إنا معكم مقاتلون يا حمدوك! بقلم عثمان محمد حسن

إنا معكم مقاتلون يا حمدوك! بقلم عثمان محمد حسن


04-07-2020, 02:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586264567&rn=0


Post: #1
Title: إنا معكم مقاتلون يا حمدوك! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 04-07-2020, 02:02 PM

02:02 PM April, 07 2020

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





* تأثرت النمور الآسيوية (إندونيسيا وتايلاند وكوريا الجنوبية) بالأزمة المالية العنيفة التي اجتاحت جنوب شرق آسيا في عام (1997)؛ إلا أن الأزمة مرت مروراً هادئاً عبر دولة ماليزيا التي رفض رئيسها مهاتير محمد العمل بالبرنامج المقدم له من قِبل صندوق النقد الدولي..

* قرأ مهاتير محمد المشهد الاقتصادي الماليزي، منذ البداية، قراءة صحيحة.. بعيدا عن تعاليم صندوق النقد الدولي و فقه البنك الدولي، فأخرج ماليزيا إلى بر النمو و الازدهار..

* هل قرأ د.حمدوك المشهد السياسي و الاقتصادي السودانيَّين قراءة صحيحة، فاستعان بالهِمَّة الثورية الشعبية كي يتجاوز الأزمات المتكالبة على السودان؟! أعتقد أن هذا ما يفعل، و أنه ربط قراءته للمشهد السياسي و الاقتصادي في السودان بالمشهد السياسي و الاقتصادي في العالم، و استشف من قراءته للمشهدين إنكفاء الدول على نفسها، إلا في نطاق محاربة فيروس كورونا.. و تجلَّت أمامه قدرة الإمكانيات البشرية و المادية المتاحة في السودان على تجاوز الأزمة..

* و من المؤكد أن د.حمدوك و وزير ماليته يدركان أن بوادر الانكماش الاقتصادي العالمي قد بدأت قبل هجوم فيروس كورونا، و يعلمان الكثير عن العوامل المسببة لها و في مقدمتها الحرب التجارية بين أمريكا و الصين، و هي حرب إرادتين بين أقوى اقتصادين في العالم.. و حمدوك و وزير ماليته يعلمان أن الدول الضعيفة سوف تتضرر من صراع تينك الدولتين العملاقتين كما تتضرر الأعشاب حين تصطرع الفِيَلة..

* و قد تنبأ صندوق النقد الدولي بتراجع الناتج الاجمالي العالمي، جراء تلك الحرب، بحوالي 0.1 ٪، و توقع أن تكون اقتصادات دول العالم الثالث، المعتمدة كلياً على تصدير المواد الخام، هي أكبر المتضررين..

* و بينما كانت الحرب التجارية الأمريكية الصينية لا تزال مستعرة، إندلعت حرب أسعار البترول بين السعودية و روسيا حاملة المزيد من المشاكل الاقتصادية على الدول النفطية، خاصة دول العالم الثالث المنتجة للنفط، و منها السودان و جنوب السودان.. إذ هبطت أسعار النفط إلى ٢٢ دولاراً للبرميل.. و ارتغعت اليوم إلى حوالي ٣٠ دولاراً للبرميل.. و حرب الأسعار في أوجها..

* سارعت الدول المستهلكة للنفط إلى شراء كميات كبيرة من النفط (الرخيص) و خزنتها في صهاريج بحرية عملاقة كمخازن آمنة، و مثلها صهاريج نفط ضخمة في البر، و بلغت السعة التخزينية لصهاريج البر و البحر حدَّ التخمة (glut) و لم تعد تستوعب المزيد من النفط..

* و تضرر النفط الصخري الأمريكي ضرراً بليغاً حيث هبط سعر البرميل منه ٤ دولارات فقط، و بدأ ترامب يتململ.. و يجري اتصالات مع السعودية و روسيا يستحثهما على الجلوس للتفاوض حول إعادة التوازن لسوق النفط.. و إلا فالخسارة ستحيق بالجميع..

* و حين تهجم فيروس كورونا كان الاقتصاد العالمي بتجه نحو الركود ثم الإنكماش نتيجة للحربين سابقتي الذكر:(الحرب التجارية و حرب الأسعار..) و جاءت الطامة الكبرى في هيئة فيروس كورونا لتعجل بتدهور نمو الناتج الإجمالي العالمي.. فتوقفت أنشطة القطاعات الإنتاجية و الخدمية في كل الدول بشكل كامل أو شبه كامل.. و تم تسريح العمال.. و انتشرت العطالة كما لم يحدث أن انتشرت من قبل..

* قرأ حمدوك كل ذلك جيداً و أدرك أن العالم يتحرك بسرعة نحو واقع جديد.. و أن تغييرات كبيرة تتشكل في المعطيات الجيوسياسية و الاقتصادية.. و أن على الحكومة الانتقالية في السودان إعداد نفسها للتعاطي مع الواقع العالمي الجديد..

* إن القراءة المتأنية لخطاب د.حمدوك الموجَّه للشعب السوداني تعطيك مؤشرات لسياسته الممرحلة حيث تمثل المرحلة الأولى سياسة (جزئية) تتم فيها معالجة فورية للقضايا الرئيسية الطارئة، تليها مرحلة السياسة (الكلية) حيث يتم "الانخراط في المشاريع الإستراتيجية القومية طويلة الأجل في مجالات الزراعة والصناعة وتطوير الموانئ وتأهيل السكة الحديد والسدود وغيرها والتى تبنتها الدولة..."

* و يعوِّل حمدوك على الامكانيات المادية و البشرية السودانية لتنفيذ مخططات المرحلتين.. و لن يخذله الشعب السوداني، كما تؤكد الشواهد!

* و نقول للأخ حمدوك، اقتطافاً، قولة المقداد بن عمرو للرسول الأعظم : " يا (حمدوك) امضِ لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون..."