وقفة تأمل عميق في مسار السودان الحديث !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد

وقفة تأمل عميق في مسار السودان الحديث !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد


04-10-2020, 07:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586498876&rn=0


Post: #1
Title: وقفة تأمل عميق في مسار السودان الحديث !! بقلم الكاتب السوداني /عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-10-2020, 07:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفة تأمل عميق في مسار السودان الحديث !!

ضرورة المرحلة بعد ستين عاماُ من التجارب المتتالية والمتكررة أجبرت الشعب السوداني أن يفكر بطريقة مغايرة تماماُ عن السابق المألوف !.. وكان لابد من الخروج من تلك الدائرة العقيمة .. التي كلت وملت منها الأجيال تلو الأجيال .. حيث تلك الحكومات المدنية الفاشلة التي تعقبها تلك الحكومات العسكرية الفاشلة .. وتلك الصورة المتكررة في دروب الفشل والإخفاقات قد أجبرت نخبة من أبناء السودان المثقفين المستقلين فكريا وسياسياُ أن يتقدموا الصفوف في صمت شديد ويبادروا بتلك النقلة النوعية الجديدة .. حيث تلك النخبة التي بدأت تهاجم كل التوجهات والاتجاهات السياسية السائدة في البلاد .. وبدأت تنتقد بشدة كل المراحل والممارسات السياسية التي سادت الساحة السودانية منذ لحظة الاستقلال .. وهي نخبة كانت ومازالت لا تجاهر عن ذاتها .. وليست لها مآرب سياسية منهجية .. وتلك النخبة لأكثر من ثلاثين عاماُ بدأت تمارس نهجاُ غير مألوف في عرف أبناء السودان .. حيث ذلك النهج الذي يرفض ألوان الانتماءات دون ذلك التعقل والتفحص في الخطوات والقرارات .. وهي تلك المواقف التي كانت تسبب الانتكاسات تلو الانتكاسات .. وبالتالي بدأت تهاجم وتنتقد كل الاتجاهات التي كانت تعيق خطوات التقدم في السودان .. ولم تستثني في انتقاداتها مرحلة من مراحل الحكم بالسودان منذ الاستقلال .. ولم تستثني حزباُ من الأحزاب السودانية .. ولا حكومة من الحكومات المدنية أو العسكرية .. كما أنها لم تستثني في انتقاداتها جماعة من تلك الجماعات المتمردة والمتحاربة في البلاد .. ولم تستثني تلك المعارضة السودانية في خطواتها تلك العقيمة طوال السنوات .. وكذلك لم تستثني رمزاُ من تلك الرموز السياسية أو الدينية المعروفة التي لعبت دوراُ في مسار السودان منذ الاستقلال .. وبالمجمل فإن تلك النخبة قد تيقنت أن الضرورة تقتضي ذلك التبدل وذلك التحول بالقدر الذي يخرج السودان من تلك القوقعة العقيمة .

في مراحل كثيرة كانت الصورة معكوسة بقدر لا يفهمه أغلب الناس في البلاد .. حيث كانت حكومة الإنقاذ البائد حين يلتمس من هؤلاء النخبة ذلك التهجم والانتقادات للأحزاب والمعارضة السودانية أن هؤلاء في خندقه .. فإذا بهؤلاء يهاجمون وينتقدون نظام الإنقاذ بكل ضراوة وشدة .. وفي نفس الوقت كانت المعارضة السودانية يغريها ذلك التهجم العنيف لحكومة الإنقاذ فتجتهد لتجذب هؤلاء ليقفوا إلى جانبها .. فإذا بهؤلاء النخب يوجهون أيضاُ تلك الصفعات للمعارضة بنفس القدر لصفعات النظام القائم .. والمفهوم الذي أصبح سائداُ لدى الشعب السوداني هو أن عيوب المعارضة السودانية تعادل نفس العيوب في النظام القائم الفاشل .. لا خير في هؤلاء ولا خير في هؤلاء .. وقد بلغ بالشعب السوداني في مرحلة من المراحل أن يهجر كلياُ ذلك النوع من الموالاة الأعمى في السراء والضراء .. وبنفس القدر فإن تلك الرموز السياسية في ساحات الحكومات أو في ساحات المعارضة فقدت أوزانها في عيون الشعب السوداني .. وقد عرفت تلك الرموز بأنها رموز سياسية باهتة في عقلياتها .. وهي تلك الرموز التي أهلكت البلاد بكثرة الفلسفات الفارغة لسنوات طويلة .. فهي رموز تريد فقط أن تشير إليها البنان من قبيل التفاخر .. رموز تريد فقط تلك الإشادات بأنها ماهرة ولبقة وذكية في مقارعة الأقران والخصوم !.. وهي في حقيقة أمرها لا تملك ذلك العمق في التفكير بالقدر الذي يضع السودان في حدقات العيون .. ولا تمارس نشاطها السياسي من أجل السودان .. بل من أجل تلك المعاني الأدبية قبل كل شيء .. ولذلك فإن تواجد أو عدم تواجد تلك الرموز في الساحات السياسية لا تقدم ولا تؤخر كثيراُ في تنمية البلاد .. وبالملخص المفيد فإن الضرورة قد فرضت على الشعب السوداني أن يضع كافة الأطراف السياسية بالسودان في كفة الميزان .. وأراد أن تتحول كافة الأطراف لمصانع الترميم والتعديل والولادة من جديد .