الثورة السودانية بين الجد واللعب بقلم حامد ديدان محمد

الثورة السودانية بين الجد واللعب بقلم حامد ديدان محمد


04-13-2020, 02:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586783577&rn=0


Post: #1
Title: الثورة السودانية بين الجد واللعب بقلم حامد ديدان محمد
Author: حامـد ديدان محمـد
Date: 04-13-2020, 02:12 PM

02:12 PM April, 13 2020

سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
بهدوء




لم يكن السودان وأرضه وشعبه وليدو اللحظة فبلدنا ضارب بجذوره في أعماق التاريخ حيث أطلق القدماء معنى الشمس المشرقة على كلمة السودان وشعبه قد خط بأحرف من نور على تاريخ الإنسانية قبل سبع ألف سنة من الآن فالكل يعرف بعانخي وطهارقا من الفراعنة السودانيين كما أن السودان ليس وليد لحظات ثورات التحرر ففي العصر الحديث هناك محمد أحمد بن عبدالله المهدي وثورته ومعه الشعب السوداني من حلفا شمالاً حتى نمولي جنوباً ومن سواكن شرقاً حتى الجنينة غرباً وكانت الثورة المهدية مثال للثورات الخالدات في كل الدنيا عامة وفي القارة العجوز (إفريقيا) خاصة.
ثم كانت هناك ثورة أهل السودان ضد الإستعمار البريطاني وهم كذلك حتى تم (طرد) المستعمر البريطاني وتطهير أرض السودان من نجسه وخبثه...
كانت تلك ثورات ضد المستعمرين الأجانب أما الثورات الوطنية ضد الحكام السودانيين الذين أستولوا على الحكم في السودان بقوة (البندقية) وكانت أول تلك الثورات ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر التي تم بموجبها خلاص السودانيين من حكم الفريق إبراهيم عبود في عام 1964م ثم هناك ثورة إبريل في عام 1985م ضد المشير جعفر محمد نميري.
لم يكن حكم (مايو) بزعامة المشير نميري (معمراً) في السودان فقد إستغرق ستة عشر سنة وشهر واحد ولم يكن (نميري) حاكماً غير مستنير فقد كان مستنيراً ويعاب عليه الصلف والإستبداد المطلق وكذلك الفريق إبراهيم عبود ... لم تمر إلا حوالي أربع سنوات على حكم الديمقراطية في السودان بعد ذهاب حكم مايو ، حتى (نطَّ) الإخوان المسلمين بزعامة الترابي على السلطة في السودان وأنتزع المشير عمر حسن البشير السلطة لصالح الإخوان بقوة السلاح في (30/06/1989م).
كان حكم الاخوان في السودان غريب الأطوار فلم يأتوا إلى السلطة أغنياء لكنهم (طاروا) عن السلطة وهم أغنياء ويمثلون طبقة عليا وباقي السودانيين يمثلون طبقة سفلى هي طبقة الفقراء...
ليس هذا فحسب ، لكن الاخوان كانوا ظلمة وفاسدين وحاكمهم البشير لم يكن مستبد فحسب ، لكنه كان غير مستنير.
عزل الاخوان السودان عن بقية العالم (وسمحوا) بفصل جنوب السودان بموجب إتفاق (هزيل) تم في نيفاشا بكينيا عام 2005م وبموجب هذا الإتفاق إنفصل جنوب السودان وكون دولة مستقلة عام 2011م بل ذهبوا بمنطقة (أبييّ) إلى (لاهاي) حيث أعطت محكمة لاهاي أبيي إلى دينكا نقوك الذين كانوا قد حلوا بها مطرودين من بحر الغزال لإرتكابهم جريمة قتل هناك ولما كان المسيرية طيبون فقد رحبوا بهم في أبيي.
حكم الاخوان في ثلاثون عاماً وكانت أسوأ فترة يمر بها شعب السودان عبر تاريخه ... لما ضاق الشعب السوداني بإستبداد الاخوان وظلمهم خرج عن بكرة أبيه في (6 أبريل) من عام 2019م وأعلن ثورته العملاقة وهو كذلك حتى فقد الكثير من الشهداء لكن قد أعانه الله على طرد الإخوان عن الحكم.
يعاب على ثوار السودان التهاون وعدم الجدية في تصفية الإخوان عن مراكز القوة كالخدمة المدنية وكثرة الشعارات دون الأفعال فهم قد (عجزوا) تماماً عن كبح جماح الإخوان في الأسواق حتى صار الشعب السوداني فقيراً أكثر مما سبق رغم أن بالسودان كل شئ حتى البترول وأمطاره غزيرة تنبت كل محصول وغني بالثروة الحيوانية والغابية فعيب يا ثوار أن يصل سعر (الليمونة!) الواحدة عشرة جنيهات ... إن أراد اليسار السوداني أن يحكم طيلة الفترة الإنتقالية وإن أراد أن يكون له إسم ونصيب في العهد الديمقراطي عليه بالجدية في مواجهة (الجشع!) في الأسواق وأن يوقف طوابير الجاز والبنزين وطوابير الخبز وطوابير الغاز ... ليه؟ لأن كل شئ موجود في السودان ... ليه؟! لأن الشعب السوداني لا يستحق ذلك...
وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين.