وباء كورونا سيعالجه الكفار بقلم خالد حسن يوسف

وباء كورونا سيعالجه الكفار بقلم خالد حسن يوسف


04-10-2020, 05:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586493877&rn=0


Post: #1
Title: وباء كورونا سيعالجه الكفار بقلم خالد حسن يوسف
Author: خالد حسن يوسف
Date: 04-10-2020, 05:44 AM

05:44 AM April, 09 2020

سودانيز اون لاين
خالد حسن يوسف-الصومال
مكتبتى
رابط مختصر





شهد التاريخ الانساني أشكال من الأمراض الفتاكة وكان من أبرزها الطاعون والكوليرا، واللذان تسببا في وفاة الكثير من البشر، وفي المقابل ظهر وباء كورونا والذي بدوره تسبب في موت ومرض الكثيريين على مستوى العالم في عامي ٢٠١٩- ٢٠٢٠، وانتشر بصورة سريعة ومرعبة، بهيئة لم ينتشر فيها مرض خلال التاريخ الانساني، ناهيك عن مدى تأثيره على شتى مناحي الحياة وبصورة غير مسبوقة.

ظهور كورونا بدأ في الصين كما قيل منذ ديسمبر ٢٠١٩، ويبدو أن السلطات تكتمت على وجوده، إلى حين فاحة أعراضه وآثاره إلى العلن، أتخذت الحكومة فيما بعد سلسلة إجراءات كبيرة، وبذلك تراجع مستوى الخطورة التي تعرض لها المجتمع الصيني، والذي أصبح الأن لاعبا رئيسيا في مساعدة العديد من الدول التي تعاني من كورونا، ذلك ليس أمر عابر، بل أنه مؤشر كبير للقدرات الصينية والتي استطاعت أن تجند إمكانياتها المختلفة للمواجهة.

وفي مرحلة لاحقة من إنتشار المرض كانت الدول الغنية أحد أهدافه، مما أصاب الاقتصاد العالمي في مقتل، وأصبح إستمراره مؤشر لتراجع القدرات الاقتصادية لدول غنية تحديدا في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتسبب في شل حركة التجارة،الإنتاج والنقل وبصورة لم تحدث في التاريخ الحديث، ناهيك عن أنه نال من هيبتهم ومعنوياتهم، وأدى إلى حالات تخبط في سياستهم ذات الصلة بمواجهته، وهو ما إنعكس بدوره على قطاعي الاقتصاد والصحة تحديدا.

وبحكم أن وباء كورونا من السهولة إنتشاره، فإن الدول قامت بالحد من الحركة وتنقل، وهكذا تم إعلان الطوارئ واغلقت كل دولة حدودها برا،بحرا وجوا، بالإضافة إلى قيام بعض الدول بفصل بعض مناطقها المصابة عن الأخرى التي لم تتعرض بعد للعدوى، وتوعية السكان بالحد من الحركة إلا في ظل الضرورة القسوى لا سيما في ظل العجز عن مواجهته وسرعة إنتشاره، وتبادل الجميع اتهامات نقل العدوى من وإلى.

وللمرة الأولى على مستوى العالم تجد الدول ذاتها خلال التاريخ الحديث، في ظل واقع اقتصادي متشابه في ملامحه، وتجد ادول ذاتها مجبرة على تكريس إقتصاد ريعي، حيث تتكفل الدولة الإحتياجات الأساسية لمواطنيها، وأن يمنحوا الإعانات وهم قابعين في بيوتهم، وتكريس برامج التكافل الاقتصادي والاجتماعي بصورة كبيرة، وفي ظل حصر الأعمال على أعداد محدودة من العاملين والموظفين الأساسيين، بفعل الخسارة المادية المستمرة.

والمفارقة أن كورونا يمتاز عن الأمراض الأخرى، أنه وقف على مسافة مشتركة ما بين البشر بغض النظر عن خلفياتهم الطبقية،وا لتعليمية واختلاف أعراقهم،أديانهم وكل أشكال تنوعهم، ولدرجة أنه لم يترك النخب وبما في ذلك الحكام،المالكين،المثقفين والنجوم، فالجميع وقفوا أمامه صاغرين وعاجزين عن مواجهته المباغثة دون سابق إنذار، إنه مرض متميز وحريص على إصابة الجميع، أينما كانوا.

