أى شُعلة للجُرأة و الصلابة و ديناميكا الفعل السياسي قد إنطفئت جذوتها !! بقلم عادل حسن إبراهيم

10:46 PM April, 12 2020

سودانيز اون لاين
مقالات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر

12 أبريل 2020

بهذا الغياب العريض الذى خلفه اليوم الأستاذ فاروق أبو عيسي بعد توقف قلبه عن الخفقان يتكيء أحد الأعمدة و الركائز الراسخة لحركة الحقوق المدنية بالسودان و العالم العربي و الأفريقي و عموم حركات التحرر الوطني على طول العالم و عرضه. فقد تفتقت بوتقة النشاط و الفعل الثوري لدى فاروق منذ فترة دراسته بثانوية حنتوب التى فصل منها بسبب مواقفه السياسية ليلتحق بعدها بثانوية الأحفاد التى سيتخرج منها و يتم قبوله لدراسة الطب بقصر العيني بجامعة القاهرة و لكن و بسبب شغفه بخوض معارك الحقوق المدنية يتخلي عن دراسة الطب و يلتحق بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية و يواصل من بعدها دراساته العليا بإنجلترا فى نفس المجال.
ما أن يأتي ذِكر ثورة أكتوبر الشعبية 1964 بالسودان إلا و يُذكر فاروق أبو عيسي (المُحامي) نجم ليلة المتاريس الشهيرة بتفاصيلها المعروفة، و منذ تلك الفترة و مروراً بكل تقلبات الأحوال السياسية بالسودان و المنطقة العربية و الأفريقية لمع نجم الأستاذ فاروق أبو عيسي و بشكل خاص فى فترة توليه لمنصب أمين عام إتحاد المحامين العرب الذى إكتسب أهمية كبيرة فى عهده كمنظمة دولية فى المحافل الدولية و ذلك بفضل ديناميته و علاقاته و قوة شخصيته، لقد كان فاروق و رفيقه الحقوقي الراحل أمين مكى مدني و بحكم قوة تأثيرهما و صلابة مواقفهما يُشكلان بُعبعاً مُخيفاً بالنسبة لنظام الإنقاذ و الإخوان المسلمين و يوضع لهما ألف حساب.
أتاحت لى الظروف فى بداية هذه الألفية أن أتعرف عن قرب على الأستاذ فاروق أبو عيسي بحكم عملى معه كمترجم بإتحاد المحامين العرب بالقاهرة، فقد كان إنساناً سودانياً ودوداً طيب المعشر و لكنه و فى نفس الوقت و بحكم طبعه المُتمرد كان راديكالياً مُحباً للشباب و لديه إيمان مُطلق بهم و بقدرتهم على خلق التغيير و لعل التاريخ قد أنصفه فى هذا بأن أتاح له فرصة رؤية هذا المشهد فى ثورة ديسمبر العظيمة التى يغادرنا اليوم مع مرور الذكرى الأولى لإنطلاقتها.
لقد قدم الأستاذ فاروق أبو عيسي من خلال علاقاته الدولية و من موقعه كأمين عام لإتحاد المحامين العرب خدمات جليلة للمعارضة السودانية و للسودانيين عموماً أبان حكم الإنقاذ، فعن طريقه إعتمد مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة برنامجاً لإعادة توطين اللاجئين السودانيين و لا يزال هذا المشروع مقيداً فى أضابير الأمم المتحدة بجنيف تحت إسم (Abu Eissa Project for Sudanese Refugees in Cairo
لك السلام و الطمأنينة فى مرقدك الأخير أستاذ فاروق أبو عيسي فإسمك سيظل منحوتاً يتلألأ فى متحف الثورة السودانية و محافل الحقوق المدنية و عميق المواساة و العزاء لرفيقتك السيدة نعمات و بناتك نهلة و أمل و لكل أصدقائك و رفاق دربك.

لك السلام ومثل فاروق فقد جلل . وهو مثل كل العظماء ، لهم حسنات كثيرة وخطايا قليلة. لقد ظن مثل صلاح أحمد إبراهيم أن انقلاب مايو 1969 ،
هو إيذان بمقدم الاشتراكية الأفريقية ، التي كان يبشر بها نايريري، لكنه انقلاب قوميون عرب ،
ضالع معظم الانقلابيين في حبهم لجمال عبد الناصر. وإن اعتذر فاروق عن أيام مايو لاحقا، إلا أنه كان عظيما .