازات التى منحها لها نظام الانقاذ دون وجه حق. إذاً فالمنظمة كذلك مسؤولة عن نهب و اهدار ثروات البلاد.
هذه منظمة منحرفة، و يجب مقاضاتها على ما اقترفته فى حق الشعب و الوطن و مطالبتها بالتعويض عن كل الخسائر.
إن مجرد انحراف المنظمة عن رسالتها الدعوية هو خطأ مهنى لا يغتفر، ينتقص من مكانتها العالمية، و یستوجب محاسبة المسٶولین عن ذلک، فما بال اذا كان انحرافها لولوج عالم السياسة الذى لا يتقيد بالأخلاق و لا المبادئ من اوسخ أبوابه و هو التآمر و التعاون مع اقذر انواع الساسة لتقويض أمن و استقرار الدولة التى استضافتها و استأمنتها.
منظمة الدعوة الإسلامية الان فى وضع غاية فى الحرج "فى فتيل". فقد مرغت أنفها فى التراب عندما تخلت عن مهنيتها، و خانت الأمانة، و ولغت مستنقع الفساد. هى الآن تحتاج الى معجزة لتتمکن من الدفاع عن سمعتها و إعادة اعتبارها فى مهمة شبه مستحيلة. فبأى وجه سيقاضون لجنة إزالة التمكين و ليس فى وجههم مزعة لحم؟

أخيراً نهدى منظمة الدعوة الإسلامية هذه الأبيات لعلها تنفعهم فى مستقبل الايام:
ارع الأمانة والخيانة فاجتــنب *** واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
واحذر مصاحبة اللئيــــــم فإنه *** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واحذر من المظلوم سهماً صائباً *** واعلم بأن دعاءه لا يحجب

محمد شمو
١٥ أبريل 2020
[email protected]