وميزاته الأخرى أنه وضع القدرات البشرية على الصعيد العلمي أمام إختبار وتحدي كبير، حيث وجه ضربات موجعة للقطاع الصحي، الذي عجز عن القضاء عليه من خلال الأدوات الطبية والحلول الصحية التقليدية، وكشف تخبط المؤسسات المعنية وعدم كفاءتها وقدرتها على التجاوب مع اللحظات الحرجة، ناهيك عن كشف مدى طبيعتها الرأسمالية في التعاطي مع أزمة إنسانية، وهو ما طرح تساؤل كيف سيواجه العالم إفرازات حرب نووية محدودة على سبيل المثال؟

وقد تعال تصور الكيفية التي سينتهي لها العالم بعد تجاوز كورونا؟ وطبيعة العلاقات والأنظمة التي ستسود وستكرس، والأثر السلبي الحاد الذي سيتركه على المستوى الاقتصاد العالمي، وصعوبة مواجهة التعافي منه على المدى المنظور، وطبيعة الاقتصاد الدولي القادم، إلا أن ما هو مؤكد أن البشر هم سيدفعون فواتير الخسائر المادية لمرحلة كورونا، أكان من مستوى عيشهم ومداخيلهم، خاصة وأن وقع الأزمة قد ترك أثرا كبيرا على الدول الفقيرة تحديدا، وفي ظل ضعف حضور الدولة في واقع حياتهم، مما يهددهم بشبح الجوع والموت في بيوتهم، إن إستمرار حضور كورونا لفترة أطول قادر على إسقاط الدول الهشة اقتصاديا،اجتماعيا وأمنيا، ونشر الفوضى، وذلك يشمل الدول الغنية بدورها.

والملحوظ أن العالم أجمع إتجه لتعاطي الخطاب الديني بعد حالة العجز الواضح التي أصابته، وأصبح حضور الحس الديني عاليا، وترديد الدعاء والصلوات لشفاء وتجاوز زمن كورونا، وهرع الكثيريين ممن لم تكن رباطتهم مع الأديان ملموسة، إلى ممارسة طقوس دينية وطلب العون من الله، وهو ما يمثل مؤشر عجز انساني مشترك أمام غول كورونا، ورغم صدور إعلانات بالابتعاد عن التجمعات ومنها مؤسسات العبادة، إلا أن إقناع الكثير من المؤمنين لاقي صعوبة بالغة، رغم أن وجود الله معنوي وحاضر في كل الأمكنة ومنها الخاصة.

المفكر العراقي علي وردي كتب " عندما انتشر وباء الكوليرا في العراق في حكم العثمانيين، حجز اليهود أنفسهم في بيوتهم بأمر الحاخامات، فسلموا من الموت بالكوليرا، وعندما سأل المسلمون مرجعياتهم جاء الرد(قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا) فمات كثير من الناس وابيدت قرى بالكامل." ،الدكتور علي وردي،لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث،صادر في عام ١٩٦٩.

ويتجلى من مشهد التعامل مع كورونا، مدى تبعية الدول الفقيرة والأكثر حضورا لدين في أوساط مجتمعاتها، كتابعة لدول المتطورة والغنية، وذلك فيما له ارتباط بكيفية مواجهة تحدي كورونا، فحتى على مستوى الإجراءات الوقائية البيسطة، عجزت تلك الدول أن تحققها، إلا بالعودة إلى الغرب، رغم أن الأخير ذاته لم يكن له سابق عهد بالأزمة الراهنة، بينما هو حريص على إبتكار كل ما يمكنه من المساهمة في تخطي التحدي، وبطبيعة الحال فإن براءة العلاج ستأتي من داخل مختبرات ومؤسسات هؤلاء الكافرين الحريصين على الحياة.

خالد حسن يوسف